17 مايو 2024 , 9:24

بعد ترشيحه لأوسكار.. عروض تمبكتو العالمية تبدأ من نواكشوط

resize.php
خلال عرضه في مهرجان كان بفرنسا

انطلقت في نواكشوط العروض العالمية لفيلم تمبكتو ، كتابة وإخراج عبد الرحمن سيساغو، الذي سيكون في دور العرض السينمائية الأوربية والأمريكية والآسيوية مع بداية شهر أكتوبر المقبل.
هكذا إذن عرض الفيلم من طرف دار السينمائيين ووزارة الثقافية والصناعة التقليدية في عرضه الأول يوم الأحد 21 سبتمبر في قصر المؤتمرات بحضور رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز، والوزير الأول وأعضاء الحكومة والسلك الدلوماسي ولفيف من المثقفين والفنانين ورجال الإعلام، وسط حضور مخرج الفيلم وطاقمه.
وقد أثنت وزيرة الثقافة والصناعة التقليدية على دور المخرج عبد الرحمن سيساغو ووصفته بسفير الثقافة والفن الموريتانيين، كما أكدت على الدور الريادي الذي تلعبه السينما، كمحرك ثقافي وكأداة يمكن استخدامها للتعريف بالبلد ونقل عاداته وتقاليده وقيمه إلى الآخر.
عبد الرحمن سيساغو تناول الكلمة بعد ذلك، مؤكدا في بداية تقديمه للفيلم أن حضور رئيس الجمهورية يشكل بادرة تستحق الإشادة والتقدير، فهي ثاني مرة في التاريخ الموريتاني ـ يقول سيساغو ـ يحضر رئيس الجمهورية لعرض فيلم سينمائي،، حدث ذلك سنة 1974 عندما حضر الرئيس المختار ولد داداه لمشاهدة فيلم تيرجيت لهمام فال؛ ثم أوضح المخرج أن الفيلم تم تصويره في مدة وجيزة لم تتجاوز الستة أسابيع، وهو يعبر عن رؤيته الشخصية لما حدث في تمبكتو التي وصفها بأنها “مدينة تاريخية لها مكانة خاصة في الإسلام تعرضت للاختطاف من طرف الإرهابيين المتشددين مسيئين إليها وإلى تاريخها السلمي ومسيئين من وراءها إلى صورة الإسلام والمسلمين”. وقد أشار المخرج في نهاية كلامه إلى أن الفيلم ليس فيلمه لوحده، وإنما تم تصويره وإنتاجه بجهود مائة وعشرين امرأة ورجلا هم فريق المهرجان من خمسة عشر جنسية حول العالم، وتقدم بالشكر إلى كل من ساهم من قريب أو بعيد في إنجاح الفيلم، واختتم سيساغو كلامه قائلا : إن تصوير فيلم في ولاته الحدودية ، بحضور حمسة عشر جنسية من بينهم 19 أوروبيا لمدة تقارب الشهرين هو رسالة واضحة مفادها ان موريتانيا بلد مستقر وآمن.”.
بعد ذلك عقد المخرج مؤتمرا صحفيا أجاب فيه على أسئلة الصحفيين التي تمحورت حول ميزانية الفيلم ومدى مشاركة الحكومة الموريتانية فيه كما تطرقت الأسئلة لموضوع الفيلم ولهوية المخرج؛
وقد أكد المخرج في معرض رده على أن ميزانية الفيلم لم تكن ميزانية كبيرة جدا، بل إنه كان هذه السنة الفيلم الأقل ميزانية في مهرجان كان السينمائي، وقال إنه قد تمت تغطية هذه الميزانية من طرف قنوات تلفزيونية من أبرزها آرت إضافة إلى مشاركة وزارة الثقافة الموريتانية في الفيلم فضلا عن المشاركة المعنوية للدولة الموريتانية في كل مراحل تصوير الفيلم، حيث شارك الجيش الوطني في عملية تأمين الضيوف والسهر على إنجاح الفيلم، بل تجاوز ذلك إلى مشاركة بعض عناصره في التمثيل. فيما يخص موضوع الفيلم قال إن المواضيع كثيرة ومتنوعة، وكان يمكن أن يختار أي موضوع آخر، ولكنه اختار هذا الموضوع ليساهم في إلقاء بعض الضوء على هذه المدينة التي صمت العالم في وجه الانتهاك الذي تعرضت له، وغابت وسائل الإعلام ،وتقاعست المنظومة الدولية رغم أن مدينة بأكملها وسكانها وقعوا تحت طائلة اختطاف من طرف الجماعات الاسلامية المسلحة، حيث أن هذه الجماعات نفسها لو اختطفت سائحا أوروبيا لقامت الدنيا ولن تقعد. وردا على أسئلة الهوية أكد المخرج أنه يفتخر بانتمائه لموريتانيا ولكنه يحسب نفسه مواطنا عالميا، فمهما يكن فالعالم يشترك في الإنسانية، والهم الإنساني موحد.
هذا وقد بدأت مساء الاثنين بدار الشباب القديمة سلسلة العروض الوطنية للفيلم التي تستمر ثمانية أيام، ما بين دار الشباب وفضاء التنوع الثقافي والبيئي، والمركز الثقافي الفرنسي ، وقد حضر مخرج الفيلم أيضا ليقدم فيلمه امام جماهير نواكشوط، وقال إنه سعيد بعرض فيلمه أمام الجمهور الموريتاني وأضاف إن الفيلم لم يعده ملكه وإنما أصبح ملكا لكل من يشاهده.
نذكر أن فيلم تمبكتو يحكي قصة تدور أحداثها في ضواحي تمبكتو، القابعة تحت نير المتطرفين دينيا، حيث يعيش كيداني حياة بسيطة، هادئة، بين الكثبان الرملية، محاطا بزوجته ساتيما، ابنته تويا، وإيصان، الراعي الصغير، البالغ من العمر 12 عام.
في المدينة، سكان بلا حول ولا قوة يعيشون تحت وطأة إرهاب جهاديين اختطفوا منهم دينهم القيم. حرموا الموسيقى، الضحك،
السجائر وحتى كرة القدم… وأصبحت النساء ظلالا متحركة تحاول المقاومة بكرامة؛ ونصبوا محاكم مؤقتة، حولت أيامهم إلى سلسلة من العقوبات المأساوية، العبثية.
يقضي كيدان وذووه وقتهم بمنأى عن ذلك الظلام الذي تتخبط فيه تمبكتو؛ ولكن مصيرهم يتغير عندما يقوم كيداني خطأ بقتل الصياد آمادو، بعد أن قتل الأخير بقرته المفضلة جى بى أس.
عليه إذن أن يحاكم وفق القانون الجديد، لحكام المدينة الجدد، القادمين من أمكنة أخرى..
ويقدم الفيلم رؤية نقدية رافضة لكل من يحمل السلاح، ويحاول تطبيق دين لا يوجد إلا في مخيلته. وينتهي بنظرة تفاؤلية حيث يجري الطفلان كل في طريق في إشارة إلى أن مستقبل المدينة سيكون بأيدي أطفالها الرافضين أصلا لجماعة كان لها الفضل في أن يصبحا يتيمين.
في الأخير فإن تمبكتو الذي عرض في المسابقة الرسمية لمهرجان كان هذه السنة، تم ترشيحه لجوائز أوسكار ممثلا لموريتانيا بعد موافقة رئيس الجمهورية على الترشيح؛ كما تم اختياره للمشاركة في أغلب المهرجانات الأوروبية الكبيرة،وسيكون حاضرا في مهرجانات عربية كبيرة مثل مهرجان دبي و أبو ظبي والقاهرة وخريبكه.

شاهد أيضاً

انواكشوط: انطلاق الملتقى العلمي حول “الشباب في مواجهة التطرف.. موريتانيا أنموذجا”

اافتتح وزير الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان، السيد أحمد ولد سيد أحمد ولد أج، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *