المغرب وموريتانيا والديمقراطية والقاعدة “مقابلة”

كشف الكاتب الموريتاني عبد الله حرمة الله أن الرئيس الموريتاني الراحل المختار ولد داداه رفض المطالبة المغربية في عهد الملك الراحل الحسن الثاني بالسيادة على موريتانيا، ليستمر الخلاف بين الزعيمين الراحلين إلى مؤتمر نواذيبو 1976، حيث طُويت صفحة الخلاف بين الحسن الثاني وولد داداه.

وقال حرمة الله في حوار أجرته معه “هسبريس” في زيارته الأخيرة للدار البيضاء بالمغرب، أن حزن الرئيس الراحل ولد داداه كان كبيرا بعد رحيل الملك الحسن الثاني، حيث أصر على المشاركة في تشييع جثمانه، رغم تدهور وضعيته الصحية آنذاك.

هذا ونفى حرمة الله وجود تنظيم القاعدة بموريتانيا، مشيرا إلى أن موريتانيا تشهد تحولا ديمقراطيا بزعامة الرئيس ولد عبد العزيز الذي سماه بـ” رئيس الفقراء”.

ورأى الكاتب الموريتاني في الخطاب الأخير للملك محمد السادس بأنه يجسد حرص المغاربة على التحول السياسي في المنطقة العربية.

كما حمل النخب الإعلامية بالمغرب ضعف التواصل بين الشعبين…وتحدث عن المكون الزنجي في موريتانيا، وعن وقوف بعض الموريتانيين مع العقيد القدافي في حربه على شعبه، وأشياء أخرى تكتشفونها في هذا الحوار :

ـ نرحب بك الزميل عبد الله في حوار مع هسبريس

شكرا على الحفاوة “الهسبرسية” التي عودتموني عليها، كتجسيد لإرادتكم الجادة في خلق تواصل مغاربي، على مستوى النخب ـ على الأقل ـ في انتظار مغرب الشعوب!

ـ باعتبارك إعلاميا موريتانيا، ما هي أهم الأخبار التي تخص المغرب وتغري الموريتاني بمتابعتها ؟

في موريتانيا، نتابع ببالغ الأهمية، مثلا “الدروس الحسنية”، كذلك انتصارات الفريق الوطني لكرة القدم، و المشهد السياسي بصفة عامة، وأخبار المطر.. وخطاب الملك محمد السادس، والتفاعل الإيجابي للطبقة السياسية معه…

ـ المواطن المغربي لا يعرف إلا النزر القليل عن موريتانيا، هل من تفسير لذلك ؟

أعتقد أن المسؤولية في هذا التقصير، تعود بالدرجة الأولى إلى النخب الإعلامية بالبلدين، وفي المغرب بصفة أكثر، مع أن الدولة المغربية بذلت مجهودا كبيرا، من خلال إثراء التعاون الثقافي الذي سمح للنخب الإدارية والسياسية والعسكرية، والمالية بالاستفادة من مستوى التكوين العالي الذي تقدمه المدارس والجوامع المغربية…

ـ كيف ترى طبيعة العلاقة ما بين الشعبين المغربي والموريتاني ؟

علاقات الشعبين أرقى وأقوى من وصف قد يفقدها عبق التاريخ، ومتانة التلاحم الثقافي والاجتماعي.. بوصفي مواطنا موريتانيا، من حقي أن أفتخر، وبدون حرج أن جدي الشيخ سيديا الكبير، مكث عاما كاملا، بضيافة السلطان مولاي عبدالرحمن بمراكش عام 1847، وبايعه، قبل أن يعينه باشا على منطقة “الصحراء والساحل”، نفس المصطلح مازال مستعملا في المعجم الاستراتيجي المعتمد من طرف المجتمع الدولي!

ـ كيف ينظر الموريتانيون لقضية الصحراء وكيف يتعاطى النظام الموريتاني مع القضية؟؟

لقد التزمت الجمهورية الإسلامية الموريتانية، الحياد الإيجابي بخصوص صراع “الإخوة”، الذي يبقى عائقا أمام تحقيق الوحدة المغاربية التي تتطلع إليها شعوب المنطقة!

ـ تطالعنا بعض الأخبار عن موريتانيا بإقصاء المكون الزنجي عن دواليب الدولة، إلام يعود السبب ؟

مكن التحول السياسي الذي عرفه البلد منذ أغسطس 2008، خصوصا تسوية الإرث الإنساني بصفة عادلة وتوافقية، نالت إجماعا غير مسبوق في الأوساط المستهدفة ، من خلال رمزية تنظيم صلاة الغائب بمدينة كيهيدي بحضور رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز، وما تلاها من خطوات شجاعة مكنت من طي ملف الإرث الإنساني وبصفة نهائية.

بعض “تجار العنف والضغينة”، المتباكين على أسلوب ومنطق العنف المتنافي مع الأجواء الديمقراطية التي تعيشها البلاد، يحاولون إيقاظ الجرح الذي تسببوا فيه لوحدتنا الوطنية أيام كانوا في السلطة طيلة عقدين من الدكتاتورية.. ففي الوقت الحالي نفتخر بتوجهات الحكومة الموريتانية الرامية إلى تبني ودعم القضايا الجوهرية للشعب الموريتاني ووضعها في أولوياتها من خلال تخصيص غالبية الميزانية لمكافحة الفقر وتعزيز المجال الصحي وتجريم العبودية ومحاربة الفساد , الذي مثل مطلبا جماهيريا في موريتانيا، جسده “رئيس الفقراء” في اللحظات الأولى من التغيير، الذي أنقذ خلاله البلاد من التفكك، بعد تعطل مؤسساتها الدستورية.

ـ ما حجم تنظيم القاعدة في موريتانيا ؟

لا وجود لأي تنظيم إرهابي بالأراضي الموريتانية! تتمركز بعض العصابات الإجرامية التي تمارس السطو والاتجار بالمخدرات في شمال جمهورية مالي!

ـ أنت تنفي وجود تنظيم القاعدة بالرغم من أن أخبارا وتقارير تطالعنا بمواجهات ضارية بين الجيش الموريتاني الذي استعان بقوات أجنبية لمحاربة هذا التنظيم، سؤالي أليست هناك مقاربات أخرى غير الأمنية لمحاربة آفة التطرف ؟

لقد استعادت بلادنا مطلق السيادة على أراضيها، من خلال إعادة الاعتبار لجيشنا وقوات أمننا، التي أعطيت الإمكانيات المادية والمعنوية لممارسة مهامها كاملة على امتداد التراب الوطني.

كما تم اعتماد استراتيجية شاملة لمحاربة التطرف، عبر فتح حوار مع السجناء السلفيين، بإنعاش من علماء وأئمة البلد، كذلك النهوض بقطاع الشباب، عبر تشييد البنى التحتية الثقافية والرياضية، والاهتمام بالتكوين المهني .. كل هذه الجهود مجتمعة ستمكن موريتانيا من أداء دورها التاريخي في ترسيخ قيم الدين الإسلامي الحنيف، ومحاربة الغلو والتطرف بالتي هي أحسن.

ـ لاحظنا أن الموريتانيين وقفوا مع الشعب التونسي والمصري بينما وجدنا فئات من الموريتانيين وقفت إلى جانب القدافي في حربه ضد شعبه، ما الفرق بين النظامين الذين سقطا ونظام القدافي كما يرى البعض؟

لقد مكنت التعددية السياسية الممارسة في موريتانيا، بعض أنصار النظام الليبي، المنتظمين في ما يعرف “باللجان الثورية” من التعبير عن دعمهم للعقيد القذافي، رغم أن غالبية الأحزاب السياسية كانت موضوعية في تبنيها لحقوق الشعب الليبي المشروعة، ووحدة الدولة الليبية.

طيب، أنت عاشرت الرئيس الموريتاني الأسبق المختار ولد داده في المنفى بفرنسا، ما سبب خلافه مع الحسن الثاني؟

لقد رفض الرئيس الراحل، المختار ولد داداه جملة وتفصيلا المطالبة المغربية في عهد الملك الحسن الثاني رحمه الله، بالسيادة على موريتانيا، واستمر الخلاف لفترة من الزمن، رغم التحاق جزء من النخبة السياسية الموريتانية بالمغرب في مطالبته بضم موريتانيا!

بعد مؤتمر نواذيبو 1976، دشن الرئيس ولد داداه والملك الحسن الثاني علاقة صداقة حوت الكثير من الثقة، الذي كان كفيلا بطي صفحة الماضي بين رجلي الدولة اللذين كانا بامتياز!

ـ كيف استقبل ولد داداه خبر وفاة الحسن الثاني؟

كان حزن الرئيس ولد داداه كبيرا بعد رحيل الملك الحسن الثاني، الذي أصر على المشاركة في تشييع جثمانه، رغم تدهور وضعيته الصحية آنذاك.

ـ كيف تابعت خطاب محمد السادس الأخير؟

لقد جسد خطاب الملك محمد السادس، حرص المغرب على الريادة في مجال التحول السياسي، فبعد أن كان أول بلد عربي، يعرف التناوب السلمي على السلطة، نهاية التسعينات من القرن الماضي، الذي أوصل المعارضة للسلطة بعد سنوات المنفى، يؤكد المغرب اليوم عبر خطاب ملكه، استعداده مواصلة الإصلاحات السياسية التوافقية.. هنيئا للشعب المغربي على هذه الإرادة السياسية الجادة، وللملك على تميزه، خلال هذا المنعرج التاريخي من حياة المملكة المغربية.

رأيك في هذه الشخصيات :

الفنانة المعلومة بنت الميداح

مثلت موريتانيا أكثر من دبلوماسية الدكتاتور الطائع!

المجاهد الشيخ ماء العينين

ولي وصالح ومجاهد.. وهب حياته من أجل المغرب الكبير.. اللهم ارحمه واغفر له واعف عنه.

الإعلامي بيبة ولد مهادي

صوت إعلامي، صدح “بميدي 1” وتربع على عرش التحقيقات “بالجزيرة”.. الله يحفظ

ولد السمان

الله يهديه

محمد عابد الجابري

سوط ناصح، تفتقده عقولنا!

الشيخ عبد الله بن بية

جسد قدرة الموريتاني المحظري على اقتحام قلاع المعارف “الغربية” المحمية!

الراحل محمد باهي

عروة الزمن الباهي كما قال عنه عبد الرحمن منيف.

نقلا عن موقع “هسبريس”