لهذه الأسباب فاز نداء تونس

thumbgen.phpبعد عامين ونصف من تأسيسه وبعد حملات غير مسبوقة في شيطنته وتشويه قياداته وأنصاره وصلت حد اغتيال منسقه الجهوي في تطاوين الشهيد لطفي نقض نجح نداء تونس في الفوز بأكبر عدد من مقاعد البرلمان الجديد.
في تعليق على فوز نداء تونس بأكبر عدد من مقاعد البرلمان الجديد بما سيمكنه من تشكيل حكومة جديدة لخمس سنوات قادمة كتب عدد من الكتاب والجامعيين منهم ألفة يوسف وأولاد احمد وعبدالجليل بوقرة وسالم بوخداجة وعبدالوهاب المنصوري وحسونة المصباحي وحسن بن عثمان وغيرهم ما معناه «لقد عدنا الى تونس»!
نعم ان الإحساس باختطاف تونس هو الذي جعل حركة نداء تونس تكون في الموقع الأول خلال عامين ونصف فقط وقد جعلت من شعارها الأساسي «الراية الوطنية» و«النشيد الوطني» والحفاظ على نمط العيش والإرث الاصلاحي وتحقيق الديمقراطية التي فشلت فيها دولتا الاستقلال .
لقد وفرت الترويكا التي حكمت البلاد بعد الانتخابات السابقة ولمدة عامين والتي مازال حكمها مستمرا (المجلس التأسيسي والرئيس المؤقت) الارضيّة الملائمة لحركة نداء تونس لكي تنتشر في وقت قياسي بعد فشل الاحزاب «الثورية» في ان تحقق أي شيء للشعب الغاضب بل عرفت تونس من الاهوال ما لم تعرفه طيلة تاريخها .
لقد اختار التونسيون حزبا يشبههم كما قال زعيم حركة نداء تونس الباجي قائد السبسي بعد ان عاشوا عن قرب اغتيال أبنائهم من الجنود واعوان الشرطة والحرس والسياسيين مثل لطفي نقض وبلعيد والبراهمي والمفتي والمواطنين ايضا الذين سقطوا ضحايا الارهاب الاسود .
اما عن الادارة وارتفاع الأسعار وتفاقم التهريب والاحتكار وانهيار الخدمات والتلوث البيئي وسوداوية صورة تونس في الخارج وتصدر التونسيين لقائمات الإرهابيين في العالم وانهيار الدينار وتفاقم العجز التجاري وارتفاع عدد المنقطعين عن التعليم بشكل غير مسبوق كل هذه المعطيات جعلت التونسيين «يكفرون» بالثورة وبالطبقة السياسية الجديدة بنفس غضبهم أو ربما أكثر على الطبقة الحاكمة قبل 14 جانفي وهو ما يفسر تلاشي احزاب المؤتمر من اجل الجمهورية والتكتل من أجل العمل والحريات والحركة الدستورية التي لم تفز باي مقعد تقريبا والمبادرة الوطنية الدستورية وحتى الاحزاب التي ناضلت قبل 14 جانفي مثل الجمهوري والمسار فإنهما لم يجنيا شيئا وهو ما يمكن تفسيره بان الجزء الأكبر من التونسيين يتطلع لتجربة سياسية جديدة لا علاقة لها لا بما سبق 14 جانفي ولا بما ترتب عنها فوجد ذلك في حركة نداء تونس .
لقد نجح الباجي قائد السبسي وقيادات حزبه في إقناع التونسيين بضرورة المحافظة على مكاسب الاستقلال وتحقيق مطالب الحركة النقابية والديمقراطية منذ الاستقلال وقد كان الباجي كـ«ثعلب سياسي» مخضرم هو الأقدر والأكثر شرعية ومشروعية في ان يحقق حلم التونسيين في دولة يقودها نظام ديمقراطي محافظ على إصلاحات الزعيم الخالد الحبيب بورقيبة .
لذلك فاز النداء، لكن هل سينجح في الحفاظ على مراكمة النجاح ام يسقط في اول اختبار ؟
تونس (الشروق) ـ كتب نور الدين بالطيب

شاهد أيضاً

في  انتظاركم يا صاحب الفخامة / يحي ولد عبدو الله  – دبلوماسي

فى الحادي عشر من الشهر الجاري ستكون مدينة كيفه عاصمة ولايتنا الحبيبة لعصابة على موعد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *