شجاعة رئيس / باباه سيدي عبد الله (تدوبنة)

أياً كانت مآلاتُ مثوله أمام محكمة الجزاء الدولية فى لاهي، فإن الرئيس الكيني / أوهورو كنياتا/ قد ضرب مثلاً لنظراءه الذين تنهال عليهم التهم من كل حدب وصوب، والمتهم- طبعاً- بريء حتى تثبت إدانته
التهم المزعومة ضد الرئيس الخمسيني ليست تُهٓما عادية، فهو – حسب صك الاتهام – ” ضالع فى جرائم ضد الإنسانية سبب دوره المزعوم فى أعمال العنف التي أعقبت انتخابات ٢٠٠٧-٢٠٠٨ فى بلاده
ومع ذلك، سافر كنياتا إلى لاهاي ، وحضر جلسة للمحكمة من ثلاث ساعات، نفى فيها التهم الموجهة إِليه، وقفل عائدا إلى نيروبي
أكثر ما أعجبني فى خطوة الرئيس الكيني أنه كلف رسميا نائبه بإدارة شؤون البلاد لغاية عودته من لاهاي، وأنه سافر على نفقته الخاصة، وقال انه يحضر امام المحكمة كمواطن كيني عادي
وشجاعة الرجل فى مواجهة محكمة لاهاي ليست جديدة، فقد مثل أمامها قبل أن يصبح رئيساً، وبنفس التهم الموجهة اليه اليوم. المدعية العامة لدى المحكمة ، المواطنة الغامبية / فاتو بن سودا/ وجدت نفسها – من جديد – فى وضع لا تُحسد عليه، فمنذ تقلّدها هذا المنصب على الأقل، لم يمثل أمام محكمتها إلا أبناء جلدتها من الأفارقة ( آخرهم الرئيس الإيفواري السابق لوران غباغبو، وحليفه الشاب شارل بليغودي)
وعلى لائحة الانتظار رؤساء ومسؤولون يتمتْرسون خلف الحصانة الرئاسية، أو ينتقون وجهات سفرهم إلى دول غير موقعة على معاهدة روما، أو غير ملتزمة بتسليم المطلوبين لعدالة محكمة لاهاي