21 مايو 2024 , 5:28

المظاهرات تجتاح البرازيل وتهدد كأس العالم : شلل كامل

elbashayer_image_1401095725ريو دي جانيرو- تغلي شوارع البرازيل بالإضرابات العمالية، ومظاهرات أستاذة وطلاب الجامعات وغيرها من مراكز التعليم التي قررت التوقف عن الدراسة، والإحتجاجات الشعبية، ومسيرات رجال الشرطة، في حين يواصل عمال المرافق العامة وبعض المرافق الخاصة إضراباتهم لأيام طويلة أو إلى أجل غير مسمى، كل ذلك قبيل افتتاح بطولة كأس العالم لكرة القدم يوم 12 يونيو المقبل.
وفي الأيام الأخيرة، شهدت مدينة ساو باولو إضراب وسائل النقل العام، الذي إمتد إلي 11 من بلديات ولاية ساو باولو وأيضا لغيرها من المدن البرازيلية. كذلك فقد زحف8،000 من رجال الشرطة إلي منطقة الوزارات في العاصمة برازيليا، في احتجاج دعمته كل من الشرطة الاتحادية والشرطة العسكرية.
وفي الإثني عشر مدينة التي ستستضيف بطولة كأس العالم، من المقرر تنظيم أكثر من 15 مظاهرة إحتجاج تزامنا مع يوم افتتاح دورة كأس الاتحاد الدولي لكرة القدم.
كذلك فقد إنضم لموجة الإحتجاجات، مسؤولون عن قنصليات البرازيل في القارتين الأمريكية والأوروبية، وهي المعنية بإصدار تأشيرات دخول لأولئك الراغبين في حضور مباريات كأس العالم، والتي ستختتم يوم 13 يوليو القادم.
وفي نفس الوقت، هدد موظفو قطاع النقل الجوي وشركات الطيران -وخاصة مجموعة “لاتام” التي تضم شركات تام البرازيلية، وشركة لان شيلي)- إما بالوقف تماما عن العمل أو العمل ببطء شديد، مما يؤثر على العمليات الجوية في البرازيل التي يقارب تعدادها 200 مليون نسمة.
يضاف إلي كل ما سبق أن أساتذة 90 في المئة من الجامعات الاتحادية وجامعات ولايات البرازيل المختلفة، وكذلك معلمي المدارس الابتدائية في مختلف الولايات والبلديات، قد أوقفوا الدراسة، في حين أغلقت العديد من المؤسسات الثقافية العامة والمتاحف أبوابها.
يتفاقم هذا الوضع علي ضوء تصريحات الأمين العام لاتحاد العاملين في قطاع الخدمات العامة، سيرجيو رونالدو دا سيلفا، بأنه “لا يستبعد إحتمال إعلان اضراب عام”. وشرح لوكالة إنتر بريس سيرفس، أن “التوقعات المبالغة التي علقتها الحكومة لم تجد تجاوبا بين الأهالي… لقد بذلت الحكومة وعودا كثيرة، لكنها لم تقدم أي شيء”.
وحذر الزعيم النقابي البرازيلي من أنه ما لم يتغير الوضع، سوف تصاب البرازيل بالشلل خلال نهائيات كأس العالم، مشيرا إلى أن السلطات المعنية لم تحدد موعدا للتفاوض. “لذلك، فمع اقتراب موعد افتتاح بطولة كأس العالم، قد تزداد العلاقات توترا أكثرا فأكثر”.
وأضاف رونالدو دا سيلفا، أنه “كان ينبغي علي الحكومة توقع مثل هذا السيناريو… انهم يريدون ان يظهروا صورة البرازيل كما لو كانت دولة من العالم الأول، لكن لدينا نظام رعاية صحية على وشك الافلاس جراء الافتقار إلى الدعم الكافي، والأمر نفسه ينطبق على التعليم والنقل العام”.
في البرازيل يعمل 1.3 مليون موظف في الحكومة الاتحادية، ويمثل اتحاد العمال نحو 80 في المئة من المجموع.
“يوم 30 مايو سنناقش إحتمال إعلان إضراب عام. هذه الرسالة موجودة بالفعل وقائمة منذ إحتجاجات شهر يونيو من العام الماضي”، وفقا للزعيم النقابي البرازيلي.
ويشار إلي أنه الحكومة البرازيلية قد وقعت، في أواخر عام 2013، مع النقابات والاتحادات العمالية المختلفة، أكثر من 140 اتفاقية عمل تتضمن سلسلة من التزامات مثل رفع الأجور بنسبة 15.8 في المئة، على أن تدفع على ثلاثة أقساط سنوية.
لكن معدل التضخم كان أقل بكثير من المستوى الحالي البالغ 26 في المئة في العام على اساس سنوى، حسبما أكدت النقابات العمالية. كما شدد رونالدو دا سيلفا علي أنه “من كل الاتفاقات الموقعة، لم يتم الوفاء بـ 70 في المئة منها”.
في هذا الشأن، يناقش المشرعون في مجلس النواب البرازيلي، منذ فبراير 2012، عدة مقترحات لوضع حواجز علي التوقف عن العمل والاضرابات خلال نهائيات كأس العالم. وفي الوقت الحالي، يناقش مجلس الشيوخ مشروع القانون رقم 728/2011 الذي يقترح الحد من الإضرابات قبل وخلال بطولة كأس العالم.
وبموجب الاقتراحات المطروحة علي البرلمان البرازيلي، يتحتم علي النقابات إعطاء مهلة إشعار مدتها 15 يوما علي الأقل، علي أن تستمر أنشطة 70 في المئة من العمال. ولا يزال مشروع الحكومة لوضع ضوابط على المظاهرات العامة والإضرابات العمالية والفعاليات الاحتجاجية، مطروحا علي البرلمان منذ فبراير، لكن من المشكوك فيه أن يتم إعتماده في الأيام المقبلة.
أما في رأي وزير العدل البرازيلي، جوسيه إدواردو كاردوزو، فلا يجوز أن تولد المطالبات مشاكلا للأهالي، أو أضرارا إقتصادية وعنفا إجتماعيا.
وحذر الوزير من أن “ضباط الشرطة -وهم الذين في خدمة الدستور- يعلمون أن الإضراب محظور بموجب أحكام المحكمة الاتحادية العليا… يمكننا استخدام القوة الوطنية للأمن العام وكذلك القوات المسلحة لضمان القانون والنظام”.
وأما المحامي المتخصص في القضايا الرياضية وعضو معهد المحامين البرازيليين، بيتر ترينغروز، فقد أكد أن المشهد قد تغير والاحتجاجات تعكس هذا التغيير. وأوضح أن “الأمر لا يتعلق بكأس العالم، فقد ناقشنا إعلان الإضرابات منذ فترة طويلة. مطالبتنا تتجاوز مناسبة بطولة كرة القدم، وقائمة منذ سنوات”.
وأكد في حديثه مع وكالة إنتر بريس سيرفس، أن مناخ الإحباط السائد مختلف جدا مع الحماس الذي قوبل به إعلان إختيار البرازيل، في عام 2009، لإستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم هذه السنة.(آي بي إس / 2014)
فابيولا أورتيز/وكالة إنتر بريس سيرفس

شاهد أيضاً

جيش الكونغو الديمقراطية : أحبطنا محاولة انقلاب

أعلن جيش الكونغو الديمقراطية أنه “أحبط انقلابا”في وقت مبكر من صباح الأحد 19 مايو 2024 …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *