12 مايو 2024 , 8:38

كتب ناصر منذر: من نبض الحدث..إسرائيل و«داعش» دفاتر التاجر الأميركي المفلس

NB-6759-635283826410042112مشكلة الولايات المتحدة أنها لم تستطع حتى الآن «هضم» فشل مشروعها الاستعماري في سورية، والذي أرادته مقدمة لتغيير خارطة المنطقة واعادة رسمها من جديد،
والصدمة بدأت تفعل فعلها، وتفقدها الكثير من التوازن، ولذلك تصر إدارة أوباما على جعل صيف المنطقة أكثر حرارة ليكون بحجم لهيب كرة الإرهاب التي تقذفها يمنة وشمالا, وطولا وعرضا، و«داعش» اليوم تختصر العقلية الإجرامية التي تدير بها الولايات المتحدة أزماتها الداخلية والخارجية على حد سواء، وهذا هو عراب دبلوماسيتها بات يعرف شوارع وأزقة وزواريب المنطقة أكثر من شوارع واشنطن ودهاليز مانهاتن، لكثرة صولاته وجولاته بحثا عن أي انجاز يعيد الروح إلى المشروع الأميركي من جديد، بما يحقق الأمن لإسرائيل أولا، ويثبت وجود بلاده في المنطقة ثانيا.‏
ومن المفارقات الأميركية المقصودة، والتي تصب في خانة النفاق الأميركي المعهود، أن كيري صدع رؤوس مضيفيه بالحديث عن الخطر الذي يشكله «داعش» على المنطقة ككل، وضرورة مواجهته بكل السبل، وتناسى بالمطلق أن إدارته هي من صنعته، واستنسخته من «القاعدة» الإرهابي، ومدته بكل لوازم التمدد والانتشار، وتعطيه تسميات وأشكالا مختلفة حسب طبيعة توظيف استثماره، مسترشدة بالبوصلة السعودية صاحبة «الكار» في مهنة تصنيع وتفريخ الإرهاب وتصديره إلى كل بقاع الأرض.‏
الأميركي يستخدم ورقته الأخيرة قبل الإعلان عن هزيمة مشروعه في المنطقة، وخيباته المتلاحقة بفعل الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري في الميدان، باتت تحتم عليه إدارة حربه الإرهابية بلسان أجرائه، تماما كما يديرها بغير جنوده، كما هو الحال مع الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على سورية كلما ضاق أفق إمكانية تحقيق مشروعه عبر البوابة السورية، ومن خلال مرتزقة «داعش» وأخواتها لتعيث في العراق خرابا وتدميرا، عله يعوض شيئا مما خسره في سورية، ووفق عقليته الإجرامية فإن تسهيل عملية تمدد «داعش» في العراق لا تمنحه ورقة ضغط إضافية لابتزاز الجانب الإيراني في مفاوضات «النووي»،أو للانقلاب على نتائج الانتخابات العراقية الأخيرة وانتاج حكومة بمواصفات أميركية- سعودية لإعادة توجيه دفة الإرهاب إلى الداخل السوري من جديد وحسب، وإنما للضغط أيضا على شركائه في الحلف العدواني الذي بدأ بالتصدع، كي يبقى أولئك الشركاء أدوات طيعة بيد الأميركي الذي اعتاد على مدى العقود الماضية أن يكون هو السيد المتحكم بخيوط اللعبة، وهذا ما يفسره الاستجداء الفرنسي للمشاركة بأي عملية عسكرية محتملة في العراق، وكذلك الصمت البريطاني الذي ينتظر لحظة اقتناص أي فرصة تتيح له لعق ما تيسر من بقايا فتات قد يستأثر به الأميركي، ولكن النهاية لن يكتبها إلا شعوب المنطقة أنفسهم، وخاتمتها ستكون عنوانا لدحر الإرهاب وارتداده إلى صدور داعميه.‏

شاهد أيضاً

لماذا غزواني ثانية؟ / محمد محمود أبو المعالي

لا جَرم أنه ما جانف الصواب من طرح اليوم السؤال عما ينتظره الموريتانيون من ترشح …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *