الرائد ولد القطب : عين علي الأمن وأخري علي الصحافة “صور “

من كواليس زيارة الحوضين : خاص المرابع ميديا

إلي وقت قريب كان الاعتقاد السائد عندي كما الكثير من الصحفيين أن كل من يرتدى البذلة العسكرية هو عدو لدود للصحفي ..ظلت الصورة العدائية تلازمني منذ وقت طويل ..فكلما حضرت وقفة احتجاجية أو رافقت مسيرة راجلة أو واكبت زيارة رسمية للرئيس في العاصمة أو في داخل الوطن تجلت تلك الهواجس في المضايقة حينا وحظر ولوج أماكن معينة أحايين أخري ..واستمرت العدائية ترسم طلاسم العلاقة الافتراضية بيني وأصحاب البذلة العسكرية إلي وقت قريب …إلي زيارة الرئيس الأخيرة للحوضين بأقصى الشرق الموريتاني فتعدد محطات الزيارة وإطارها الزمني فرضا علي الاقتراب أكثر من عناصر الكتيبة التي تتولى تأمين الموكب الرئاسي حيث نقطع فيافي الحوضين ورمالها معا ونطوف بكل تجمعات ومراكز المنطقة خلف الموكب الرئاسي …

نقاط كثيرة شدت انتباهي خلال تلك الرحلات وجعلتني أعيد التفكير في الصورة القاتمة التي تطبع علاقة الصحفي بالعسكري في نظري… جعلتني أيضا احترم كثيرا كل عناصر قواتنا العسكرية وقوات الأمن وأرفع القبعة عالية لرائد وقائد عسكري عشنا معه لحظات الرحلة الطويلة ومحطاتها المتعددة بتقاسيم وجه لم تتغير منذ أول لحظة إلي أن جمعنا حقائبنا استعدادا للعودة رغم متاعب وظروف الزيارة في بعض محطاتها وثقل ظل زملائي الصحفيين أحيانا وأشياء كثيرة أنساني التعب وطول السفر تفاصيلها الدقيقة….

على طول و عرض الرحلة أبدى الرائد الشاب “شيخنا ولد القطب ” اهتماما بالغا بكل الصحفيين دون تميز.
يتحرك الرائد بخفة.. وبشخصية قيادية منضبطة وقريبة من جنوده… يفتح الطريق للمصورين والصحفيين بصمت ونشاط متدفق يعطيك الأمل وأنت المرهق من طول السفر بأن قادم الرحلة سيكون أفضل بكثير.
الابتسامة والخلق والاهتمام الزائد بالجميع ابرز ما يميز الرجل الذي شكل بالفعل مثالاً يحتذى لهذه الرسالة الكريمة التي يمثلها الجهاز الأمني الكبير و العين الساهرة على امن الوطن والمواطنين.

هكذا عرفته عن قرب وعرفت الوجه الأخر لأصحاب البذلة العسكرية …. النشاط والإشراق والتفاؤل والتفاني…لقد كان بحق رجل مهمات صعبة …عين على الصحافة وأخرى تراقب موكب الرئيس
بذل كل الجهود لنظل على صلة بالموكب الرئاسي …لنواكب أدق تفاصيل الزيارة ..لنلتقط الصورة ..ونجمع المعلومة بحرية وأريحية ونجمع أشيائنا لننتقل إلي محطة أخري
مدينون حقا نحن معشر الصحافة الذين واكبنا زيارة الرئيس لهذا الرجل …لهذا الإنسان… لهذا الرائد بمعان الكلمة المختلفة ..فقد طبع صورة جديدة في ذهني عن رجال موغلين حقا في الانتماء للوطن دون أي اعتبارات وفي التعامل مع الناس بأسلوب متميز.