لوموند تتهم المخابرات الجزائرية بقتل رهبان تيبحيرين

في خرجة غير منتظرة ومتناقضة، اتهمت صحيفة لوموند الفرنسية المخابرات الجزائرية بالتورط في قتل رهبان تيبحيرين، حيث قالت الصحيفة إن رفض الجزائر نقل العينات التي أخذتها بعثة من الخبراء الفرنسيين من بقايا رفات الرهبان الفرنسيين السبعة، الذين قتلوا في 1996 بتبحرين في الجزائر، يطرح تساؤلات حول تورط محتمل لأجهزة الاستخبارات الجزائرية في هذه الجريمة.
استبعدت صحيفة لوموند الفرنسية المعبرة عن التوجهات الرسمية لمبنى الإيليزي، في مقال مناقض لتصريح وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية، أول أمس، أن تحقيق في اغتيال الرهبان في تبحرين جرى في ظروف مرضية، وكذلك هو الحال بالنسبة إلى كافة الامكانيات التي وضعت تحت تصرف الرواية الرسمية الجزائرية لسيناريو مقتل الرهبان السبعة بتيبحيرين، من قبل الجماعة الاسلامية المسلحة في 21 ماي 1996، حيث كتبت الصحيفة إن الملاحظات الأولية للخبراء الفرنسيين لدى زيارتهم مكان اغتيال رجال الدين المسيحيين السبعة تضعف بشكل كبير، ومنذ البداية، الطرح الرسمي الجزائر ، مستندة إلى تصريح محامي عائلات الضحايا، باتريك بودوان قوله إذا كانت السلطات الجزائرية رفضت نقل عينات من جماجم الرهبان المستخرجة مؤخرا بحضور القاضي الفرنسي، مشيرا إلى أن هذا عائد لشيء تريد إخفاءه بحسب الصحيفة، أين أضاف المحامي: إنه من خلال الملاحظات الأولية للبعثة الفرنسية على جماجم وفقرات الضحايا يتبين ويرجح أن رؤوسهم قطعت بعد الوفاة، متسائلا عن السبب الذي سيدفع، الجماعة المسلحة الى قطع رؤوس الرهبان إذا كانت هي من أعدمتهم، مشيرا إلى أن مخلفات ذباب وجدت على جماجم الضحايا، من شأن تحليلها توفير عناصر أساسية لتحديد تاريخ وفاتهم .
وأضافت لوموند ، في مقالها المتناقض مع التصريحات الرسمية الفرنسية، أن هذه العراقيل التي توضع في طريق البعثة الفرنسية التي زارت الجزائر، برئاسة القاضي مارك تريفيديك، تضاف إلى الصعوبات العديدة التي تواجهها أسر الضحايا، مشيرة الى أن الحكومة الجزائرية تعترض على قيام القاضي تريفيديك بالاستماع الى شهود في المكان عينه الذي شهد مقتل الرهبان، رغم موافقة الجزائر على زيارة البعثة، كما أن العينات قد لا يكون بالمقدور استغلالها مع مرور الوقت، مضيفة أنه على الرغم من أن الجزائريين أكدوا أنهم سيقدمون تقريرا حول تحليلاتهم، فإن هذا التقرير لن يحظى بأية مصداقية لدى القاضي تريفيديك بالنظر الى الطابع السياسي للملف.
أ.س / المحور اليومي