





نظمت سفارة الجزائر الشقيقة بموريتانيا مساء اليوم بنواكشوط حفل استقبال بمناسبة الذكرى الحادية والسبعين لاندلاع ثورة فاتح نوفمبر المجيدة، حضره ثلاثة وزراء موريتانيين هم: الخارجية والزراعة والوزير المنتدب بالداخلية.
كما حضر الحفل عدد كبير من المسؤولين والشخصيات السامية ونخب ومثقفين وساسة وإعلاميين وقادة رأي وفكر، إضافة إلى أعضاء الجالية الجزائرية في موريتانيا.
السفير الجزائري في موريتانيا سعادة”أمين صيد“أوضح في خطابه بالمناسبة أن هذه الذكرى تخلد يوما مجيدا من أيام الجزائر وملحمة فريدة في تاريخ كفاح الشعوب من أجل الحرية والانعتاق.
معتبرا أن إحياء هذه الذكرى هو حدث عظيم توج عشرات السنين من المقاومات الشعبية والكفاح المسلح، قدم فيه أبطال الجزائر، رجالا ونساء، في الداخل والخارج ملايين الشهداء والتضحيات الجسام من أجل أن يبقى هذا الوطن المفدى شامخا عزيزا بين الأمم.
وقال السفير الجزائري إن بيان أول نوفمبر لا يمثل مرجعية ثورة شعبية ضد مستعمر وضعت حدا لليل طويل من المعاناة والاضطهاد فحسب، بل هو الأساس الذي بنيت عليه قواعد الدولة الجزائرية وسياساتها في الداخل والخارج منذ سبعة عقود.
وأضاف أنه اعتبارا من هذا الأساس عملت الدبلوماسية الجزائرية، على الصعيدين الإقليمي والدولي، على تعزيز سيادتها واستقلالها، حيث بقيت ثابتة على مبادئها في الدفاع عن قضايا التحرر وحق الشعوب في تقرير مصيرها، حيث دافعت بلا هوادة عن حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته مستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وأعتبر أنه على نفس النهج، ترافع الدبلوماسية الجزائرية في منابر الأمم المتحدة وبالاستناد على قرارات الشرعية الدولية، من أجل حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وطي صفحة آخر مستعمرة إفريقية.
مذكرا بأن هذه الشرعية هي التي عبر عنها بوضوح قرار مجلس الأمن الأخير 2797، حيث أكد من جديد على مبدأ تقرير المصير وعلى ضرورة التوصل إلى حل سياسي عادل ومقبول من طرفي النزاع يتماشى مع أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
و بخصوص الساحل الصحراوي، أكد سعادة السفير أن الجزائر ستظل، رغم كل المناورات المكشوفة التي تستهدف المساس بمكانتها التاريخية ودورها الريادي والحاسم في حاضر ومستقبل هذه المنطقة، ستظل بلادي عونا وسندا لأشقائها من شعوب هذا الفضاء الحيوي، الذي تربطنا به أواصر العرق والدين والمصير المشترك.
وشدد سعادة السفير الجزائري علي أن الارتباط بالرسالة النوفمبرية لشهدائنا الأبرار دفعت الدولة الجزائرية، تحت القيادة الحكيمة للسيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، إلى فتح ورشات كبرى في البناء والتشييد تهدف إلى تحقيق نهضة اقتصادية واجتماعية نوعية وترسيخ دولة الحق والقانون.
وهو ما سيساهم في تعزيز مكانة الجزائر الاقتصادية في القارة الإفريقية ويدفع إلى انتقالها إلى مصاف الدول الناشئة في المستقبل القريب، يضيف سعادة السفير.
وربط سعادة السفير بين هذه الديناميكية الإيجابية التي يعيشها الاقتصاد الجزائري والزخم الذي تشهده العلاقات الجزائرية الموريتانية المتميزة والتي دفعتها إلى آفاق أرحب في مختلف مجالات التعاون، مبينا أن ذلك في الحقيقة هو ترجمة ملموسة للرؤية المشتركة للرئيس عبد المجيد تبون وأخيه فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني.
وأوضح سعادة السفير أن الجزائر عملت على مرافقة جارتها موريتانيا لمواجهة مختلف التحديات الداخلية والخارجية، إنطلاقا من التضامن الصادق والشراكة الأخوية والاحترام المتبادل، ليصبح اليوم محور الجزائر-نواكشوط أحد الثوابت الاستراتيجية لتنمية واستقرار فضاء الساحل وشمال إفريقيا.
واستعرض السفير الجزائري في هذا الإطار حصيلة سنة حُبلى بالمبادرات و المشاريع الثنائية بين البلدين: على غرار إنشاء اللجنة البرلمانية الكبرى بين البلدين و التوقيع على اتفاق تعاون مشترك في مجال الدفاع و عقد الدورة الثانية للجنة الأمنية المشتركة الجزائرية الموريتانية بالجزائر في يوليو المنصرم ، بالإضافة إلى المشاريع الهامة كالطريق البري تندوف -الزويرات ومشروع المنطقة الحرة وربط الجزائر بنواكشوط بخط بحري يمر شهريا عبر ميناء نواذيبو وفتح فروع جديدة لبنك الإتحاد الجزائري خارج العاصمة وتطوير شراكات في مجال الطاقة والصيد البحري.
ووجه سعادة السفير في ختام خطابه بأحر التهاني وأطيب الأماني إلى موريتانيا الشقيقة حكومة وشعبا، مع دخول شهر نوفمبر الذي تحتفل فيه موريتانيا بالذكرى ال65 لاستقلالها، راجيا من العلي القدير أن يديم على البلد نعمة الأمن والاستقرار والازدهار.


#المرابع_ميديا_
#تابعونا_
المرابع ميديا – al-maraabimedias موقع "المرابع ميديا" التابع لوكالة المرابع ميديا للإعلام والإتصال