المرابع ميديا- ولاية لبراكنه: مثلت بحيرة “لكراره” لسنوات طويلة محجة لآلاف السكان البداة بولاية لبراكنه ، وذلك لما تزخر به من مؤهلات رعوية وزراعية نادرة، إذ تعد واحدة من أكبر والوجهات لدى المنمين والمزارعين صيفا وشتاء ، حيث يعتمد هؤلاء المنمون عليها في سقي مواشيهم ويساعدهم تواجد الكلأ بها أطول فترة ممكنة على البقاء فصلين من السنة ريثما يأتي فصل الخريف وتنتعش البحيرة بفعل مياه الأمطار ويستمر انتعاشها خلال بقية العام.
“لكرارة” تحولت إلى أحراش ولم تعد وجهة المنمين بالولاية
كثيرا ما تضرب فصول من الجفاف مناطق واسعة شرق البلاد وجنوبها الشرقي، وليست لبراكنه بدعا منها إذ أن موجات الصيف ونضوب مياه الآبار وتراجع منسوب المياه خلال العام، وقلة التساقطات المطرية خلال فصل الخريف الماضي ، كلها عوامل جعلت بحيرة ” لكرارة ” تصبح طاردة لأهلها الذين ألفوها ولايعرفون وجهة غيرها، في السنين العجاف .
أضحت “لكرارة” اليوم بفعل صعوبة فصل الصيف واعتماد المنمين الذين يأتون بأبقارهم هنا صيفا وشتاء وحتى بداية موسم الخريف عليها أشبه بصحراء قاحلة، فمياهها نضبت، وما تبقي منها طيني لا يصلح لشرب الحيوان أحرى الإنسان ، زيادة على أن نضوب المياه حول وجه البحيرة إلي طين يمسك المواشي وخصوصا الأبقار التي هي أكثر الماشية استيطانا في المنطقة وأكثرها تنمية لدى البداة من سكان المنطقة.
ولم تعد البحيرة – كما كانت سابقا – وجهة المنمين بولاية لبراكنه ذلك أنها لم تعد تحقق من حاجيات السكان الذين ينتجعون إليها في فترات الصيف طمعا في المياه والكلأ لمواشيهم سوي ما يناهز 10 بالمائة، فأصبح أغلبهم يعتمد في سقاية مواشيه على بعض الآبار والعيون المتناثرة شمال وجنوب المنطقة. والمنمون هنا باتوا يتحدثون باستمرار عن شح مصادر المياه وغلاء علف المواشي ، وغياب تام لأي دعم من الدولة لهم بإعتبارهم يمثلون ركيزة من ركائز التنمية بالولاية.