هكــذا تم توقيـف قائد “الموقعون بالدم” «بلـعـــور» في ليبيــــا

أكدت مصادر أمنية لـ “النهار” الجزائرية خبر توقيف قائد تنظيم “الموقعون بالدم” مختار بلمختار، من طرف ما أسمته وحدات من القوات الخاصة الأمريكية التي نسقت العملية رفقة قوات تابعة للجنرال حفتر بليبيا.و ذكرت مصادر “النهار” أن بلعور تم توقيفه مع عدد من عناصر التنظيم ونقلهم إلى مقر أمني تحت حراسة مشددة. وأوردت مصادر مطلعة، معلومات مفادها تنقل محققين أمريكيين إلى ليبيا من أجل القيام بتحقيق أولي مع الإرهابيين الموقوفين. وقالت المصادر نفسها إنه تم توقيف أبو أحمد اليمني، الذي اسمه الحقيقي هو، فضيل حسين الغرسي، وليبيين منهم المدعو، علي محمد، وآخر يدعى، حسين أحمد الشاعر، حيّين، و يتم التحقيق معهم على انفراد بعد نقلهم إلى مقر أمني تابع لقوات حفتر. كما أكدت نفس المصادر خبر مقتل الإرهابي الجزائري أبوعثمان الجزائري، في المعركة التي تم على إثرها توقيف الإرهابي، مختار بلمختار، حيث بلغ عدد الإرهابيين المقضي عليهم ثلاثة، فيما تم توقيف 3 آخرين كانوا برفقة «بلعور». وقالت نفس المصادر إن وحدة تابعة لقوات الجيش الأمريكي نسقت رفقة الجنرال حفتر، عملية توقيف بلمختار وتتبع حركاته في ليبيا، من خلال متابعة اتصالاته عبر جهاز الثريا. ولم تستبعد نفس المصادر أن يتم نقل الإرهابيين الموقوفين من بينهم الإرهابي بلمختار المطلوب لدى العدالة الجزائرية إلى أمريكا من أجل التحقيق، نظرا لكونه مطلوب دوليا، خصوصا من جانب الولايات المتحدة الأمريكية .
مـــن هــــو مختــــار بلمختــــار المدعـــو أبـو العباس؟
ولد مختار بلمختار في 1 جوان سنة 1972 بمدينة غرداية وبالضبط في حي التنية، كان يلقب في صغره بالسونا، عاش ودرس إلى غاية سن 19 سنة في بلدية غرداية، قبل أن ينتقل بعدها إلى أفغانستان، أين فقد إحدى عينيه في المعارك ضد قوات الاتحاد السوفياتي سابقا، ليعود إلى الجزائر من جديد مطلع التسعينيات، وينضم إلى الجماعة الإسلامية المسلحة «الجيا» ثم إلى الجماعة السلفية للدعوة والقتال في جبل بوكحيل، ثم ينقل نشاطه إلى الجنوب الجزائري أو ما يسمى بالإمارة التاسعة. بعد ذلك انتقل بلمختار المعروف باسم «بلعور»، إلى شمال النيجر، أين كان يقوم بعمليات توريد السلاح إلى الجماعات الإرهابية، ثم قام بتشكيل كتيبة الملثمين المسؤولة عن تنفيذ عمليات إرهابية في جنوب الجزائر، قبل أن يمد نشاطه الإرهابي إلى غاية شمال مالي. وكان بلمختار أحد أكبر مسؤولي تنظيم القاعدة الذين سيطروا على شمال مالي خلال أشهر عدة من العام 2012، قبل أن يطردوا من المنطقة جراء تدخل عسكري فرنسي، وبعد طردهم من مالي تمركز نشاطه في منطقة المثلث على الحدود الجنوبية الليبية الفاصلة بين الجزائر والنيجر. وفي 2012 انفصل بلمختار عن تنظيم القاعدة لينشئ منظمته الخاصة تحت اسم «الموقعون بالدم»، ونفذ بعد ذلك اعتداء تيڤنتورين في عين أمناس بداية العام 2013. وأثارت العملية حينذاك، ردود فعل واسعة نتيجة وجود رهائن أجانب قتل منهم 37 ،مما أدى بالولايات المتحدة الأمريكية إلى رصد مبلغ خمسة ملايين دولار لمن يساهم في اعتقال بلمختار، بعدما اعتبرته أحد أخطر الإرهابيين في الساحل. وقام بلمختار بإعلان ما أسماه الوحدة بين كتيبته وحركة التوحيد والجهاد وأسماها «المرابطون»، وانتقل بعدها إلى منطقة جنوب ليبيا ليتخذها موقعا دائما له، ثم تنقل بعدها إلى مدينة درنة الليبية على الحدود مع مصر، وأنشأ مسجدا سماه مسجد المرابطين، قبل أن يتم توقيفه من طرف قوات مشتركة أمريكية وأخرى تابعة لما يعرف بقوات الجنرال حفتر.
المصدر: النهار الجديد