الرئيس الموريتاني يبدأ زيارة ولاته من جامعها العتيق

بدأ الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز زيارته لمدينة ولاته التاريخية من جامعها العتيق الذي بني في القرن الأول الهجري حوالي 60 للهجرة من طرف العاقب بن حبيب بن عقبة الفهري ليكون بذلك من أعرق المساجد اليوم ..ومن التقاليد المحافظ عليها في المسجد قراءة صحيح البخاري بعد الظهر والعصر كل يوم من 21رجب وحتى 26رمضان وهناك جناج في المسجد يسمى البخاري..
كما تقدم دروس التفسير من تفسيري الخازن والبغوي. ويجري الاحتفاء بالمولد النبوي بقراءة ابن وهيب قبل المغرب والعشاء حتى الليلة العاشرة من شهر المولد.
ولايزال الولاتيون يتمسكون بعادة إعلان عقود الزواج في المسجد وكذا بتقدير دوره في فض النزاعات من خلال جماعة الحل والعقد التي يطلقون عليها “أهل لكراك”ورغم الدوره التعليمي والدعوي والاجتماعي الذي يلعبه هذا الجامع منذ قرون فإنه يحتاج إلى الترميم بعد سقوط أجزاء من مئذنته
كما زار الرئيس بعد الجامع العتيق مؤسسات تعليمية بهذه المدينة للوقوف علي سير العملية الدراسية بها وواقع التعليم بالمدينة عموما ..وداخل المدرسة رقم 1 بولاته اطلع الرئيس علي واقع التعليم والنواقص التي تقف في وجه التلاميذ والمدرسين ودعا الأسرة التربوية إلي بذل المزيد خاصة ان الدولة أعلنت أن هذه السنة سنة تعليم ما يستدعي بذل مزيد من الجهود .
وتوجد بمدينة ولاته 38 مدرسة ابتدائية تستقطب نحو 2090 تلميذا إلا أن سكان المدينة يشكون نقص الطواقم التدريسية وبعض مستلزمات العملية التربوي
وفي مركز المدينة الصحي تجول الرئيس بين أجنحة هذه النقطة الصحية التي تواجه الكثير من المشاكل المتمثلة في نقص الطواقم الصحية و الوسائل بالنظر إلي حجم الإقبال عليها من سكان المدينة والنقاط القريبة منها
ويعود تاريخ هذه النقطة الصحية إلي سنة 1967 وقد شهدت إدخال بعض المعدات إلي أنها ما تزال بحاجة إلي المزيد من الاهتمام لتلبي تطلعات واحتياجات السكان
وترقد مدينة ولاته في كنف الصحراء علي مقتنيات أثرية ثمينة مثل النمط المعماري الجميل القائم علي المزج بين النقش الاندلسي الرائع والطراز الصحراوي المكون لأبرز للمسات علي البنايات والجوامع هذا بالاضافة إلي كثير من مجاميع المخطوطات الشاملة للعلوم الدين والطب مقتنيات صنفتها منظمة الامم المتحدة للثقافة والعلوم ضمن التراث الانساني المشترك عام 1987
المدينة الاثرية زارها أبن بطوطة قبل إثني عشر قرنا وهاجر إليها علماء كثر من مختلف مناطق المغرب العربي وإفريقيا وكتب عنها إبن خلدون كما أنها عرفت نهضة كبيرة في القرن السادس عشر
ورغم عوامل التعرية والظروف لتي أعقبت تاريخ النهضة ظلت ولاته صامدة في وجه متغيرات الزمن لتحكي تاريخا يأبي الاندثار للأمة ملئت أصقاع الدنيا مشايخا وعلوما وتوافدت إليها في مهرجان المدن القديمة لتنفض الغبار من جديد عن تراث الاولياء والصالحين
وتتوفرفي هذه المدينة حسب موفدنا الذي تجول فيها جميع متطلبات المدن القديمة من اسوار وعمران تشتم منها رائحة التاريخ وجامعها العتيق الذي يعود تاريخ تأسيسه إلى القرن الثاني الهجري واضرحة المشايخ والعلماء كالشيخ سيد احمد البكاي ومحمد يحي الولاتي وغيرهم.