11 مايو 2024 , 11:05

وترجل فارس الإنسانية والأخلاق السامية

اخلاق

لمرابط سيدي محمود: نشأ وترجل بالقيم الإنسانية السامية والنبيلة
فلقد تواترت الشهادات من جميع من عرف المرحوم لمرابط سيدي محمود ولد الشيخ احمد ولد اعل طالب، علي أنه كان دمث الأخلاق، متواضعا، شهما، نبيلا، لم يره أحد قط إلا وهو يبتسم، عرف بالجدية في العمل، وكانت الشهادات التي تم الادلاء بها في حقه متفقة علي أنه كان ـ رحمه الله تعالي ـ إنسانا فاضلا ، رزينا ، وكان كل من نظر إليه يحترمه من أول نظرة ، ولتأكيد صدق هذه الشهادات ، سأذكر موقفا جمعني معه وآخرين ، وسأذكر موقفا إنسانيا قصته علي والدتي عنه أطال الله بقاءها .
أما الموقف الذي أعرفه عنه ، فهو أني كنت مع مجموعة من سياسيي تمبدغة ، يتقدمهم المرحوم محمد ولد عيدان وأتينا إلي المرحوم لمرابط سيدي محمود ولد الشيخ احمد في منزله ، لنتناول معه بعض الشأن السياسي وهو آنذاك وزيرا للداخلية ، والدولة مقبلة علي استحقاقات نيابية ، جلسنا في إحدي الغرف وبعد قليل ، دخل ذلك الشخص الوقور المحترم المهيب الجانب ، فقمنا إليه وبعد تبادل السلام ، وجلسنا ، وبدأ المرحوم محمد ولد عيدان يتحدث إليه في موضوع اللقاء ، أطرق الرجل المرحوم لمرابط سيدي محمود ولد الشيخ احمد ولم يرفع بصره إلي محدثه وكأنه لا يريد أن يري من هو أكبر منه سنا ، يأتيه في حكاية وموقف هو الأرفع فيه أو هو المطلوب فيه ، ومع ذلك فقد كان أشد ما يكون إصغاء إلي محدثه ، منا جميعا ، ومني بالخصوص حيث انشغلت بما بهرني به الرجل من تواضع ، وحسن أخلاق ، وقد اتضح لنا في رده أنه كان شديد الإصغاء إلي كل من حدثه ، وكان رده في منتهي الإحترام ، وكان لا يرفع بصره أثناء رده إلا خلسة ، وهو في عز شبابه ، وفي قمة مكانته السياسية في الدولة .
أما شهادة والدتي بحقه ، فتدل علي أنه نشأ علي تلك الصفات الحميدة ، فكل تلك الشهادات لا يعرفه أصحابها إلا بعد الكبر ، أما والدتي نفيسة بنت الشيخ امحمد والتي ترتبط مع المرحوم لمرابط سيدي محمود بعلاقات قربي حيث كان أبوه الشيخ احمد رحمه الله وأمها ميمونة رحمها الله أبناء الخالة لبعضهما ، فقد ذكرت لي أنه ذات يوم في سنة 1975 ، وأنا حينها ابن السنتين ونيف ، أنه قدم إلي تمبدغة المرحوم لمرابط سيدي محمود ، وأراد أن يقضي العطلة الصيفية أو بعضها مع الأهل في مضاربهم الصيفية بمنطقة تسمي “الرج” وبالخصوص مكان يسمي “وارجيطة” ووجد والدتي في تمبدغة تريد الذهاب أيضا إلي أهلهما في المكان نفسه ، وكان مع المرحوم لمرابط ، أخوه المرحوم سيدي محمد ، وكان يلقبه ب “بيب” وعندهما جمل براحلة فقط ، وكان عند والدتي جمل لكن ليس معها من يقوده وأنا في سن السنتين ونيف كما ذكرت آنفا ، فاصطحبانا معهما إلي الأهل ، ولما خرجنا المدينة ، ووصلنا مكانا يسمي “التجال” خشي الأخ سيدي محمد البطء ، وأراد أن يعجل السير ، فأصبحت الجمال تتحرك بشكل أسرع ، قالت لي الوالدة أن المرحوم لمرابط التفت فور إسراع أخيه ،إليها وكأنه يتحسر علي وضعها ، وثم التفت إلي أخيه سيدي محمد ، ليقول له مناجيا “بيب ، بيب ” هذا المشي امتين اعل نفيس هي امر وعنده اطفيل اسقير ، فلم يستمع إليه وواصل المرحوم سيدي محمد السير بنفس الطريقة ، أعاد عليه الاحتجاج بنفس الطريقة ، وينظر مع ذلك إلي الخلف ويسأل الوالدة ، ثم يعيد المناشدة لأخيه برفق من أجل أن يلطف بالمرأة الضعيفة وصغيرها ، هذه هي الإنسانية ، رحمه الله تعالي وأسكنه فسيح جناته ، مع الأنبياء وصديقين والشهداء والصالحين ، اللهم وسع عليه قبره ، واجعله روضة من رياض الجنة , يا أرحم الراحمين ، إنك سميع مجيب

شاهد أيضاً

لماذا غزواني ثانية؟ / محمد محمود أبو المعالي

لا جَرم أنه ما جانف الصواب من طرح اليوم السؤال عما ينتظره الموريتانيون من ترشح …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *