19 مايو 2024 , 18:58

مؤتمر باريس : التحالف ضد “داعش ” يوزع أدواره

668_334_1410635774من يوجه الضربات وأين، من يسلح، من يوفر الاستخبارات، من يمول؟…كل هذه المهام سيسعى مؤتمر باريس غدا الإثنين حول الأمن في العراق إلى توزيعها على مختلف الدول التي تتضارب مصالحها أحيانا لكنها تشارك في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية. ويشارك حوالى 20 بلدا يمثل أغلبهم وزراء في المؤتمر الذي يفتتحه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ونظيره العراقي فؤاد معصوم في إثبات على جدية الإلتزام الدولي مكافحة مسلحي التنظيم الاسلامي المتطرف. وصرح مصدر دبلوماسي أن “هذا المؤتمر سيتيح لكل طرف مزيدا من الدقة في تحديد ما يمكنه او يريد فعله”، مشيرا إلى أن القرارات التي ستتخذ لن تعلن جميعها بالضرورة. وأوضح “لن يعلن من سيضرب وأين ومتى”.
وعشية هذا اللقاء لا تزال أسئلة مهمة مطروحة: ماذا عن موقف روسيا التي تشهد علاقاتها مع الغرب توترا على خلفية الأزمة الأوكرانية وماذا عن إيران التي تلعب دورا إقليميا كبيرا لكن ضلوعها في الأزمتين العراقية والسورية يجعل منها طرفا؟ وأعرب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عن رغبته في مشاركة طهران في المؤتمر، غير أن نظيره الأميركي جون كيري اعترض على ذلك.
على أي حال، أعلنت طهران يوم السبت أن “المشاركة في مؤتمر مسرحية وانتقائي لمكافحة الإرهاب في باريس لا تهمنا”، على ما صرح نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان. وأضاف “ما يهم إيران هو مكافحة فعلية لا انتقائية للإرهاب (…) سنواصل دعمنا القوي للعراق وسوريا في مكافحتهما الإرهاب والسؤال الأخر أي دور سيتولاه كل من البلدان التي تتضارب مصالحها أحيانا وهي أحيانا مهددة من التنظيم الإسلامي.في هذا السياق، ينصب الإهتمام على تركيا العضو في الحلف الأطلسي وجارة سوريا والعراق التي تملك قاعدة عسكرية جوية مهمة يمكن للأميركيين أن يشنوا منها هجمات على المتشددين في العراق. غير أن أنقرة ما زالت ترفض أي مشاركة فاعلة في العمليات المسلحة، خوفا على 46 من رعاياها ما زالوا رهائن لدى تنظيم الدولة الإسلامية في الموصل شمال العراق. كما تستضيف تركيا أكثر من مليون لاجئ سوري على أراضيها. وأضاف المصدر الدبلوماسي “ينبغي التأكد أن ما تفعله جهة هنا لن تبطله أخرى هناك”. على سبيل المثال ينبغي تجنب ما حصل في سوريا حيث أشار الكثير من المراقبين إلى تسبب الخصومة بين قطر والسعودية اللتين دعمتا تنظيمات معارضة للرئيس السوري بشار الأسد في انهيار المعارضة التي تعتبر معتدلة على حساب اتساع نفوذ الجماعات المتطرفة. وأفاد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال “نريد تلاقي الأهداف وتكامل المبادرات” العسكرية والإنسانية والمالية، مؤكدا إعلان قرارات ووضع خطة عمل.ويبقى التصدي لتنظيم الدولة الاسلامية في سوريا أمرا مجهول الملامح. وأعربت واشنطن عن استعدادها لتوجيه ضربات على مواقع التنظيم في سوريا وتوسيع رقعة الغارات التي تشنها في العراق منذ شهر. وكان البنتاغون اعتبر في اب/اغسطس ان القضاء على التنظيم المتشدد يستلزم مهاجمته في سوريا. لكن لندن وباريس، المحركين الأوروبيين الأساسيين في التحالف، يشعران بالحرج بهذا الخصوص. ففي حين أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عدم استبعاد أي إجراء أكد وزير خارجيته فيليب هاموند أن لندن لن تشارك في ضربات جوية في سوريا. اما فرنسا فتتبنى مقاربة تشدد على القانون الدولي، وتستبعد أي تحرك خارج إطاره. غير أن إصدار الأمم المتحدة قرارا بهذا الشأن غير مرجح، نظرا إلى معارضة موسكو وبكين لأي عمل عسكري في سوريا من دون موافقة الرئيس السوري بشار الأسد. لكن الغربيين يرفضون اعتباره شريكا في مكافحة الإرهاب.
وأعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي سلمت بلاده أسلحة للمعارضين السوريين المعتدلين أنه “لا يمكن حتى التفكير بأي تحرك يمكن تنفيذه على صلة ببشار الأسد”.وقال مصدر دبلوماسي “إن أردنا أن يكون هذا المؤتمر مفيدا ينبغي عدم خلط الإشكاليات. لب المشكلة في الوقت الحالي هو العراق”. وأدت الحرب في سوريا التي أسهمت في نمو التنظيم الاسلامي إلى مقتل 200 ألف شخص في أكثر من ثلاث سنوات.
الشروق التونسية

شاهد أيضاً

السعودية: تأشيرة الحج إلزامية ودونها لن يُسمح بأداء الفريضة

أكدت وزارة الحج والعمرة السعودية، أن الحصول على تأشيرة حج إجراءٌ إلزامي، ودونه لن يُسمح …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *