16 مايو 2024 , 2:42

عام هجري جديد / الكاتب: شيخاني ولد الشيخ ولد محمد يحي

unnamedيدخل (…) عام هجري جديد ولا تستغرب إن رأيت في الناس من لا يعرف أي عام هو ولا متى يحل .
يحمل هذا اليوم في طياته عبقا تاريخيا يؤطر ذكريات جميلة جليلة ويؤرخ إلي حادث غير مجري التاريخ وكان له ما بعده .
لقد فهمه الفاروق رضي الله عنه ولذا اعتبر بداية التاريخ منه وهو بذالك جدير .
وفي خضم الأحداث المتراكمة اليوم والفتن البهم السوداء كسواد الليل والأحوال التي تمر بها الأمة اليوم والبشرية جمعاء نري في الوقوف عند هذا اليوم العظيم استرجاعا للنفس وتذكارا لتاريخ مجيد عصي علي التكرار سجل بحروف من ذهب علي صفحات تاريخ شاهد حفل بأحداث عظام سطرتها أمة الإسلام حينما كانت أمة تعيش لترضي ربها تعيش ولديها أهداف عظام وغايات جسام في مقدمتها إخراج الناس من عبادة العباد إلي عبادة رب العباد ومن جور الأديان إلي عدل الإسلام ومن ضيق الدنيا إلي سعة الدنيا والآخرة .
حينها كان الشاب منا ينشأ ولما يخضر وجهه وهو يفكر في بلاد بعيدة لم يبلغها أفق الإسلام الحنيف ، يحز في نفسه وجود بشر علي وجه البسيطة لم تبلغه الرسالة ، يغض مضجعه أنه لم يصبح سباقا في تبليغ رسالة المصطفي صلي الله عليه وسلم .
يتألم ويتحرق شوقا إلي تأدية تلك الرسالة ولو كان الثمن عنقه .
كان الشاب حينها مع الإستقامة الظاهرة والباطنة والتعلق بالنبي صلي الله عليه وسلم لديه همم عالية تناطح السحب وإرادة أبية تستعصي علي الإستسلام أو التراجع .
وبهذا بسطوا حكمهم علي الأرض في سنوات قلال ودانت لهم الأرض ومن عليها ، وبقيت لهم لأنهم فتحوا القلوب قبل البلاد .
واليوم يحدث أن يمر علينا العام الهجري وشبابنا ونسائنا وربما بعض شيبنا مشدوهين خاضعة أبصارهم مستغرقة أفئدتهم لاهية قلوبهم ضائعة في تفاصيل خطة أنشلوتي للمباراة .
تترقب بتلهف وكمال اشتغال مسار كرة من الهواء قدمت لنا ذات يوم علي أنها لعبة ثم أصبحت الساحرة المستديرة ثم معبودة الجماهير وخبرها في تصاعد .
يحدث أن تمر علينا حادثة عظيمة لم يشهد التاريخ لها مثيلا واهتمام شبابنا منصب علي تحليل الخبراء في ما بين الشوطين علي تأخر قدم رونالدو أو تقدمه .
لقد كنا ذات لحظة من التاريخ أمة نبيلة لا تقبل إلا أن تكون في مرتبة المجلي فأصبحنا اليوم راضين بالعشق والتيم لأقدام أمم كنا نحتقر عقولها .
يحدث أن تمر علينا هذه الذكري العطرة ونحن نغط في سبات عميق تتقاذفنا مشاكل يومية جرتها تصرفاتنا وأزمات طاحنة تعنون مرحلة إسمها آخر الزمان وفي المشهد أيضا هيام بعضنا بالبارسا والريال ولم يجد شبابنا الوقت للتهنئة بالعام الهجري الجديد هذا إذا كان أصلا يعلم بوجود تقويم هجري.
لكن وللمفارقة العجيبة فإنهم سيبدؤون التهيؤ لرأس العام الميلادي قبل أشهر وسيتبارون في اختيار الأماكن المناسبة لذالك وستقوم الدنيا ولا تقعد ليالي رأس السنة الميلادية ليس في باريس بل هنا وبين ظهرانينا .
مبارك رأس العام الهجري لنا جميعا .

شاهد أيضاً

ولد الطيب : الحكمة والمسؤولية سمات لازمت قيادة حزب التكتل

بسم الله الرحمن الرحيم.لم أتفاجأ بالقرار الصائب الذي اتخذه حزب التكتل بدعم المرشح فخامة الرئيس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *