17 مايو 2024 , 12:13

الميعاد الانتخابات (مواضيع جريدة “أشطاري”)

40يقال إن غرسة فائتة كان أهلها يقولون لها: “اذهبي وجيبي لنا ماء من الحاسي”، فتظل تخاصم وتقول: “لن أذهب فالنهار حمانه شديد والحاسي بعيد وأنا تعبانة”، ولكن هذه الخصومة لا تقولها إلا في الطريق،ذاهبة إلى الحاسي وراجعة منه.

ويقال كذلك إن عبد الرحمن المعروف اختصارا ب”كابون” (الكاف مغلظة) قال يوما إنه لن يسمع لشيخ الغابة السبع، ولن يعدل الوردة بلزت الحيوانات أعينها وقالت لعبد الرحمن: ” ياعبد الرحمن عدل الوردة وجب الماء أشبه فيك فشيخ الغابة لا يعدل له ذلك وأهل الخلاء لايشابرون بالشهبان”.

انتفخ “كابون” وهو يقول: “ورطتمونا بشيخ الغابة فظمة فيه تتراجفون منه وهو أكبر منه شد أخباره وإذا كنتم خائفون منه فأنا هو يعرفنى ويعرف أن بطه مثل شراب الماء عندي”.

بينما كان “كابون” يقول للحيوانات هذا الكلام، دخل شيخ الغابة، وخرص الحيوانات بعينيه، وخرص “كابون” بنصف عينه، فقام كابون يتمقط، وظنت الحيوانات أنه سوف يرصف على السبع ويلتاح فيه، لكن “كابون” تمقط وتثاوق وهو يقول: “أهيه…نذهب نحن إلى الوردة لنجيب الماء قبل حمان النهار”.

تفكدنا هذه الروايات، ونحن نشوف الناس في المعارضة والأغلبية وما بينهما تتمقط باتجاه الانتخابات، فالمنسقية شيء من أحزابها مثل “تواصل” و”تقدم” و”اللقاء” بدأت تتخمم فى المشاركة في الانتخابات، وظهر ذلك في مقالات وعراقيات لأهل تلك الأحزاب، وأهل التكتل ساكتون على ذلك الذي ساكتون عليه، فشيء منهم ظاهر له انه ليس معلوما فيهم المشاركة في انتخابات ليست واضحة، وشيء منهم ظاهر له أن انتخابات لم يبق عنها احد، ولم يبق موسى كمبس إلا وقال انه سيشارك فيها لابد من المشاركة فيها، أما الأغلبية فهي تتحضر للانتخابات منذ أشهر عديدة مثل المعارضة المحاورة التي تقال لمسعود وجماعته.

ما أكرهني بك وما أحلى عندي لبن نعاجك

دائما نسمع المنسقية تقول إنها لا تحب المشاركة في الانتخابات لمائة وعشرين سببا منها:

– أن الحالة المدنية والإحصاء والأوراق وذلك النوع ليست عامة على الناس وشيئ منهم ليس عنده الفظة التى لابد للدولة منها مقابل التواغط حسب الأسعار: كردانديت: 1000 أوقية، بصبور: 30000أوقية، الجنسية: لا نعرف ثمنها، تاغط الخلاقة: لا نعرف ثمنها، رخصة السياقة من 50 إلى 200000 أوقية.

– أن الدولة طارحة جهدها مع حزب الاتحاد فعنده فظتها ووتاتها وإذاعتها وتلفزتها ومناصبها وتعييناتها.

– أن الناس ليست مسجلة على اللوائح الانتخابية لأنها تعدلها الحكومة ولا تجعل عليها إلا أحدا معمول على صوته للحكومة وحزبها ولحلاحته.

– أن فخامة القيادة الوطنية لم يعدل طريقة لتعدال انتخابات موثوقة ومظبوطة فالموريتانيون فى الخارج مثلا يتعايطون على لجان الإحصاء التى كركرتهم وخصرت أسماءهم.

– أن نتائج الإحصاء الأخير ليست واضحة وفيها شيء ليس متفاصلا.

– أن الولاة والحكام والوجهاء والشيوخ القبائل والصنادرة وذلك النوع كلهم مع حزب الدولة.

– أن الدولة لم تعيط لمراقبين من الخارج فالمعارضة ليست فالشة فى الحكومة والحكومة ليست فالشة في المعارضة ولابد من حزاز يقف بينهما.

– أن حكومة عليها عزيز وولد محمد الأغظف لا يمكن ان تعدل انتخابات موثوقة.

ورغم كل ما تعيط به المعارضة، إلا أن عينها في قفاها، فكل حزب من أحزابها لا يحب أن يشارك وحده دون أصحابه، ولا يحب أن يقاطع وحده دونهم، والاتفاق يعطيه الله، فبقيت الجماعة متخازرة، كل حزب يحانى موقف الحزب الآخر، مع أن أحزابا في المنسقية واضح أنها سوف تشارك، ولا يعنيها شيء في الأحزاب الأخرى، وقد بدأت تعدل الحملات في الداخل، مثل اجتماعات القبائل، وتقسيم الماء ، والندويات، وذلك النوع.

وما هو واقع للمنسقية مع الانتخابات يشبه التلاميذ الفائتين الذين لا يحبون مرابطهم، لكنهم يحبون لبن نعاجه، التي يرظعونها كل يوم عندما يقول لهم أن يصيفطوها مع الرعيان، فالمنسقية طائر لها فخامة القيادة الوطنية، وطائرة لها الحكومة، ولكنها تحب الانتخابات، لأن النصارى يمولونها، وكل حزب يجد طرنيشة يتقاسمها مكتبه الوطني، ومجلسه الوطني، ونساؤه الوطنيات، وشبابه الوطنيون، وزوائده الوطنية الأخرى، ويبقى المواطنون الآخرون يحمسون الخرجان.

المشكلة فى النصارى

ظاهر لنا أن الناس كلها سوف تشارك في الانتخابات، لأن عدم المشاركة فيها نوع من النفشة والنفشة ليست جميلة على الرجال، خاصة النفشة مع الفظة، والنفشة مع المناصب، والنفشة مع العياط ،والأبواق، والخيام، والمسيرات، وذلك النوع.

ونحن نعرف أنهم سوف يتسابقون إلى الانتخابات، لأنها مهمة عند النصارى، والأحزاب في المعارضة والموالاة النصارى شيء كبير عندها مثل لحم الدجاج.

وكل أحد يعرف أن المنسقية صمكتنا بشعار “الرحيل” ومنذ أشهر وهي كسحانة لا تنطق هذه الكلمة، وكأنها هي “الحرف المحظور”، وذلك معناه أنها تتخمم فى الانتخابات، وأحد يتخمم في الانتخابات لا يمكن له أن يطلب من رئيس ظاهر لجماعته أنه جائي بانتخابات نزيهة أن يرحل، لأن ذلك ليس جميلا وفيه بلد التركيبة.

وأنسخ رواية هي أن يكون النصارى مهم عندهم تعدال انتخابات، لكي يكون الاستقرار موجودا، بينما أهل الأحزاب الوطنية ليس مهما عندهم الاستقرار وذلك النوع، فمصالحهم هي المهمة عندهم، ولو كانت في حنش رأسه ارقط، وفيه سم ساعة.

ولكن الأحزاب عندنا تظل تعيط إلى أن يغمزها النصارى، فتبرك عليها الجتمة، وهذا هو سبب قولاننا لكم إن الانتخابات سوف يشارك فيها كل أحد، لأن النصارى يريدونها، وأحد لم يشارك فيها سيقولون إنه فيه خوخة وليس واضحا، وربما يكركرونه، ولا يوجد حزب يحب أن يتكركر مع النصارى، والانتخابات يطيرها أكثر منها شد أخبارها، يمكن لأحد أن يقول إنها مزورة ثم يرجع عن ذلك، أو يقول إنها نزيهة ويرجع عن ذلك، لكن الفظة لا يمكن الرجوع عنها، سواء كانت حقيقية أو مزورة ، وفظة النصارى أخير منهم كما هو معروف، وهي يابسة واليابس لا يضر.

شاهد أيضاً

أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية الشقيقة “الأعمال الانتقامية في قطاع غزة تتعارض مع أحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني”

أكد أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية الشقيقة أن “الأعمال الانتقامية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *