17 مايو 2024 , 11:06

شنقيط وأبوظبي تُودّعان رمزاً ثقافياً كبيراً

7_welabdib (1)أبوظبي – نظّم اتحاد كتاب وأدباء الإمارات بأبوظبي، أمسية احتفائية مميزة بالناقد والشاعر الموريتاني الراحل د.محمد ولد عبدي، الذي رحل الأسبوع الماضي بعد صراع مع المرض، عن عُمر ناهز الـ 50 عاماً، ومسيرة أدبية ثقافية حافلة بالتواضع والمعرفة الواسعة.
ساهم ولد عبدي في العديد من المشاريع الثقافية الناجحة، حيث كان رحمه الله، محاضراً في أكاديمية الشعر بأبوظبي وعضو الهيئة التدريسية فيها، وعضواً في اللجنة العليا المشرفة على برنامج أمير الشعراء لشعر العربية الفصحى.
كما كان مسؤولاً عن تنظيم العديد من الندوات الثقافية والأمسيات الشعرية في أبوظبي، سواء من خلال المجمع الثقافي أو هيئة أبوظبي للثقافة والتراث سابقا حيث كان باحثا فيها، أو عبر اتحاد كتاب وأدباء الإمارات.
كما سبق للأديب الراحل المساهمة في الإشراف على عدد من الفعاليات الثقافية المُصاحبة لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب، وكان كذلك عضوا في لجنة الفرز بجائزة الشيخ زايد للكتاب.
حضر الأمسية سلطان العميمي مدير أكاديمية الشعر في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، وحشد كبير من المثقفين والأدباء والإعلاميين وأصدقاء وعائلة الفقيد، منهم ابنة الفقيد عائشة محمد ولد عبدي التي تحدثت بكلمات صادقة رقيقة أبكت الحضور الكبير، وأوردت بعضاً من الخواطر (لطائف محمد ولد عبدي) التي كتبها إبّان فترة مرضه بأسلوب جميل جمع بين الحكمة والفلسفة والنثر والشعر.
وتضمنت الأمسية كلمات للشاعر حبيب الصايغ رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وكلمة السفارة الموريتانية في أبوظبي، وكلمة مسؤول الجالية الموريتانية في الإمارات، وكلمة باسم عائلة الفقيد وأصدقائه ومحبيه.
كما تضمنت قراءات نقدية وشعرية شارك فيها كوكبة من المثقفين والكتاب الإماراتيين والموريتانيين والعرب المقيمين في الإمارات، من بينهم الدكتور محمد ولد عبد الحي، والإعلامي والكاتب حسن ولد المختار، والكاتب والباحث منّي بونعامه، والإعلامي الجزائري خالد بن ققه، والأكاديمي الجزائري الدكتور رشيد بوشعير.
كما شهدت الأمسية تقديم شريط مسجل عن سيرة الراحل وأهم إسهاماته، بما فيها قصيدته الاستشفائية البديعة، وأعماله التي تركها مخطوطة.
وأكد الصايغ أنّ اتحاد كتاب وأدباء الإمارات لا يؤبن الراحل الكبير الدكتور محمد ولد عبدي، بل يحتفي به، ويحتفل بما قدّمه من إسهامات مهمة في مجال الثقافة والأدب طيلة مقامه في الإمارات أثرى بها المشهد الثقافي الإماراتي والموريتاني على حد سواء، وكان سفيراً ثقافياً أميناً ومثّل بلده بصورة مشرقة، وهي محل اعتزاز وافتخار.
وكشف أنّه وتكريماً لحياته التي تتجدّد بموته، سنعمل على نشر ما تركه من آثار مخطوطة شعراً أو نثراً.
وكتب الكاتب الإماراتي المعروف علي العمودي يقول إنّ ولد عبدي كان امتداداً نوعياً وإضافة لإسهامات العديد من أبناء شنقيط الذين شاركوا مُبكراً في مسيرة البناء في مواقع عدة وبالذات من خلال لجنة التراث والتاريخ في أبوظبي والقضاء و”الشؤون الإسلامية” والشرطة وغيرها من الميادين والمجالات، فكانوا نعم الأخوة الذين حلوا بين إخوانهم وبني أرومتهم.

7_welabdib (2)نال محمد ولد عبدي، شهادة الدكتوراه في الآداب عام 2007، تخصص المناهج النقدية الحديثة والنص العربي القديم، وذلك من كلية الآداب، بجامعة محمد الخامس بالرباط، وقد تقدم بأطروحة تحت عنوان: ” السياق والأنساق في الشعر الموريتاني في القرن العشرين”، وقد صدرت في كتاب قبل سنوات قليلة.
ومن الجدير بالذكر أن لمحمد ولد عبدي – رحمه الله – مجموعات شعرية ودراسات نقدية عديدة منها في مجال الشعر: ديوان الأرض السائبة وكتاب الرحيل وتليه الفصوص، وفي مجال النقد الأدبي: كتاب ما بعد المليون شاعر (مدخل لقراءة الشعر الموريتاني المعاصر) الذي حصل على جائزة الشارقة للإبداع العربي عام 1999، وكتاب: تفكيكات ( مقاربات نقدية في نصوص إماراتية)، وكتاب: فتنة الأثر( على خطى ابن بطوطة في الأناضول)، وغيرها من البحوث والقراءات النقدية والدراسات المنشورة في عدد من المجلات المحكمة.
درس الراحل القرآن الكريم ومتون اللغة العربية والفقه المالكي على يد والده ومشايخ مدينته في موريتانيا، ثم دخل التعليم النظامي، وحصل على شهادة المتريز في الآداب العصرية 1985- 1986 من جامعة نواكشوط، وعلى شهادة الدراسات العليا (الماجستير) 1988 من جامعة محمد الخامس – الرباط، وهو عضو رابطة الأدباء الموريتانيين، وكان عضوا ً في اتحاد الكتاب العرب. وقد شارك في العديد من المؤتمرات والمهرجانات الثقافية في الدول العربية.
ميدل ايست أونلاين

شاهد أيضاً

انواكشوط: انطلاق الملتقى العلمي حول “الشباب في مواجهة التطرف.. موريتانيا أنموذجا”

اافتتح وزير الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان، السيد أحمد ولد سيد أحمد ولد أج، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *