الدكتور عبد السلام ولد حرمه: حزبنا ساهم في تجنيب البلاد منزلقات خطيرة .. وكل التجارب الإنسانية أكدت أن حراس معابد الجمود والتصلب السياسي لا ينتظرهم الناس ولا يتوقف لهم قطار الوطن.”
المرابع ميديا ـ قال رئيس حزب الصواب الدكتور عبد السلام ولد حرمه –في مقابلة مع صحيفة القدس العربي – إن الحزب سعى منذ نشأته أن يكون وريثا لكل الحركات والقوى الوطنية التي ناضلت في السابق وقدمت التضحيات الجسام من أجل إسعاد شعبها وحمايته من التهديدات الاستراتيجية الكثيرة التي يواجهها في هذه المنطقة من الوطن العربي والقارة الأفريقية، وقد انخرطت فيه منذ البداية وجوه عديدة من القوى خصوصا منها تلك التي امتلكت في سنين طويلة الخبرة والنضج السياسي، وكان رموز وقادة المدرسة القومية بأجنحتها المختلفة ومدارسها وأجيالها المتعددة في طليعة هؤلاء.
وحول التطورات التي شهدتها الساحة السياسية والتوجه الذي احتاره حزب الصواب
بانضمامه للأحزاب التي اعتمدت منهج الحوار، أكد ان هذا الموقف جاء بعد شهر واحد من مؤتمر الحزب الثاني في 2011، وعملا بتوصياته الواضحة المحكومة بعاملين: الحرص على تطوير العمل السياسي الوطني وتعزيز الحياة الديمقراطية في البلاد ضمن كتلة سياسية وطنية تحافظ على ثوابت البلد واستقراره الاجتماعي والسياسي والأمني، وقد رأينا أن ذلك الحوار بإمكانه إذا أن يلبي الضروري والملح من مطالب الحركة الوطنية المعارضة في أحزاب معترف بها منذ تأسيسها 1991 . مشيرا إلى أنهم كانوا يدركون منذ البداية أن نتائج ذلك الحوار الفعلية كانت مرتبطة بمدى وجود الإرادة في تطبيق ما سيتم الاتفاق عليه.
وحين بدأت مؤشرات تعثره تلوح في الأفق حتى قبل الدخول في أول استحقاقات نبهنا يقول ولد حرمه مع شركائنا في المعاهدة على ذلك.
مضيفا ” واليوم في رأينا أن ذلك التعثر على جسامته ينبغي أن يدفع من جديد بالطبقة السياسية إلى الإستمرار في تطوير وسائل العمل النضالي وصيغه الكفيلة بتجاوز الآثار السلبية المترتبة على كل تعثر وكل كبوة وفتح أفق جديد لن يكون من وجهة نظرنا متاحا إلا بالحوار لأن عوائق ومشاكل الحوار لا يمكن تجاوزها إلا بمزيد من الحوار.
وأكد الدكتور عبد السلام ولد حرمه “أن الحزب سعى في خدمة استقرار المجتمع وتجنيب البلاد منزلقات خطيرة كانت تطل برأسها القبيح من حولنا، وتمكن من تحقيق شراكة سياسية مع قوى وشخصيات وطنية تقاسمه ذات التحليل، وساهم في إثراء وتطوير النصوص المرجعية التي تحكم المسار الديمقراطي في مختلف نواحيه.”
وذكّر رئيس حزب الصواب “بأن الأزمة السياسية القائمة لم تبدأ من 2008 وإن شكلت هذه السنة مرحلة هامة من مراحل استفحالها، ومدركون أن تجاوزها ليس بيد طرف واحد وكل فرص الحوار بما فيها حوار 2013 الذي انهار في أيامه الأولى هي فرص ضائعة لتجاوز هذه الأزمة أو تخفيف أضرارها، ونرى أنه على النظام اليوم مسؤولية فتح فرص جديدة لأن حالة الإستقرار النسبي القائمة اليوم لن يؤمن استمرارها إلا بتنقية المناخ السياسي من جو الاحتقان والتوتر الذي يعرف الآن أعلى درجاته، وفي رأينا أن المعارضة بمختلف تشكيلاتها وصلت اليوم إلى حقيقة ثابتة وهي أن العمل السياسي لا يمكن تحديد مساراته وفق الخيارات التي يريدها هذا الطرف أو ذاك، وأكدت كل تجاربنا الوطنية والإقليمية والقومية أن حراس معابد الجمود والتصلب السياسي لا ينتظرهم الناس ولا يتوقف لهم قطار الوطن.”
وحول نظرته لمستقبل موريتانيا مع الدورة الرئاسية الثانية للرئيس قال الدكتور عبد السلام ولد حرمه “إن مستقبل البلاد مرتبط بما ستقدمه نخبها الديمقراطية على اختلاف مشاربها الفكرية والإيديولوجية من جهود وتضحيات فعلية تجنبها مزالق الفتن والحروب وتعزز تجربتها السياسية وما سيحققه نظامها الحاكم من مسار تنموي يحد من آثار البؤس والبطالة ويلجم عنان غول الفساد المجلجل، وقدرة هذا النظام في أن يضع حدا لسياسة بيع الأوهام التي أعادت سطوة الإعلام الرسمي الأحادي.”