عندما يأتي الصراخ من الجبل!

ويقول الوطن:لقد أكلت يوم أكل “الثور الأزرق” و”الثور الأخضر” و”الثور الأسود” و”الثور الأحمر” و”الثور الأصفر”!

البحر والزراعة والحديد والتنمية الحيوانية والذهب والنحاس كل هذا في باطن الأرض وظاهرها.

وقد قيل إنه توجد آبار للنفط،وقيل أيضا إن دفتر الديون في دكان البنك الدولي يكتظ بأشياء على الأجيال القادمة أن تسددها “وخلاص الدين ماه أمونك”

وقيل أيضا إن بلادنا لا تحتوى على جسور،باستثناء جسور الأمل،وقيل أيضا إن “الشعب المختار” تعداده يصل بالكاد لحاجز الأربعة ملايين!

بعضهم في أدغال إفريقيا الموحشة وبعضهم في صقيع الشمال،طبعا ليس من أجل السياحة والتقاط الصور واكتشاف كروية الأرض،إنهم يبحثون عن الخبز!

إذا نظرت للعاصمة تجيبك بوجه شاحب وبصوت حزين،وإذا فتشت موريتانيا الأعماق تجيبك الأكواخ المتناثرة،ورجل مريض قادم من مستشفى بعيد بعد أن باع ناقته من أجل تكاليف الدواء والسفر

خمسون عاما من الصبر مرت مثل القرون،ووطن يجلس على كرسيه المتحرك يراقب النجوم البعيدة

لم أركب طائرة قط،ولم أخرج من حيز تلك الخطوط المتعرجة التي ترسم ملامح هذا الوطن

لكنهم قالوا إن دكار أجمل من نواكشوط،وأن الجزائر العاصمة أكثر أناقة،وأن الدار البيضاء قد تكون أجمل من نواذيبو،وأن التعليم هناك ليس كالتعليم هنا!

وأنك إذا مرضت في “الكصرين” قد لا يتم رفعك للعاصمة تونس،وأنك إذا مرضت في أعماق الوطن قد يتم رفعك نحو السماء،فهناك سيارة إسعاف حزينة إن لم تزودها ببرميل من النفط،لن تتحرك من مكانها فتكاليف الدفن أسهل يا حبيبي،هكذا وبكل قسوة سيجيبك الواقع!

بيت القصيد،ونحن على أعتاب التخرج كان العمل في “أسنيم”،يشبه العمل في دول الخليج نهاية التسعينات أيام دخلوا موسوعة “كينيز” في غلاء المهور والبذخ(الزمن دوار)،ويشبه الهجرة إلى “أنغولا” و”أمريكا” في الآونة الأخيرة،كانت “أسنيم” هي “جنة العمال”،لمن منعه حنان “الماما” من الهجرة،فقد كانت تضمن لعمالها راتبا طويل القامة،وحقوقا تمكنهم من الحصول على دار وسيارة وربما “زوجة صالحة”!

ويقول المثل الشعبي:عندما يأتي الصراخ من الجبل فأين سيكون الهروب!!أو بعبارة إذا أضرب عمال “أسنيم” ماذا سيفعل العمال في مياه “الوظيفة العمومية” الضحلة،وماذا سيفعلون في “القطاع الخاص” الذي يمارس “العبودية”،حيث يمكن طردك بعد أن بلغت معهم من العمل عتيا ووهن العظم منك،قد يطردك ابن “البطرون” بسبب موجة غضب مردها خسارة “برشلونه” في لقاء الإياب،ستعود لمنزلك بخفي حنين وبعمر ضاع دون عطل أو كرامة!

يمر أطول قطار في العالم يحمل في عرباته “الحديد”،وتسجل العنوسة أكبر معدلاتها،في دولة تعاني من العنوسة الاقتصادية وأشياء أخرى!

أعلن تضامني الكامل مع عمال “أسنيم”……..ومع “المامورية الثانية” وفخامة الرئيس(محسود يولك)،ومع الحوار وزعماء المعارضة(محسدَ يويلكم)ومع الشعب الموريتاني العظيم (صادفتك عين يويلك)،ومع نفسي بوصفي مجرد كاتب “عياط”(محسود يويلي)!

هنا تامشكط والساعة تشير إلى 11 صباحا و 20 دقيقة

نقلا عن صفحة المدون على الفيسبوك Khaled Elvadhel