11 مايو 2024 , 20:49

لنسمو علي الجراح من أجل الوطن / بقلم : ابراهيم ولد سمير

وطن

يجب على النخب الوطنية الابتعاد عن الديماغوجية في معالجة القضايا الوطنية الكبرى واﻻبتعاد عن الحوارات الشعبوية الهابطة في الوقت الذي ينتظر منهم أن يقترحوا حلولا للحوار اﻻجتماعي الذي يطفو علي السطح في هدا الظرف الدقيق من تاريخ الوطن . وﻻسف الشديد ما يلاحظه المتتبع للنقاشات علي المنابر اﻻعلامية أن النخب الوطنية أصبحت تغذي الصراعات السيزيفية التي تعمق الشرخ بتغذية الشعور الفئوي والدعوات الشوفينية والعنصرية بدل التركيز على إيجاد الحلول واﻻرضيات المشتركة التي تخدم الوئام واللحمة الوطنية .
وليكن الخطاب الجامع نصب أعيننا ونحن نخاطب ابناء الشعب الذي يحتاج لطرح افكار تضع المصلحة العليا للوطن فوق كل اﻻعتبارات وعدم اﻻنتصار للأفكار والمنطلقات الذاتية التي تتسم في معظمها بضيق اﻻفق وتعميق التخندق الفئوي خدمة ﻻغراض دون كيشوتية جعلت من تماثيل الشمع أبطالا .
ما نحتاجه في هدا المنعطف التاريخي الهام هو مصالحة وطنية تنطلق من العدالة اﻻجتماعية والمساواة ونبذ الغبن والتهميش والتركيز علي خطاب جامع وحدوي مبني علي قاعدة الوطن فوق كل اعتبار وتعزيز وترسيخ قيم المواطنة في دولة وطنية قوية تنشر وتضمن العدالة والحرية والعيش الكريم لكل المواطنين .وهدا الدور يجب ان يضطلع به المثقف كل حسب موقعه ﻻننا نعيش ازمة مواطنة حقيقية وعلي وسائل اعلامنا ان ترتقي الي المهنية الحقيقية بدل إذكاء الصراع والمعارك التي تخدم الفوضى .وان تبين مكامن الخلل بتجرد .
وطننا يحتاج لنا جميعا وله في أعناقنا ديون ومن أجل إنطﻻق قطار التنمية واﻻزدهار فلنكن جميعا في الموعد متحدين علي الهدف اﻻسمى خدمة الوطن وﻻشئ غير الوطن.
ومن المعلوم ان الشعوب والامم يقاس مدى تطورها ونهضتها بمدي فاعلية وإيجابية نخبها الوطنية مع القضايا الوطنية الكبرى ونحن هنا في موريتانيا المتتبع لوسائل اعالمنا المرئيه والمسموعة والمكتوبة والمواقع الاخبارية الالكترونية ومنتديات التواصل الاجتماعية مثل الفيس بوك وتويتر يصاب بصدمة حقيقية لهول ما سوف يسمعه او يشاهد او يقرا من حجم الشتائم والتنابز بالألقاب المتبادل بين من يفترض انهم الطبقة العالمة والمتعلمة في الوطن كل واحد يحاول أن يعزز موقفه ويظهر بطولته الوهمية بالتقليل من الاخر وكاننا في حرب وقد تناسى هؤلاء انهم بذلك يدمرون الروابط المشتركة الكثيرة التي تربط ابناء هذا الوطن وتميزهم عن غيرهم من الشعوب,
لا احد ينكر أن هناك مظالم إجتماعية في الماضي ومازالت تبعاتها تطل بظلالها القاتمة وتعكر صفو العيش في الوطن ومن هذه المظالم وأعمقها مشكل العبودية التي عرفتها بلادنا كغيرها من البلدان في المنطقة ولاشك ان هذه الممارسة اللا إنسانية لتي جرمتها البشرية بأجمعها وبلادنا سنت قوانين رادعة لتجريم الممارسة المقيتة التي لم تعد كما كانت في الماضي وإن وجدت في الوقت الحالي كممارسة لاشك انها محدودة وبرضى المجني عليه لكن آثارها بادية للعيان لاينكرها الامكابر ,
وهذه الاثار لتي يعاني منها جمهور عريض من ابناء الوطن من شريحة لحراطين وجب ان نعترف بهذا الواقع المأسوي الذي خلفته هذه الممارسة المقيتة من فقر وجهل وبطالة وتفاوت طبقي خطير ,ونحن جميعا مطالبون بتفكير جاد من اجل الوطن والمواطنين وان نعترف اولا بوجود هذا الواقع المرير ونفكر في حل جذري لهذه الاثار لتي ولدت قيودا تكبل مجموعة وطنية كبيرة وجعلتها عاجزة عن المساهمة الفعلية في نهوض وتنمية الوطن ,
وهذا يتطلب من الحقوقيين الكف عن إجترار الالم وتجاوزه وعدم محاكمة الماضي في الحاضر وانما يجب التركيز علي التوعية ومساعدة ضحايا الاسترقاق وادماجهم في المجتمع بواسطة حثهم وابنائهم علي التعلم والتعليم ومساعدة الحكومة وتكميل دورها في هذا الصدد والابتعاد كل البعد عن الخطاب المتشنج الذي يساهم في إذكاء النعرات الشرائحية والتخندق المضاد لفكرة التمييز الايجابي الذي هو ضرورة ملحة من اجل انصاف ومساعدة ابناء هذه الشريحة وغيرها من ابناء الشرائح المحرومة,وهذه دعوة للسمو على الجراح من اجل الوطن ,
وفي المقابل علي الجميع في الوطن ان يتفهوا المطالب الحقوقية للحراطين وان لايعتبروا هذه المطالب موجهة ضد شريحة او شرائح اخرى لان الوطن يسع الجميع ولذا يجب ان يساعد الجميع في نشر ثقافة المحبة والتسامح ونبذ العنصرية والعنصريين وحصرهم في الزاوية المظلمة من تاريخ الوطن من اجل الوطن يجب ان نكون سفراء للمحبة والتسامح ونسموا علي الجراح واللآلام ويكون همنا جميعا هو مساعدة الضعيف من ابناء الوطن حتي يقوى ويقف علي رجليه وان يكون النقاش للقضايا الوطنية الكبرى بصراحة وتعقل وحوار وطني جاد يطبعه التسامح والنية الصادقة من قبل عقلاء الوطن من اجل الوطن ويكون برعاية الدولة الوطنية وهي تحتفل بعيدها 54 افضل هدية يقدمها ابناء الوطن للوطن هي التسامح والترفع عن الساقط من القول واذكاء الفتنة النائمة التي لاتخدم غير سفراء الشر والخراب.
حفظ الله موريتانيا

شاهد أيضاً

لماذا غزواني ثانية؟ / محمد محمود أبو المعالي

لا جَرم أنه ما جانف الصواب من طرح اليوم السؤال عما ينتظره الموريتانيون من ترشح …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *