18 مايو 2024 , 21:21

تقرير: “مطاردة الأشباح” عملية مشتركة بين 9 دول لتعقب الجهاديين

201408240146292يشكل الجهاديون الجزائريون جزءاً مهماً من أولئك الذين يسافرون للقتال إلى جانب داعش و”النصرة” في العراق وسوريا، بحسب ما أوردت صحيفة الخبر الجزائرية.
ويقول مصدر أمني رفيع، إن عقيداً جزائرياً، يرمز له بـ “م”، يدير منذ سنتين عملية “مطاردة الأشباح”، وهي عملية مشتركة بين 9 دول معنية بمكافحة نشاط تجنيد وتهريب الجهاديين للقتال في سوريا، حيث اتفقت كل من الجزائر والمملكة المغربية وتونس وفرنسا وإسبانيا وألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية وإيطاليا، على تنشيط التحقيقات المشتركة، وتبادل المعلومات لتفكيك خلايا تجنيد الجهاديين للقتال في العراق وسوريا، بحسب “الخبر” الجزائرية.
وتشير مصادر أمنية إلى وجود ما لا يقل عن 15 مقاتلاً جزائرياً في العراق، لا يزال مصيرهم مجهولاً، منهم شخص يدعى كمون خالد رشدي، من ولاية تبسة.
المنسيون
وأطلقت أجهزة الأمن الجزائرية لقب “المنسيين” على من بقي في العراق، وانقطعت أخباره وهم جهاديون من دول عربية عدة، منها الجزائر.
وتنقّل بعضهم في عامي 2003 و2004 لقتال القوات الأمريكية، ورغم الأهوال التي مرت بتنظيم القاعدة في العراق، ومقتل المئات من الجهاديين العرب، الذين كانوا القوة الضاربة لتنظيم القاعدة في العراق، فإن عدداً قليلاً من الجزائريين والمغاربة، ومن جنسيات أخرى من هؤلاء “المنسيين” والمهاجرين الأولين ما يزالون على قيد الحياة.
وتشير بعض الأنباء إلى أنهم تقلدوا مناصب قيادية في الفصائل السلفية الجهادية في سوريا، وعلى رأسهم تنظيم داعش.
والشائع أن التنظيم لا يرحب حالياً بالجزائريين، رغم وجود عدد منهم فيه، ورغم أن أحدهم يوجد في مجلس شوراه، وهو المكلف بشؤون المهاجرين ورعاية شؤون الشهداء.
وتشير مصادر أمنية تتابع ملف الجماعات التي تعمل على تجنيد الجهاديين وإرسالهم إلى سوريا، إلى أن “جبهة النصرة” أبعدت عدداً من الجزائريين عن صفوفها، بسبب الخلاف مع قيادة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب، وقد عاد بعضهم إلى تونس وشمال مالي، وتعمل مصالح الأمن على تعقبهم.
صيادو الأشباح
في حي بن عكنون الراقي بالعاصمة الجزائرية، يعد العقيد “م” هو القائد المسؤول عن عملية “مطاردة الأشباح”، أو عملية مطاردة الجهاديين الجزائريين الراغبين في التوجه للقتال في صفوف داعش.
وكان لهذا الرجل الفضل في منع تهريب أكثر من 200 جزائري إلى سوريا منذ عام 2011، كما أن جهازه يراقب نشاط ما لا يقل عن 300 جزائري ينشطون ضمن تنظيم داعش، وفي صفوف جبهة النصرة.
وتنشط هذه المجموعة في أغلب الولايات، حيث تراقب على مدار الساعة ما لا يقل عن 8 شبكات لتهريب الجهاديين إلى سوريا والعراق.
وقال مصدر مقرب من الجهاز الأمني المختص، إن الشبكات الثماني تتوزع عبر العاصمة، حيث تنشط مجموعتان من دعاة “الهجرة إلى دار الخلافة”، وهو الاسم الجديد لشبكات تجنيد المقاتلين، وفي وهران تنشط مجموعتان أيضاً، وتتوزع المجموعات الأربع الأخرى على ولايات الجلفة والوادي وسطيف وعنابة، وينحدر أغلب الجهاديين الجزائريين الموجودين في سوريا من الجزائر العاصمة والوادي.
الهدف الخفي
وذكر مصدر أمني آخر، أن الدول التسع المشتركة في عملية “مطاردة الأشباح”، تتبادل يومياً معلومات في غاية السرية حول نشاط هذه الشبكات، من أجل تفكيكها، ومنع عمليات تسفير المقاتلين إلى سوريا، من غرب أوروبا والمغرب العربي.
و”الشبح” بالنسبة لمحققي جهاز المخابرات والأمن العسكري الجزائري “الدي أر أس”، هو الناشط الخفي أو الهدف الخفي، وبسبب طبيعة شبكات التجنيد وامتداداتها الدولية، فإن أهم عنصر في التحقيقات هو ما يسمى بـ “ضابط الارتباط”، وهو ضابط يؤمّن الاتصال مع أجهزة أمن الدولة.
وأفاد مصدر أمني أن المحققين يكونون “على علم بأن مجموعة تنشط في مجال الدعوة للالتحاق بالمجموعات السلفية الجهادية، في سوريا والعراق، عن طريق عمليات مراقبة الناشطين، عبر منتديات جهادية وشبكات التواصل الاجتماعي، لكنهم يحتاجون إلى أدلة قاطعة وإلى صيد الأشباح، وهم الشباب المرشح للذهاب إلى سوريا والعراق، وتتم أغلب عمليات إيقاف المجندين للقتال في سوريا في المراحل الأخيرة”.
وتابع المصدر: “في كثير من الأحيان تتوقف التحقيقات حول شبكات التجنيد، والسبب دخول المجموعة في حالة سبات، حيث تتلقى أوامر بتوقيف نشاطها من سوريا أو من العراق، بعد تداول أخبار حول تفكيك مجموعة تقوم بتهريب جهاديين في بلد من البلدان”، وفقاً للصحيفة.
ليبيا محطة إجبارية
يتوق أغلب أنصار التيار السلفي الجهادي في العالم إلى حمل لقب “مهاجر”، ومعناه أنه بات من المجاهدين في سوريا أو العراق، ولكن قبل حمل هذا اللقب يحتاج الجهادي السلفي للمرور بعدة مراحل، تمهيداً للوصول إلى “أرض الرباط” وهي سوريا والعراق.
وتنقسم مجموعات تجنيد وترحيل الجهاديين إلى سوريا والعراق، إلى 3 فئات، الأولى متخصصة في الدعوة التي تتم في الدول التي تتساهل مع الجماعات السلفية الجهادية، وذلك في المساجد وفي الجامعات.
أما في الدول المتشددة مع هذه الجماعات، مثل الجزائر، فإن الدعوة تتم بإحدى طريقتين، إما بالدعوة الفردية السرية، حيث ينشط الدعاة بشكل سري عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات السلفية الجهادية، أو الترحيل التهريب، حيث تسلم جماعة الدعوة المرشح للهجرة إلى سوريا إلى جماعة ثانية، تقوم بتأمين رحلته من بلده إلى سوريا.
وتعمل المجموعة الثانية على توفير جواز سفر ووثائق مزورة للمهاجر، ثم في النهاية يتم تسليم المهاجر إلى مجموعة التسلل، وهي المجموعة التي تتكفل بالمهمة الأكثر خطورة، أي تأمين تسلل المهاجر إلى سوريا أو العراق، وتكون هذه المجموعة مسلحة وترتبط عبر شبكة اتصالات معقدة جداً، تعتمد على تبادل المعلومات عن طريق البريد الإلكتروني.
لعبة القط والفأر
وتشير تقارير أمنية إلى أن 90 % من الجهاديين، من الجزائر وتونس والمغرب وفرنسا وأغلب دول الاتحاد الأوروبي، يمرون بشكل إجباري عبر ليبيا، قبل التنقل إلى لبنان أو الأردن أو تركيا، من أجل الوصول إلى سوريا أو العراق.
وتقول مصادر أمنية: “نحن نلعب معهم لعبة القط والفأر، وفي كل مرة يفاجئوننا بأسلوب جديد”.
وتضيف: “في البداية، أي في عام 2011 وبداية 2012، كانت عمليات التنقل تتم بصفة مباشرة من الجزائر إلى ليبيا، ثم إلى سوريا عبر تركيا، إلا أن السلفيين الجهاديين غيّروا طريقة التنقل، وبات الوصول إلى سوريا والعراق يمر عبر عدة مراحل، والتنقل عبر أكثر من 4 دول، لتضليل أجهزة الأمن”.

شاهد أيضاً

مخطط الحكم الذاتي المغربي هو “الخيار الأفضل لضمان مستقبل مزدهر للمنطقة”

أكد نواب بريطانيون، خلال نقاش بمجلس العموم، أن مخطط الحكم الذاتي المغربي لتسوية النزاع المفتعل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *