18 مايو 2024 , 7:59

النعمة..تستعد لعناق الرئيس

لعيوون

موفدنا الخاص –النعمة- وكعادتها المعهودة تستيقظ مدينة النعمة باكرا حتى في أيام العطلة الأسبوعية …تدب الحياة في شوارعها الفسيحة وزقاقها الضيقة…. يتثاءب الناس صباحا هذه الأيام علي أزيز السيارات بكل ماركاتها وحملات التنظيف لإضفاء مزيد من الرتوش ومساحيق التجميل علي تقاسيم وجهها العام الذي تفنن الزمن وبعض النسيان في رسم تجاعيده وهي تستقبل رئيس الجمهورية قبل أن تستقبل ضيفا أخر ولشهور عديدة مباشرة بذات الحماس والتفاؤل موسم الصيف وحكاياته المعقدة مع سكان هذه المناطق التي تحتضن جزءا كبيرا من الثروة الحيوانية للبلاد.
درجات الحرارة هنا مرتفعة نسبيا لكن ذالك لم يمنع المواطنين من التوافد علي المدينة التي تحولت منذ بعض الوقت إلى وجهة للمئات من الأطر والشخصيات الفاعلة في الدولة من ولايات مختلفة، ومن القرى التابعة للمدينة تقاطر الجمالة والخيالة لمشاركة سكان المدينة استعداداتهم للزيارة التي يتطلعون إلي مساهمتها في حل بعض مشاكلهم المتعلقة أساسا بالصحة والتعليم والمياه وشبكات الطرق ..لكنهم أيضا لا يخفون امتعاضهم من مزاحمة الوافدين خاصة الشخصيات النافذة بخصوص طرح المشاكل كما هي علي رئيس الجمهورية.
وتعتبر مدينة النعمة -التي يعود تأسيسها إلى نحو قرنين من الزمن- أهم مدن الشرق الموريتاني وهي عاصمة الحوض الشرقي ذي الكثافة السكانية الكبيرة، وتتصل بالعاصمة نواكشوط عبر طريق الأمل الذي يمتد على مسافة تقدر بنحو 1200 كلم، ويربط أغلب مدن موريتانيا الواقعة بين نواكشوط والنعمة.
تقع المدينة بواد كبير تحيط به الجبال والمرتفعات من مختلف الجهات باستثناء الجهة الغربية التي تبقى المنفذ شبه الوحيد للمدينة، وتتمتع بمناخ صحراوي ترتفع فيه درجة الحرارة صيفا إلى نحو خمسين درجة، وتنخفض شتاء إلى أقل من عشرين درجة مئوية.
تشتهر المدينة الواقعة على الحدود الشرقية من موريتانيا بكونها مدينة رعوية وزراعية تحتضن جزءا كبيرا من الثروة الحيوانية للبلاد، وتساهم مع مناطق الشرق الأخرى في تزويد بقية مناطق البلاد بحاجاتها من مختلف أنواع الماشية.
وتنتشر الزراعات المطرية بضواحيها وأريافها بحكم وفرة مياه الأمطار خلال فترة الخريف، حيث تعتبر من أكثر مدن ومناطق موريتانيا استفادة من التهاطلات المطرية أثناء فصل الخريف الممطر عادة في موريتانيا.
وإلى جانب أهميتها الرعوية والزراعية، تعد مدينة النعمة مركزا تجاريا حيويا، وقد أضفى عليها موقعها الجغرافي القريب من الحدود مع مالي أهمية خاصة، حيث أصبحت مع الوقت مركزا للتبادل التجاري ومنطقة عبور للسيارات والشاحنات والقوافل التجارية المتجهة إلى مالي.
وقد تعززت أهميتها التجارية في العقدين الأخيرين بعد إنشاء ميناء نواكشوط، حيث أصبحت مالي تستخدمه في استيراد أهم حاجياتها الغذائية والكمالية من الخارج بسبب كونها دولة داخلية لا تطل على أي بحار أو محيطات.

شاهد أيضاً

اتفاقية تموين الأسواق السينغالية بالأضاحي من موريتانيا.

وقع وزير التنمية الحيوانية، أحمديت ولد الشين، اليوم الجمعة في نواكشوط، مع وزير الزراعة و …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *