19 أبريل 2024 , 4:18

محلات افكوجاي سوق سوداء لاتعرف الهدوء.. حاجيات وفرص عمل وأشياء آخري!

DSC02044تشهد محلات بيع الملابس المستعملة اقبالا كبيرا من قبل الموريتانين لما توفره من فرص للحصول على ازياء بحجم طاقات المواطنين المادية كما توفر فرص عمل للشباب والعاطلين عن العمل خاصة في ظل رمضان المبارك ..في هذه المحلات المتراصة وسط سوق” لحموم” بقلب العاصمة انواكشوط ترى هناك مواطنون يرتدون المعروضات وينتزعونها ثم ينظرون ويبحثون في ما يطلق عليه ملاك هذه المحلات” البالوطات ” التي تأتي فيها الملابس المستعملة من أماكن إستصدارها..وكالة “المرابع ميديا” ارتأت أن تسلط الضوء على هذا الوافد القديم الجديد من خلال التحقيق التالي:

DSC02040في قلب العاصمة انواكشوط يتخذ ملاك هذه المحلات اماكن لعرض مبيعاتهم القادمة من وراء البحار حيث يستصدرونها من بلدان كأمريكا وابريطانيا وبلجيكا وهولاندا والمانيا” الى فقراء ومستضعفين لم يجدوا في اروقة العاصمة انواكشوط ما يدثرهم من برد انواكشوط ومن ما يحميهم من حره الاهب المرتفع الحرارة في جل اوقاته وخاصة في اجواء بواكير خريف ممطر كما افادت التوقعات بذلك..

المحلات من الداخل: دخلنا الى هذه الاعرشة المتراصة على هوامش السوق فكانت الاجواء من الداخل توحي بعالم اخر لا ما يتصوره المار من ازقة السوق فهناك كل شيئ مريح حشايا يجلس عليها الزوار ويتخذ منها الملاك اماكن لاستقبال الزبناء بالاضافة الى كؤوس الشاي المترعة والمتواصلة طيلة ساعات اليوم باستثناء ايام شهر الرحمة والغفران فله مكانة خاصة في قلوب الملاك والزوار لهذه المحلات التي تغطي ساحاتها الداخلية الملابس المتراكمة والمترامية في كل مكان من المحلات المتواضعة من ناحية الشكل والقيمة من حيث المضمون لما توفره من حاجات للضعفاء من ملابس ومداخيل وبأسعار متواضعة..

DSC02042اسعار لاتعرف الإنضباط: هناك في هذه المحلات لاتعرف الاسعار حدودا اقصى ولا اخر ادنى فكل الاحتمالات مفتوحة وكل التوقعات مطروحة فهناك كما يقول عاشور ” 46 سنة” ان البيع بالجملة قد يصل احيانا 51000 بالنسبة لملابس الرجال اما ملابس النساء فتصل الى 38000 اوقية اما الاطفال فقد يصل احيانا الى 36000 اوقية اما الاسعار الفردية فهي حسب ما يتم الاتفاق عليه بين الزبون والتاجر… صاحب الحاجة أعمى: قد تكون لهذا المثل دلالة لكنه يبدو اليوم واردا في رحلة هؤلاء المواطنين المستمرة في البحث عن ما يكسون به اجسادهم في عاصمة لا تعرف صمت الاسواق ولا المصانع وكل الخيرات لكن فقر هؤلاء وضعف مداخيلهم اليومية لا تكفي بان تمنح ابناء ورجال ونساء زبناء هذه المحلات ان يكتسوا بغير ما بات يعرف اصطلاحا ب” افوكوجاي” في محلات لا كالمحلات كما يقول روادها يجدون فيها بحسب عائشة ” 28 سنة” هدايا وبعض المقتنيات المنسية فيه منذ زمن اروبا وباقي القارات التي يتم استقطاب هذه الملابس منها.. كما أن جودة هذه الملابس أسعارها هي أهم العوامل التي جعلتنا نهتم بأن نشتري كل حاجات ساكني البيت من هذه المحلات . استعدادات قبل الاوان:

هناك في هذه المحلات التجارية المتواضعة تجري استعدادات كبيرة في المنافسة على مبيعات هذه المحلات استعدادا لاستقبال عيد الفطر المبارك الذي بدا العد التنازلي لشهر رمضان يشير اليه حيث يقوم معظم المواطنين في انواكشوط باتجوه اليه لشراء الملابس لافراد عائلاتهم باسعار مناسبة مع قدراتهمالمادية اضافة الى اختيار الافضل فيه من ناحية الجودة والقياس على المستخدمين وذلك ما اكده “ابراهيم 25 سنة” شاب يسكن الترحيل يقول بانه بدا في الاستعداد لعيد الفطر وذلك بعملية البحث التي ربما تستغرق اياما عديدة من اجل الحصول على ازياء ذات جودة عالية من هذه المحلات المخصصة لبيع ما يعرف ب” افكوجاي”. تجار الملابس وطول الانتظار: لملاك هذه المحلات وبائعوها ادةارا كبيرة في توفير هذه البضاعة التي تشهد اقبالا كبيرا من طرف ساكنة انواكشوط فهم كما يقولون ينتظرون اياما عديدة من اجل استقبال هذه البضاعة عن طريق الميناء المستقل وبعد ذلك في انتظار ان يمر بجمارك المنطقة لينتهي به المطاف بين المواطنين وتبدا رحلة معاناة اخرى من الانتظار الى ان يخف استقبال الزبناء نعود ادراجنا ـ كما يضيف ،لنعرف المداخيل والخسائر ولكن كما يضيف الحمد لله كل شيئ على ما يرام. المطالب وقارعة الطريق:

DSC02041زيارتنا لسوق محلات بيع الملابس المستعملة لم تكن خالية من حديث عن المطالب وان كانت لم تلقى حتى الساعة اذانا صاغية كما يقول جبريل” 50 سنة” اذ يطالب تجار هذ السوق بفتح سوق تجاري خاص بهذه التجارة التي يعتقد جل اصحابها انها لا تخلو من العمل الخيري للطبقات الهشة في المجتمع وبالتالي هؤلاء يطالبون بتوفير مناخ تسويقي يسمح لهم التطوير من الخدمات التي يقدمونها للوطن والمواطن الا ان التاجار” علي 43سنة” يقول بان مطالبهم ستبقى تراوح مكانها على قارعة الطريق .. الجانب الصحي: هناك حديث عن امكانية ان هذه الملابس التي يتم بيعها في المحلات التجارية بانواكشوط يمكن ان تكون ناقلة للعدوى لامراض تنتقل عن طريق الملابس وخاصة الامراض الجلدية التي تعرض زوار هذه المحلات لهذه العدوى الا ان البعض لا يرشح امكانية ذلك لان الملابس تلك يتم تطهيرها في مصانع عالمية قبل ان تصل الى هنا الا ان فرضية العدوى تقبى مطروحة في ظل وجود التخوف. الخاتمة: في نهاية التحقيق وصلت الشمس كبد السماء بعد اشراقة صباحية على سوق ” لحموم” وبدانا نتنفس ضغط حجم المكان وعذوبة الحديث بين التجار والزبناء والمارة وان كان حديثا من نوع خاص تركنا المكان الا ان عبارة واحدة اردت ان لا اخرج السوق دون ان اعرف دلالتها ـ فوكوجاي ـ فقالوا فكو بالمعنى الحساني ” فريكو” اما جاي” بالزنجية فعتني” اغسله” ليكون المعنى” افكوجاي”.

—————————————-

المرابع ميديا:

إعداد : الشيخ المهدي النجاشي.

شاهد أيضاً

ولد اشروقة يدعو المواطنين على الحدود مع مالي إلى توخي الحذر

“مورينيوز” ـ نواكشوط ـ أكد وزير الطاقة والبترول الناطق الرسمي باسم الحكومة  الناني ولد أشروقة إن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *