18 مايو 2024 , 21:18

بوادر أزمة تركية – فرنسية بسبب شركة “روبيس”

medium_2c0d8_stockage_2_ذكر موقع “أموال” الاقتصادي عن وجود أجواء ملبدة بالغيوم بين باريس وأنقرة بعد قيام شركة روبيس RUBIS الفرنسية المملوكة من الصناعيين جيل غوبان Gilles Gobin وجاك ريو Jacques Riou بممارسة حق شراء الحصص المتبقية من شركة تركية رائدة في مجال تخزين المحروقات، كانت قد تملكت نصفها العام 2012.
توسعات Rubis
Rubis شركة فرنسية مساهمة، رأسمالها الحالي حوالي 97 مليون يورو، أسسها جيل غوبان عام 1990.طُرحت أسهم RUBIS في البورصة الفرنسية للمرة الأولى عام 1995. بعد تأسيسها بثلاث سنوات، قامت RUBIS بشراء حوالي 60% من شركة Compagnie Parisienne des Asphaltes من اقدم واهم الشركات المتخصصة في تخزين السوائل الصناعية، لتصبح RUBIS شريكة كل من Total و Elf. وعام 1994 استحوذت RUBISعلى 66% من شركة Vitogaz الفرنسية المتخصصة في مجال النفط، بينما تملك Total باقي حصص هذه الشركة. من خلال Vitogaz توسعت RUBIS دولياً في المغرب وجزر القمر ومدغشقر والسينغال. من وقتها لا تتوقف RUBIS عن التطور والتوسع والانتشار دولياً، عام 2001 اشترت RUBIS شركة PROPETROL الفرنسية المتخصصة بتخزين المنتجات النفطية والكيمائية، ثم شاركت العملاق BP في عملية توزيع الوقود الى محطات BP، كما اشترت من Shell عدة نشاطات توزيع الوقود وتوسعت نشاطات Rubisفي كل من اسبانيا وجزر الانتييوغوييان وبلجيكا وجيرسي والكاريبي وسويسرا وافريقيا لتصل عام 2012 الى تركيا.
الخلفيات
إحدى شروط البيع مع الشريك التركي العام 2012 ان تقوم Rubis بتطوير العمل في الشركة التركية لتزيد طاقة تخزينها، من خلال بناء مرسى يخولها استقبال كبرى الناقلات النفطية في العالم لتأمين التخزين والتفريغ، وهو من شأنه ان يزيد قيمة الشركة التركية في الأسواق المالية. وكانت Rubisقد احتفظت لنفسها بحق شراء باقي الحصص من الشريك التركي بتخمين مبني على هذا التطوير، إلا ان خطة التطوير لم تتم بل تدهور حجم المبيعات مع انهيار الوضع الأمني في المنطقة والتململ السياسي في تركيا وكل التطورات الجيوسياسية التي تُعتبر بحكم الظروف القاهرة.
الأزمة انفجرت عندما أعربت Rubisالفرنسية عن عزمها استخدام حقها في شراء الحصص المتبقية بتخمين جديد وفقاً للنتائج الاقتصادية لحجم أعمال الشركة التركية.ولأن Rubis لم تنفذالتطوير الموعود الذي تأخر أشهر عدة، يعتبر التخمين الجديد غير مطابقاً لذهنية العقد الأساسي سيما وان المبيعات شوهت بالأزمة الجيوسياسية التي ضربت تركيا والمنطقة.
ترى السلطات المحلية أن الشركة التركية لها دور فعال في الاقتصاد الوطني وأن ما قامت به Rubisالفرنسية خلال الاعوام القليلة الماضية الحق الضرر بالشركة التركية وقلّص حجم مبيعاتها.لا تستبعد مصادر سياسية تركية أن تقاعس Rubisبتنفيذ التزاماتها تجاه الشريك التركي والاستعجال بتنفيذ حقها في شراء باقي الحصص بسعر مخفض كان مبرمجاً من الأساس وهو يهدف لوضع يد الشركة الفرنسية على هذا الذراع الهام من الاقتصاد التركي.
سلم الأولويات
وقد اكدت مصادر مطلعة أن موضوع Rubis دخل على سلم أولويات السلطات التركية لا سيما وأن مواقع التخزين التي اشترتها تقع في منطقة جيهان الاستراتيجية التي تضاعفت أهميتها مع انهيار الوضع الأمني بين روسيا وأوكرانيا وسقوط الدولة في العراق والمطبات التي يعيشها الاكراد ناهيكم عن سقوط الموصل بأيدي داعش.
في هذا السياق بدا واضحاً ومستبعداً أن تقوم السلطات التركية بإتمام صفقة شراء مروحيات (هيلكوبتر) فرنسية الصنع بمعزل عن أي تسوية محقة بين الأتراك والفرنسيين في موضوع حقول تخزين النفط في جيهان.

شاهد أيضاً

143 دولة تدعم عضوية فلسطين بالأمم المتحدة

صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة، الجمعة، بغالبية كبرى تأييدا لطلب عضوية فلسطين في المنظمة الأممية، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *