ما هي الأسلحة التي يبحث عنها درودكال وأنصار الشريعة وبلمختار في ليبيا؟
6 يوليو, 2014
المغرب العربي والساحل
تشهد ليبيا حربا غيرمعلنة بينالسلفيين الجهاديينالذين شاركوا في الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي وأجهزة المخابرات الغربية على رأسها المخابرات الفرنسية والأمريكية، يحاولالغربيونتدمير ترسانة الجماعات السلفية من الأسلحةالنوعية ومنع وصولها إلى كتائب الصحراء في قاعدة المغرب والتوحيد والجهاد والملثمين فيشمال مالي. وتحاول الجماعات السلفية وبعض أمراء الحرب الذين تحولوا إلى تجار سلاحمواصلة بيع السلاح ونقله إلى الجماعات المتشددة أو لمن هو مستعد لدفع الثمن نقدا مثل حركة حماس وحزب الله في فلسطين ولبنان، ويقولهنا خبير عسكري جزائري متقاعد لا يمكن تصور حرب تخوضها دولةما دون أن تعمد أثناء القتال لقطع خطوط إمداد أعدائها وخط الإمداد الرئيسي للحركات السلفية الجهادية فيشمال مالي يأتي من جنوب ليبيالهذا فإنه وحسب العسكري المتقاعدالأغبياء فقطهم من يعتقدون بأن فرنسا غير موجودة في جنوب ليبيا.
رحل القذافي عن الدنيا وترك خلفه تركة ثقيلة يعجز جيرانه عن التعامل معها إنها الأسلحة المتطورة التي اشتراها سرا وعلنا طيلة سنوات حكمهوالتيتم نهبهاوتحولت إلىسلعة سياسية تستغل للإضرار بكل منطقة غرب البحر الأبيض المتوسط والساحل.كان مخزون الجيش الليبي فيآخر أيام حكم القذافي قبل الثورةيفوق200ألف قذيفةصاروخية مختلفة، منها قذائف بسيطةتستعمل في راجمات الصواريخ أو صواريخ مضادة للدباباتولكنأخطر هذه الأسلحةلم تكنالصواريخ المضادة للطائرات التي تحمل على الكتف بل الصواريخ أرض ـ أرضالخفيفة التي يصل مدى بعضها إلى 30 أو 40 كلم،ويمكن لمثل هذه الصواريخ أن تشل مدنا بأكملهاوكان أول من تنبه إلى أهمية هذه الأسلحة هي الحركات السلفية الجهادية الموالية للقاعدة التي تنتشر في سيناءبمصر، ثمحركة حماس فيفلسطينولم يتأخر عبد المالك درودكال عن المزاد السري الذيفتح بين المنظمات السرية لاقتناءالأسلحة الحديثة التي كانتتحت سيطرة الجيش الليبي ثم استولىعليها الثوار،وتحولتهذه الصواريخ إلى مصدر ثراء بالنسبة لبعض أمراء الحرب في ليبيا، حيثاشتد عليها الطلب من لبنان شرقا إلى المغرب..مالي وموريتانيا غربا مرورا بتونس والجزائر وتتنوع الأسلحة التييرغب الإرهابيونوحركات المقاومة مثل حماس وحزب الله في الظفر بهالكن أهمها هي الصواريخ المضادة للسفن سطح سطح الروسية والصواريخ أرض أرض الروسية كذلكمن فئة،بالإضافة إلى الصاروخ المضاد للدروع، ويمكنلهذه الأسلحةحسم أيصراععسكريفيمجال حرب العصابات، كما أن الصواريخ سطح سطح الروسيةيمكنها إعاقة الملاحة في البحر المتوسط قبالة سواحل ليبيا أو تونس في حال وصولها للإرهابيين، وقد كانهذا الوضع مثيرا للمخاوفلدرجة أن وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون شكلت خليةعمل لمواجهة هذا الوضع، وتعاقدت مع شركة استعلامات متخصصة في ملاحقةالتجارة السرية للسلاح،كماتعمل وحدات استطلاعجوي أمريكية على مدار الساعة على مراقبة الأجواء الليبيةخاصة في الجنوب والغرب والشرققرب الحدود معمصر تونس والجزائر والنيجر،ومنذ نهاية عام 2011 لم تتوقف عمليات المراقبة الجوية للأراضي الليبيةعن طريق طائرات الاستطلاعالمأهولة التي تنطلق من قواعد فيايطاليالمراقبة صحراء ليبياوتعمل طائرات استطلاعبدون طيار على مراقبة هذه المناطق،حيثأكدت تقارير إعلامية ليبية قيام فرقة كومندوس أمريكية برفع بقايا طائرةاستطلاع بدون طيارسقطت في صحراء مارجوجفيشهر أوت عام 2012ونفذتطائرات غربية أمريكيةفينهاية عام 2011 بعد أسابيع من الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافيعمليات قصف متقطعةلممرات ومسالكصحراوية،وقدأرغمت كثافةالمراقبة الجوية الغريبة المفروضة على مناطقصحراوية مفتوحة تربطدول الساحل بليبيا المهربين العاملين في تهريب السلع والوقود بين ليبيا ودول الساحل على إيقاف نشاطهم حسب شهود عيان عادوا من بلدة أرليت في النيجر عام 2012، واضطرت المهربين للتنقل ليلا مع التوقفنهاراخوفامن تعرضهم للقصف وروى شهودعيانقدموا من أرليت في شمال النيجر في تقرير نشره موقع إخباري ليبي مقرب من جماعات التبو˜السياسيةبأنمهربين نيجريين شاهدوا عمليات قصف جويلمسلكصحراوي غير بعيد عنمنطقة تاجهريجنوب ليبيا ورفعت الأوضاع الأمنية تكاليف النقل عبر الصحراء إلى الضعف حسب ذات المصدر.
وفي حالة غريبة أوقفتمصالح الأمن الجزائرية مواطن ليبي بعد أن حاول العلاج فيمستشفىجانت،وقد تبين بأنه أصيب بجرح ناتج عن شظيةقذيفة أصابته في الرجل، وأثناء التحقيق معه أكد أنه أصيب فيغارة طائرة مجهولة فيشهر ديسمبر 2012وأكدت تقارير أمنيةجزائريةقيامطائرات يعتقد بأنهاأمريكية أو فرنسيةبقصف مسالك وممرات صحراوية سرية تربط أغلبهاليبيابدول الساحل، وتركزت غارة جوية تمت قبل أيام من التدخل العسكري الفرنسي فيشمال ماليممر صحراوي يبعد عن الحدود الجزائرية بأقل من 70 كلم.وتشيربيانات أجهزة المراقبة التابعة للدفاع الجوي الجزائريوحتى مصالح الطيران المدني التي تخترق الأجواءفي جنوب غرب ليبياإلىسيطرة القوات جوية التابعةللحلف الأطلسي على الأجواء الليبية منذ اندلاع الحرب في مارس2011،وتقوم أقمار صناعية أمريكية وطائرات استطلاعبعمليات مسح جوي متواصلةتركزتعلى مسالك صحراوية أهمها-حسب مصدر متابع للوضع الأمني في ليبيا والساحل-ممرقريب من طريق غير معبد معروف لا يبعد عن الحدود الجزائرية الليبية سوى بأقل من 50كلم، ويربطجمهوريةالنيجربليبياويصل إلى بلدة غات المحاذية لجانت الجزائرية. وكشف مصدر أمنيبأنعمليات الرصد المتواصلة منذ عدة أسابيع تخللها سقوط صواريخوقذائف موجهة، وتشير كل التفاصيلالعسكرية التي جرىالحديث عنها إلى أن قوات جوية أمريكيةتعززها وحدات فرنسيةتعمل على تعقبالمتسللين من النيجر إلى ليبيا لمنعأكبر عدد ممكن من الإرهابيين من الوصول إلى ليبيا،وتركزطائرات الحلف الأطلسيطلعاتها الاستكشافية حاليا في3 محاورهيسلسلةمن الممرات السرية تربطهضبة جادون في شمال النيجر بمدينةسبها الليبية وتعد أهم ممرات الهجرة السرية في جنوب ليبياوتخترقعرق مرزوقوممرات أخرى إستراتيجية وتمر عبر مناطق تاجهري وبلدة مرازق وأورباري.
هذه هي الأسلحة التي يرغب درودكال وبلمختار في الحصول عليها
عند الحديث عن تهريب الأسلحة من ليبيا،يحتفظ الكثير من الناس بفكرة نمطية، وصورةعامة حيثيعتقد أغلب المتابعين بأن الأمر يتعلقبرشاشات كلاشنكوف والصواريخ المضادة للطائرات من نوع ستريلا الروسية، لكن الواقع يختلف كثيرا، حيثتؤكد تقارير الأمن أن تهريب رشاشات كلاشنكوف وبنادقسيمونوف يتم في 90 بالمائة من الحالات لصالح مافيا التهريب العصابات الإجرامية، حيث لمتعد رشاشات كلاشنكوف تهم الإرهابيين بعد أن جمعوا الآلاف منها كغنائممن ثكنات ومخازن الجيش المالي بعدطرده من إقليم أزواد في عام 2012، ويحاول الإرهابيون الحصول على أسلحة نوعية من ليبيا يمكنها تغيير موازين القوة في الصراع مع جيوش المنطقةوعلى رأسها الجيش الجزائري وبعد الغزو الفرنسي تضاعفت حاجة الإرهابيين لمثل هذا النوعمن الأسلحة، لقلب موازين القوةوأهمهذه لأسلحة على الإطلاق الصواريخ المضادة للطائرات الخفيفة ثم بعض أنواع الصواريخ الكتيوشا التي طور تنظيم القاعدة في العراق قبل تسعة سنوات نوعا منها وحولها إلى صاروخ مضاد للطائرات العمودية واستعمل بنجاح كبير في أفغانستان والعراق في إسقاط مروحيات أريكية، بالإضافة إلى الصواريخ المضادة للدروع.
تحتفظ مديرية الاستعلامات والأمن الجزائرية بعينات من أنواعالأسلحة والذخائر التي ضبطت في الحدود الشرقية أو الجنوبية بعد تهريبها من ليبيا، بالإضافة إلى كميات كبيرة من الأسلحة التيصودرتأثناءالاشتباكات مع الإرهابيين في الجنوب،وقال مصدر على صلة بمكافحة الإرهاب في الساحل، إن كلالأسلحة التي ضبطتخلال العشراتمن عملياتمكافحة التهريب في السنتين الماضيتين كانت متجهة إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب خضعت لفحص على مستوى مخابر الجيشوالأمن للتأكدمن مصدرها وأرقامها التسلسليةوبينت بعض الاختبارات والفحوصأن بعضالأسلحةخاصة القواذفالصاروخيةوالأسلحة الفردية لميكنمصدرها مخازن الجيش الليبي السابق بل دول غربية، ويعتقد بأنهذه الأسلحة سلمتها دول غربية وخليجيةفي وقت سابق لثوار ليبيا أثناء الحرب الأهلية.
وتشير تقارير الأمن إلى أن أهم سلاح يرغب الإرهابيون في الجزائر وشمال مالي القواذف الصاروخية المضادة للدروع،خاصة الصاروخ كورنيت المضاد للدبابات الروسي وصواريخ كتيوشاوغراد الخفيفة وثم تأتيبعدها الألغام المضادة للعربات والمضادة للدبابات والعربات المصفحة، ثم المتفجرات القوية مثل البلاستيك ومدافع ومدافع الهاون وبندقيات القنص الروسية دراغانوفالتي أثبتت فاعلية كبيرة في حرب سوريا،وتشير الإحصاءات إلى أن الجيش الليبي السابقكان يمتلك كميات ضخمة منكل هذه الأسلحةالتي يبحثعنها درودكال وبلمختار لقلب موازين القوة.
مراد محامد/ صحيفة المحور الجزائرية