“المرابع ميديا” تنشر النص الكامل لكلمة الرئيس محمد ولد عبد العزيز في الجلسة الإفتتاحية للقمة الإفريقية ب: “مالابو”

246أصحاب الفخامة السيد تيودور اوبيانغ نغيما مبازوغو، رئيس جمهورية غينيا الاستوائية وأخي العزيز،
صاحب الفخامة ماريو راخوي بريي، رئيس الحكومة الاسبانية، ضيف شرف المؤتمر،
صاحب الفخامة السيد عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية المنتخب
صاحب الفخامة السيد جوزي ماريو فاز، رئيس جمهورية غينيا بيساو المنتخب
صاحب الفخامة السيد بيتر موتاريكا، رئيس جمهورية مالاوي المنتخب،
صاحبات الفخامة السيدات الأول
صاحب المعالي السيد بان كيمون الأمين العام للأمم المتحدة
صاحب المعالي الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية
صاحبة المعالي الدكتورة نكوسازانا دلاميني زوما رئيسة لجنة الاتحاد الافريقي
السادة والسيدات السفراء ورؤساء البعثات الديبلوماسية والقنصلية وممثلو الهيئات الدولية والجهوية
السادة والسيدات المندوبون الدائمون
ضيوفنا الكرام
أيها السادة والسيدات،
يطيب لي في البداية ان أوجه، باسمي واسمكم جميعا، شكرنا العميق لأخينا فخامة الرئيس أتيودور اوبيانغ نغيما مبازوغو، وإلى شعب وحكومة جمهورية غينيا الاستوائية الشقيقة على حسن الاستقبال وكرم الضيافة اللذين حظينا بهما منذ أن حللنا مدينة مالابو الجميلة.
كما أرحب بصاحب الفخامة ماريانو راخوي، رئيس مجلس وزراء اسبانيا، ضيف الشرف الذي يؤكد حضوره معنا عمق روابط الصداقة والتعاون بين افريقيا والمملكة الاسبانية، وعلى الإرادة السياسية القوية للزعماء الأفارقة والأوروبيين في تعزيز أواصر الصداقة القائمة بين شعوب القارتين.
كما أحيي حضور صاحب المعالي السيد بان كيمون الأمين العام للأمم المتحدة أعمال قمتنا الذي يمثل برهانا على اهتمام المنظومة الدولية بالقضايا الافريقية، وهو اهتمام تجلى في عمليات حفظ السلام التي تقودها الأمم المتحدة، وجهودها لحل النزاعات في قارتنا.
كما أحيي صاحب المعالي الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية على حضوره معنا اليوم تعبيرا عن عمق الروابط بين العرب والأفارقة.
أصحاب الفخامة أيها السادة والسيدات،
يسعدني أن أتوجه بأحر التهاني وأصدق الأماني بالنجاح والتوفيق، لأخوتي أصحاب الفخامة الرؤساء الذين أولتهم شعوبهم ثقة مستحقة لقيادة بلدانهم:
صاحب الفخامة السيد عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية المنتخب
صاحب الفخامة السيد جوزي ماريو فاز، رئيس جمهورية غينيا بيساو المنتخب
صاحب الفخامة السيد بيتر موتاريكا، رئيس جمهورية مالاوي المنتخب،
صاحب الفخامة السيد عبد العزيز بوتفليقه رئيس الجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية الذي تمت اعادة انتخابه لمأمورية جديدة،
صاحب الفخامة السيد جاكوب زوما رئيس جمهورية جنوب افريقيا الذي تمت اعادة انتخابه لمأمورية جديدة.
وأؤكد لهم جميعا دعمنا الكامل، كما نعبر عن ارتياحنا العميق لتطور العملية السياسية في كل من جمهورية غينيا بيساو وجمهورية مصر العربية، تطورا إيجابيا أفضى إلى انتخابات رئاسية حرة ونزيهة.
وإننا لعلى يقين من أنهما ستقومان كما عهدناهما بدور محوري في نهضة افريقيا وتقدمها.
كما أعبر لأصحاب الفخامة السادة والسيدات رؤساء الدول والحكومات عن اصدق مشاعر الأخوة والامتنان للجهود التي بذلوها، بلا كلل، من أجل تقدم ونمو قارتنا، وبشكل خاص تعزيز دور ومكانة افريقيا في العالم، والحفاظ على وحدتها ضمن تنوعها، وتحقيق الشروط الضرورية لتقدمها وأمنها واستقرارها ونشر السلام في ربوعها. كما أشكر المجتمع الدولي عموما، وشركاء افريقيا خصوصا، على الدعم الذي قدموه لقارتنا.
أصحاب الفخامة أيها السادة والسيدات،
بمناسبة تخليد الذكرى العاشرة لتبني برنامج مفصل لتنمية الزراعة في افريقيا، وتنفيذا لإعلان الدورة التاسعة عشرة لمؤتمر رؤساء الدول والحكومات الافريقية قررت الدورة العادية الثانية والعشرون لمؤتمرنا المنعقد بأديس ابابا في شهر يناير 2014، تبني شعار ” سنة الزراعة والأمن الغذائي” لذلك ستتركز أعمال مؤتمرنا على هذا المحور.
فقطاع الزراعة يساهم بشكل معتبر في نمو افريقيا الاقتصادي، اذ يمثل ثلث الناتج المحلي الخام ويوظف قرابة 60% من القوى العاملة.
وتحتوي القارة على مساحات شاسعة من الأراضي الصالحة للزراعة.
أصحاب الفخامة، أيها السادة والسيدات،
إننا نثمن عاليا الحوار الشامل الذي يؤسس لمقاربة تمكن من الحصول على نتائج إيجابية بدفع ديناميكية خلق الثروة في قطاع الزراعة والمساهمة في تحقيق هدف القضاء على الجوع في القارة في أفق 2025.
وفي هذا الإطار، نشيد بالنشاطات والإجراءات التي اتخذتها مختلف الأطراف الفاعلة ( المجموعات الاقتصادية الجهوية، الدول الأعضاء، لجنة الاتحاد الافريقي، الشركاء في التنمية، المنظمات القارية).
ينبغي ان يقودنا النقاش إلى تبني إعلان حول محور”تطوير الزراعة في افريقيا من اجل ازدهار مشترك وتحسين الظروف المعيشية من خلال استغلال الإمكانات من اجل نمو شامل وتنمية مستدامة”.
إن التطور المستمر للصناعات الزراعية في افريقيا، سيساهم في تحقيق النمو المشترك والتنمية المستدامة، من اجل بلوغ الاكتفاء الذاتي في مجال الغذاء وتعزيز الأمن الغذائي رفعا لتحديات الفقر والمجاعة وسوء التغذية.
أصحاب الفخامة، أيها السادة والسيدات،
ستظل الصعوبات العديدة التي تقف في طريق تطوير البرنامج المفصل لتنمية الزراعة في افريقيا، ماثلة في أذهاننا ومن ابرزها:
حجم التمويلات الضرورية وضخامة الاستثمارات في مجالات البحوث التنموية ونقل التكنولوجيا وتطوير وتنمية البنى التحتية في مجال النقل خصوصا وتطوير المصادر البشرية، وكذلك الممارسات التي تزعزع العمل المنظم للأسواق تضر بمصالح المزارعين الأفارقة. يجب علينا جميعا وضع استراتيجية ناجعة لتخطي هذه الصعوبات بالتعاون مع شركائنا في التنمية. في هذا السياق نحيي مبادرة انشاء صندوق افريقيا 50 ، لتطوير البنى التحتية، التي أطلقت تحت رعاية البنك الافريقي للتنمية، بدعم من الاتحاد الافريقي واللجنة الاقتصادية لأفريقيا.
أصحاب الفخامة، أيها السادة والسيدات،
لقد اتخذنا قرارات هامة تتعلق بقضايا أساسية، من بين تلك القضايا أجندة الاتحاد الافريقي لسنة 2063، وأجندة التنمية لما بعد 2015، وإنجاز المنظومة الافريقية للسلام والامن. وهي قضايا ينبغي لأفريقيا ، والمجموعة الدولية ، والشركاء في التنمية ايلاءها ما تستحق من أهمية.
أصحاب الفخامة، أيها السادة والسيدات،
لا شك ان قارتنا حققت إنجازات لا يستهان بها.فالجهود المبذولة عززت دمقرطتها، ودعمت دولة القانون والحكامة الرشيدة ومكنت من تسجيل نتائج ملموسة في مجال النمو الاقتصادي. ينبغي الاستمرار في هذا الاتجاه وتحسينه بالاستمرار في تنفيذ سياسات ماكرو- اقتصادية سليمة تثمر نموا شاملا قويا، فإفريقيا قارة تمتلك إمكانيات هائلة، وتمثل قيمة كبرى في الاقتصاد العالمي.
يجب على افريقيا ان تسرع تحولها الاقتصادي، وتحقق تكاملها بالرفع من مستوى الاستثمار في التنمية الزراعية ، معززة بالتصنيع ونمو التجارة. في هذا الصدد فان خطة العمل من اجل تسريع النمو الصناعي في افريقيا التي تمت المصادقة عليها في قمة الاتحاد الافريقي عام 2008، يجب ان تستمر.
أصحاب الفخامة، أيها السادة والسيدات،
تظل النجاحات السياسية والاقتصادية هشة ما لم يعززها مناخ من السلم والأمان يضمن استمرارها.فالنزاعات المسلحة والإرهاب والجريمة المنظمة، كلها عوامل هدم رأينا فعلها المدمر في بعض بلداننا، وفي العالم عموما.
في هذا السياق نجدد إدانتنا القوية لكل الاعمال الإرهابية الجبانة، وكل أشكال التطرف مهما كان مصدرها وطبيعتها، ومبرراتها الواهية.
ان الأوضاع الحرجة في نيجيريا، وجمهورية وسط افريقيا والصومال وليبيا، تدعونا بإلحاح الى البحث عن آلية فعالة لحل النزاعات حفاظا على سلامة الشعوب وكيانات الدول. لكن هذه الأوضاع الحرجة لن تحجب عنا النجاحات التي تحققت على طريق حل نزاعات أخرى في بلدان شقيقة. وفي هذا السياق نهنئ أنفسنا بالتطور الإيجابي للوضع في منطقة البحيرات الكبرى، وفي جمهورية جنوب السودان. كما نثمن الرغبة الصادقة التي عبر عنها الأخوة في مالي في ايجاد حل شامل ودائم عن طريق الحوار.
أصحاب الفخامة، أيها السادة والسيدات،
لقد أثمرت الجهود المكثفة التي ساهمنا فيها جميعا رفع مؤشرات التنمية في القارة. لكنها تحتاج الى ان تعزز بمجهود إضافي لمحاربة الأمراض الوبائية، خاصة مرض ضعف المناعة المكتسبة ( السيدا)، والملاريا والسل وأمراض اخرى معدية. فمرض السيدا مثلا الذي يحصد سنويا في افريقيا أرواح ما يزيد على مليون شخص يشكل معضلة حقيقية للصحة العمومية، ويجب ادراج القضاء عليه في أفق 2030، ضمن أجندة التنمية ما بعد 2015.
كما يجب بذل المزيد من الجهود من اجل التوصل الى تراجع ملحوظ للبطالة والفقر، خاصة في صفوف النساء والشباب.
يجب علينا كذلك الرفع من مستوى الاستثمارات في التعليم والتكوين والعلوم والتكنولوجيا والبحث العلمي وتحديث البنى التحتية وتثمين مواردنا الطبيعية.
أصحاب الفخامة، أيها السادة والسيدات،
يطيب لي أن آذكر بضرورة ان نعمل جميعا بجد ومثابرة، لتحقيق الآمال الآمال الافريقية لسنة 2063 من اجل بناء :
إفريقيا مزدهرة تنعم بنمو شامل وتنمية مستدامة
إفريقيا متكاملة وموحدة سياسيا ومستلهمة المثل الفريقية الأصيلة
إفريقيا الحكامة الرشيدة واحترام حقوق الانسان والعدالة وسيادة القانون
إفريقيا تنعم بالسلام، واثقة من نفسها، خالية من الصراعات
إفريقيا صاحبة هوية وقيم وثقافة راسخة
إفريقيا ترتكز تنميتها على مواردها البشرية، خاصة شبابها ونساءها.
إفريقيا بصفتها فاعلا وشريكا نافذا على الساحة الدولية، يساهم، على قدم المساواة في رفاه الانسانية.
أتمنى لأعمالنا السداد والتوفيق، عاشت إفريقيا، عاش التضامن الإفريقي، أشكركم والسلام عليكم”.

شاهد أيضاً

حصول الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز علي شهادة التبريز

مصادر إعلامية تتحدث عن منح وكيل الجمهورية في ولاية نواكشوط الغربية الرئيس السابق محمد ولد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *