16 مايو 2024 , 19:04

مركز”ابن خلدون”: عقلنا الخلاق هو الذي أملى “جرأة مالابو”

arton19272بيان من مركز إبن خلدون للثقافة والحوار وللإعلام والتنمية:
من منطلق الالتزام القومي الذي يحتم علينا وجوبا رفض التطبيع بكافة أشكاله وصوره وتمظهراته وانحيازا لثوابت الأمة ولقضاياها العادلة وتثمينا للمواقف الوطنية والقومية التي دأب السيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز على القيام بها من حين لأخر في خطوة مشهودة حين اتخذ قراره بطرد سفارة العدو الصهيوني من بلاد المنارة والرباط ويتخذ اليوم الأسلوب ذاته حين قام بخطوة مالابو الجريئة عندما تصدى مؤخرا للوجود الإسرائيلي في القارة من خلال رفضه السماح للوفد الإسرائيلي بحضور وقائع مؤتمر الاتحاد الإفريقي الذي ينعقد تحت رئاسته فله منا الشكر وخالص التقدير .
ونقلا عن وكالة الأناضول وبحسب مصادر إعلامية متطابقة قام الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز الرئيس الدوري للاتحاد الإفريقي بخطوة جريئة اتسمت بالروح الوطنية وبالالتزام القيمي ببعديه القومي والإسلامي من خلال قيامه شخصيا بطرد وفد إسرائيلي قدم إلى مالابو عاصمة غينيا الاستوائية بغية حضور اجتماعات الاتحاد الإفريقي التي انعقدت أخيرا في مالابو الأمر الذي يستدعي منا الإشادة والتنويه بتلك الخطوة الموفقة والتي صادفت هوا في نفوس الكثيرين منا.
إن إرادتنا الحرة والتزامنا المبدئي بالقضايا العادلة وعقلنا الخلاق هو الذي أملى علينا ضرورة اتخاذ وقفة جادة كجرأة مالابو الجبارة التي تعد محطة فاصلة تؤشر بوضوح إلى تنامي الحضور الموريتاني بإبعاده السياسية والدبلوماسية من خلال الدوائر العربية والإفريقية الأمر الذي افتقرنا أليه وعبر سنين طويلة وحقب من التيه والضياع وانعدام الفاعلية الدبلوماسية والعمى وغياب الحصافة السياسية .
إن الخطوة مقدرة ومحل ترحيب منا جميعا وهي تأتي في وقت غابت فيه القضية الفلسطينية عن المشهد ولم تعد بوصلة للأمة بفعل الربيع المدعى حيث تراجعت في الخطاب الإعلامي العربي وغابت المطالبة بالوحدة ولم نسمع ثوار الميادين والساحات يرددون شعاراتها في حين سجل حضور لافت للتضليل الإعلامي مواكبا للربيع وصانعا له في كل محطاته وغابت المهنية في الإخبار والتغطيات .
لقد ودعنا من خلال الاستفاقة الدبلوماسية التي واكبت عملنا السياسي طيلة الخمس سنوات الأخيرة صفة كان يحلو للبعض أن تظل ملازمة لنا وهي اعتبارنا العضو الذي إذا غاب لا ينتظر وإذا حضر لا يستشار في توصيف بالغ السوء والازدراء ببلدنا وبسياساته ومواقفه بالمجمل .
واليوم أصبحت بلادنا البلد الذي لا يغيب وإذا حضر يحضر مبادرا وشريكا فعالا وبات رقما أساسيا يتصدر المشهد وعنوان الإقليم ومفتاحا للحلول ومبادرا لتجاوز المشكلات والأزمات.
إن السياسة الخارجية للدول هي انعكاس صادق وأمين لما يحصل في الداخل فحين نرفض الوجود الإسرائيلي في بلادنا ونقطع معه العلاقات الدبلوماسية فمن البديهي أن نقوم بطرده ونرفض تواجده في جلسة لمنظمة قارية تنعقد تحت رئاستنا فهذا من بديهيات السياسة الوطنية ويأتي ترجمة منسجمة مع مواقفنا السياسية ذات البعد القومي المتعلقة بالكيان الصهيوني .
حين غاب مؤسس الاتحاد الإفريقي أو غيب المسكون بالوحدة حد الهوس والرافض للتطبيع والمناوئ للتصهين فان إرادة الأمة وحتمية التاريخ قادرة على أن تفرز من بين صفوفها من يكمل الدور ويجدد ديمومة تكامل وتعاقب الأجيال ويعبر عن إرادة الأمة حتى ولو لم تنعقد بيعة بخصوص ذلك الأمر الذي جسده بكل جدارة واستحقاق فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز خلال ترأسه لاجتماعات الاتحاد الإفريقي وهيئاته المختلفة في قمته الأخيرة بعاصمة غينيا الاستوائية في مدينة مالابو وهي مناسبة نجدد من خلالها التأكيد على دعمنا للمواقف الوطنية والقومية التي كان محمد ولد عبد العزيز داعما لها ومحتضنا إياها بامتياز حينما تعقب الوجود الاسرائلي في غينيا الاستوائية رافضا وطاردا له الأمر الذي شرف كل الموريتانيين والعرب ورفع رؤوسهم وهي خطوة مقدرة ومعتبرة وتستحق التثمين والإشادة والتنويه.
إن واقعة مالابو السياسية عدت حدثا اتسم بالجرأة وجاء معبرا عن مواقف وطنية وقومية أصيلة لعل في المقدمة منها تسجيل الحضور الموريتاني الفاعل بالإقليم والانتصار لفلسطين والرفض القاطع للوجود الاسرائلي في القارة الإفريقية سيما وان سيادة رئيس الجمهورية يترأس الاتحاد الإفريقي ورئيس المؤتمر الأخير الذي انعقد في مالابو.
إن مواقف السيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز المنوه عنها أعلاه تأتي امتدادا لمواقف سابقة لموريتانيا وهي بكل تأكيد انسجاما مع جهود الآباء المؤسسين للوحدة الإفريقية وفي المقدمة جهود الراحل المختار ولد داداه المشهودة ودبلوماسيته التي اتسمت بالنجاعة والفاعلية حيث حاربت الوجود الصهيوني في القارة متعقبة آثاره بلدا بلدا حتى كان لها ما أرادت، حين تكللت مجهوداتها بقطع العديد من الدول الافرقية لعلاقاتها مع إسرائيل كثمرة لجهود موريتانيا الدبلوماسية على صعيد القارة الإفريقية فلكأننا اليوم أمام مشهد سياسي وطني يستحضر ماض الدبلوماسية الموريتانية موظفا ومستأنفا لنجاحاتها على الصعيد الإفريقي والقاري بما يخدم المصالح العليا لموريتانيا ويجلب لها المنافع.

 

شاهد أيضاً

بيرام الداه أعبيد يودع ملف ترشحه للانتخابات الرئاسية

أودع النائب البرلماني ورئيس حركة “إيرا” بيرام ولد الداه ولد أعبيد، ليل الأربعاء/ الخميس، ملف …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *