خاص ـ المرابع ميديا: القصة الكاملة لحريق سوق تيشيت بالعاصمة ” تقرير مصور”

تختلف الروايات في المسبب الأصلي للحريق الذي شب أمس في سوق تيشيت بالعاصمة نواكشوط، فالبعض يعزي السبب إلى تماس كهربائي، فيما تذهب رواية أصحاب المحل “مستودع تجاري” الأكثر تضررا من بين المحلات التجارية المحترقة إلى أن الحريق شب إثر اشتعال النار في “بوتغاز” كان أحد العمال يحاول إصلاحها لإعداد الشاي.
عموما أيا كان السبب فإن النتيجة باهظة، فمن خلال تحقيق استقصائي لـ “المرابع ميديا” اكتشفنا أن الخسائر المادية التي مازالت في طور الفرز والتقييم هائلة جدا.
وبالرغم من محدودية المحلات التي تضررت من الحريق، إلا أن الخسائر بحسب تقديرات أولية بلغت حوالي الستين مليون أوقية.
وتؤكد مصادر قريبة من مالك المحل الذي كان أكثر تضررا، أن رأس مال المحل المنكوب يزيد على 120 مليون أوقية.
وتفيد بعض مصادرنا أن السلطات التي عاينت أمس السوق للإطلاع على حجم الخسائر قد أمرت بفتح تحقيق في الحادث، كما يتردد أنها قد تقدم تعويضات مالية للمتضررين لكنها معلومات تبقى غير مؤكدة.
.. ما بعد حريق سوق تيشيت
ساهم تدخل الحماية المدنية أمس مبكرا في إخماد الحريق، و حال دون انتشاره إلى باقي المحلات وسوق كابتال المجاور.. لكن النتيجة التي انتهى إليها على ثقلها فتحت جدلا داخل التجار والمسؤولين المحليين وفي الدولة.
ورآى المختار ولد محمد مسؤول في مجموعة نواكشوط الحضرية، أن الجهود التي تبذلها البلدية لإخلاء الشوارع والمساحات العمومية في السوق ساعدت في الحد من حجم الخسائر، كما أن البلدية التي باشرت عملها بعد التغلب على الحريق لم تقصر في مد يد العون لملاك المحلات المتضررة لإزالة ركام البضائع المحترقة وتنظيف السوق.
وبالرغم من ارتياح البعض لتعاطي الحماية المدنية والشرطة التي فرضت طوقا على المكان مخافة استغلال اللصوص والمخربين انشغال الناس للسطو على المحلات، إلا أن البعض لم يخف انتقاده للسلطات التي قال إنها ستلجأ قريبا إلى شن حملة شرسة جديدة على تجار البسطة الذين يحتلون الشوارع والواجهات التجارية.
وبين انتظار لما سيسفر عنه التحفيق في هذا الحادث، يتشكل رأي لدى الغالبية بضرورة استحضار وسائل السلامة في الأسواق.
فهل ستعيد السلطات والتجار النظر في قيمة السلامة بالنسبة للأنفس والممتلكات، لنتلافى مستقبلا ما هو أسوء؟ أم أن مزيدا من الإهمال والنسيان سيطمس معالم الحريق الذي وقع لنتفاجأ بمأساة أخرى قد تكون أعظم؟

اضغط على الصور لتكبيرها