بعيداً عن “شارلي إيبدو” .. “بوكو حرام” تُواصل التقتيل بإفريقيا

في الوقت الذي ينشغل فيه العالم بتداعيات مجزرة “شارلي إيبدو” بفرنسا، تُواصل جماعة “بوكو حرام” المتطرّفة قتل وتشريد الآلاف في نيجيريا، بل وصلت مطامعها حتى دولة الكامرون المجاورة للحدود النيجيرية، رغم إعلان الكامرون قتلها ما لا يقل عن 143 مسلحاً من الجماعة في دفاع جيشها عن هجوم تعرّض له يوم الثلاثاء
“بوكو حرام” ارتكبت خلال الأيام القليلة الماضية واحدة من أكبر عمليات القتل في العقود الأخيرة بنيجيريا، عندما قتلت قرابة ألفي شخص بمنطقة باجا شمال شرق نيجيريا حسب ما أشار إليه تقرير من منظمة العفو الدولية، ممّا أدى إلى فرار نحو 20 ألف نيجيري بعد إحراق قراهم بالكامل، وهو الهجوم الذي تمكّنت بواسطته “بوكو حرام” احتلال قاعدة عسكرية رئيسية
في افتتاحيتها الصادرة يوم الأربعاء، طالبت جريدة “الواشنطن بوست” الأمريكية المجتمع الدولي بضرورة الالتفات إلى ما يقع في نيجيريا مثلما يهتم هذا المجتمع بمقتل 12 شخصاً في الهجوم على “شارلي إيبدو”، متحدثة عن أن المجزرة البشعة التي ارتكبتها بوكو حرام، يجب أن تدفع العالم إلى الاستيقاظ، وأن يُحذّر من هذه الجماعة، على الأقل مثل تحذيراته من تنظيم “الدولة الإسلامية
وكتبت الصحيفة أن “بوكو حرام” تهدف إلى إقامة خلافة إسلامية، حيثُ استولت على مناطق كبيرة في الشمال الشرقي لنيجيريا، ووسعت عملياتها في الكامرون والنيجر، بشكل يجعل تهديداتها تحمل طابعاً إقليمياً. وقد طالبت “الواشنطن بوست” في هذا السياق الحكومات المغربية بزيادة الضغط على نيجيريا لمعالجة قضايا الفساد وانتهاك حقوق الإنسان، كي يتم توفير أرضية مناسبة لمحاربة بوكو حرام
التهديد الكبير الذي تقوم بها هذه الجماعة المتشددة، جعل اللجنة الانتخابية النيجيرية تعلن أنّ الانتخابات المقبلة التي ستشهدها البلاد في فبراير القادم، لن تجري في المناطق التي تسيطر عليها “بوكو حرام”، وستحاول الدولة النيجيرية في المقابل، تمكين النازحين من هذه المناطق، من الإدلاء بأصواتهم، حسب ما أعلنت عنه اللجنة
كما دفعت المجزرة الرهيبة التي قامت بها “بوكو حرام” بالأزهر الشريف إلى إدانة ما تقوم به هذه الجماعة، حيث شدّدت هذه المؤسسة الدينية المصرية، في بيان لها، رفضها هذه الأعمال الإجرامية التي لا تراعي حقوق الإنسان في الحياة، والتي تعتبر “مخالفة صريحة لتعاليم الإسلام ومبادئه السمحة
وكانت تقارير لوسائل الإعلام الدولية قد أظهرت صور مئات الجثث المتناثرة في الأدغال النيجيرية بعد الهجوم الأخير لـ”بوكو حرام”، كما تحدثت وسائل الإعلام ذاتها عن أن معظم ضحايا المجزرة الأخيرة كانوا من الأطفال والنساء وكبار السن، ممّن لم يتمكنوا من الهرب سريعاً بعد وصول المتطرّفين إلى قراهم
هسبريس – إسماعيل عزام