من تاريخ الخيل بموريتانيا / بقلم سيدي احمد ولد الأمير

الامير

كانت الخيل العتاق في موريتانيا مصدر فخر لمن يملكها، وكانت ترمز للقوة والسلطة، وتباع قديما بأسعار غالية جدا. وقد يبيع الرجل ربع فرسه ونصفها وقد يبيع بطنها أي ما تلده مع الإبقاء على ملكيتها. وكانوا يسقون خيلهم اللبن من شدة عنايتهم بها. وكانوا لا يركبونها في بعض فترات السنة عندما يشتد الحر حتى لا ترهق أبدانها وتزهق أرواحها
وقد أخذ الفرنسيون أثناء سنواتهم الأولى من استعمار بلادنا ثلاثةَ خيول من خيل أمير إدوعيش بكار بن اسويد أحمد عند استشهاده مقاوما في أبريل 1905م وتم تقويم الفرس الواحد منها بستين ناقة معها فصلانها كما ذكر الرائد فريرجان في كتابه عن موريتانيا
ومن أكثر السلع رواجا في امبراطورية غانا التي كان مهدها بموريتانيا في القرن العاشر والحادي عشر الميلاديين : القمح والخيل.
وكان المرابطون أثناء فتوحاتهم في بلادنا وفي إفريقيا يقاتلون على الخيل كما قال البكري. وقد ازدهرت تربية الخيل في مدينة ودان بآدرار وارتبط اسمها لدى الولوف بالخيل الجيدة، فأصبحوا يقولون “فاس وادان” للخيل العربية الجيدة. وفي منتصف القرن السابع عشر أثارت قدرة الموريتانيين على امتطاء الخيل إعجاب الرحالة دي بومغروج (De Pommegorge)
وتعود أصول الخيل بموريتانيا إلى أصلين منها ما هو عربي يفترض أن اصله الحصان العربي السوري، ومنها ما هو بربري وهو أصغر وأسرع من عتاق الخيل العربية. وقد وقع تزاوج بين العنصرين.وخيول موريتانيا العريقة تسمى “مدارك” مفردها “مدرك”، ومنها الحمامات والغزالات في تگانت والعصابة، وفي آدرار تسمى الخيل الگشريات وفي الحوض تسمى الجديات والجريبيات ومن فروعها الحوات وأمات الظفيرات والمعنگات واكريكبات، وفي الترارزة: بينطات والسبعيات واكبيشات. وفي الساحل الزريگات
وعتاق الخيول الموريتانية غالية الثمن. قال سيديا ولد هدار في الأمير سيدي أحمد ولد أحمد ولد عيدة :
غلظك گام اعليهْ ناعرْ ۞ عودانكْ ما گمت جاعر
مگط أمر اعظيمْ واعرْ ۞ طلعكْ منُّو ريبْ
كيفتْ ذَ مگط شاعرْ ۞ دخلكْ منو عيبْ
واعْدوكْ إلى جاوْ يردُ ۞ بطبولْ ءُ بجيوشْ يهْدُ
لاهِي عنكْ بيكْ يغدُ ۞ رجل بيك الهيبْ
تحكمْ لاجَ جيشْ لعدُ ۞ والمؤملْ غيبْ
ءُ تركب خوف إعود ثبتُ ۞ فوگْ احصانْ اجريبْ
واجريبِكْ إلى اركبتُ ۞ يمرگهَ لكذيبْ

شاهد أيضاً

في  انتظاركم يا صاحب الفخامة / يحي ولد عبدو الله  – دبلوماسي

فى الحادي عشر من الشهر الجاري ستكون مدينة كيفه عاصمة ولايتنا الحبيبة لعصابة على موعد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *