29 أبريل 2024 , 1:06

هل مات أبو أنس الليبي أم قُتلَ لطمس سرّ المستنقع الليبي؟

388أدخلت الوفاة المفاجئة للمطلوب الدولي بتهمة الإرهاب أبو أنس الليبي دولا في إفريقيا وأوروبا في دوامة الحسابات، خاصة وأنّ الرجل كان على علم بأدق التفاصيل حول نشاط جماعة أسامة بن لادن ومن بعده أيمن الظواهري، ليس في افريقيا فقط، بل في العالم كله، في وقت يرى متابعون أنّ سيناريو الموت المفاجئ لأبي أنس اللّيبي هو الأفضل بالنسبة إلى المخابرات الأمريكية، ما فتح باب التّساؤلات حول العلبة السوداء للجماعات الإرهابية في إفريقيا.
فتح طلبُ أحمد الرقيعي ابن الإرهابي اللّيبي أبو أنس الليبي الذي مات في سجن أمريكي تشريحَ جثة والده في ليبيا الكثير من الاستفهامات حول الطريقة الغامضة الذّي قضي بها على الإرهابي، في وقت ترى قراءات أنّ أبو أنس الليبي تم قتله على يد جهات دولية ترغب في طمس معالم مؤامرة الحرب الأهلية في ليبيا، عبر قتل أو إسكات كل الأطراف التي لها صلة بهذه الحرب، التي دمرت ليبيا وحولتها إلى أفغانستان شمال إفريقيا. وترى مصادر أنّه، على الأغلب، تعرض أبو انس الليبي للتحقيق حول دوره في تأسيس أغلب الجماعات الإرهابية في شمال إفريقيا في منطقة القرن الإفريقي وفي الساحل، ثم تمت تصفيته بعد أن بات وجوده يمثل خطرا يكشف الأطراف الدولية في الخليج وفي الغرب التي خططت لتحويل ليبيا إلى مستنقع للجزائر وباقي دول شمال إفريقيا. وقالت تقارير إخبارية ليبية وأمريكية إن ابن أحمد الرقيعي حمّل السلطات الأمريكية مسؤولية موت أبيه، وصرّح نحمل الولايات المتحدة المسؤولية القانونية عن وفاة والدي، لقد أصيب بالسرطان أثناء وجوده في السجن في أمريكا . وأضاف أجريت له جراحة في مستشفى وأعيد بعد ذلك إلى السجن رغم أن حالته لم تكن مستقرة ، وقال الرقيعي الابن نطالب السلطات الأمريكية بإعادة جثمانه بدون أي تشريح حتى نرى بأنفسنا ونتأكد من سبب وفاته ، وقال المدعي العام في مانهاتن بريت بارارا، في الرسالة، إن الليبي عانى من مضاعفات مفاجئة ناجمة عن مشاكل طبية قائمة منذ فترة طويلة ، وقال ممثلو الإدعاء إن محامي الليبي كان معه طوال اليوم، وصاحبه رجل دين في المستشفى أيضا، ولم يتسن الحصول على تعليق من برنارد كلينمان محامي الليبي على الفور، وكان من المقرر أن يمثل الليبي أمام المحكمة مع خالد الفواز المتهم بمساعدة أسامة بن لادن، يوم 12 جانفي. وقال كلينمان، في الآونة الأخيرة، إن قوات خاصة أمريكية خطفت الليبي من أمام منزله في طرابلس ونقلته باستخدام زورق مطاطي سريع إلى سفينة تابعة للبحرية الأمريكية كانت تبحر قبالة الساحل الليبي، وأضاف أن موكله احتجز على متن السفينة وجرى استجوابه ثم نقل جوا إلى الولايات المتحدة، وانتقدت الحكومة الليبية العملية ووصفتها بأنها اقتحام دون إذن. وكشفت وثائق قدمت للمحكمة، في سبتمبر، إن الحكومة الليبية كانت تتكفل بأتعاب محاميه. واعتقلت القوات الأمريكية أبو أنس الليبي، واسمه الحقيقي نزيه الرقيعي، في أكتوبر 2013 في العاصمة الليبية طرابلس، ونقل إلى الولايات المتحدة ليواجه اتهامات جنائية فيما يتصل بالتفجيرين اللذين قتلا فيهما 224 شخصا، وبعث مكتب الادعاء العام في مانهاتن رسالة إلى قاضي المنطقة لويس كابلان جاء فيها إن الليبي صاحب الـ 50 سنة توفي يوم الجمعة في مستشفى محلية، بعد نقله من مركز إصلاحي بمنطقة مانهاتن يوم الأربعاء. ويعد أبو أنس الليبي من أكثر الإرهابيين الليبيين تطرفا، وقاتل في أفغانستان ثم تنقل إلى السودان، ومنها إلى أدغال إفريقيا، وقررت أمريكا السماح له بالإقامة في طرابلس في ليبيا. لكن مصادر متابعة للشؤون الأمنية في ليبيا وفي إفريقيا أشارت إلى أن أبي أنس الليبي لم يكن ليطمئن لإقامته بالعاصمة الليبية طرابلس، بعد أن قتل أتباعه العقيد الليبي معمر القذافي، إلا أن تمت طمأنته بأنه آمن، حيث تشير رواية متداولة بقوة إلى أن أبي أنس الليبي تلقى رسائل تطمين عبر المخابرات القطرية أثناء الحرب الأهلية في ليبيا، وتشير معلومات أخرى إلى أنّ ملاحقة الأمريكيين له توقفت مقابل دوره الفعال في تحريك الإرهابيين في ليبيا، من أجل إسقاط نظام العقيد معمر القذافي.
فاطمة الزهراء حاجي

شاهد أيضاً

الشرطة تلقي القبض علي مشتبه به في مقتل طفل بأطار

أعلنت أجهزة الأمن بمدينة أطار بولاية آدرار مساء الخميس، تمكنها من إلقاء القبض على المتهم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *