Zwei Fotos im Frame
Foto 1 Foto 2

فاطم محمد فال .. عندما تهمش العقول وتغَيب الكفاءات

تعتبر الصحفية فاطم محمد فال إحدى النساء القلائل اللاتي برزن في مجال الاعلام السمعي ، وضعت لنفسها بصمة في المجال الإعلامي منذ دخولها إليه ، مقدمة بذلك صورة ناصعة للمرأة الموريتانية وللاعلاميات بصفة خاصة .

سأحاول في الخرجة الأولى من (كفاءات وطنية) الحديث من موقع العارف بالسيدة فاطم محمد فال عن بعض خصال امرأة تستحق مكانة لائقة بدل التهميش والاقصاء ، ولكم الحكم .

عند إعداد رسالة تخرجي من الجامعة سنة 2012 التي كانت بعنوان (الاعلام والتنمية … إذاعة لعيون الجهوية ودورها في التنمية نموذجا) ، في الجانب الميداني من الرسالة قررت الذهاب إلى مقر المحطة الجهوية لإذاعة موريتانيا بلعيون حيث كانت الصحفية المتميزة فاطم محمد فال ترأس المحطة آنذاك ، استقبلتني بكل احترام وأبدت تعاونا قل نظيره .

أجريت معها المقابلة الأولى بتاريخ 07/02/2012 الساعة 8:30 صباحا ، المقابلة الثانية بتاريخ 14/03/2012 الساعة 9:30 صباحا ، لاحظت حينها معرفتها العميقة بالمجال ، وردّت بكل أرحية على كافة نقاط الاستبيان الذي قدمته لها في اطار البحث ،

وبعد الانتهاء أخبرتني بأن المحطة ترحب بي بعد تخرجي من الجامعة ، فكانت الفرصة التي تمنيت بحكم اهتمامي بهذا المجال منذ نعومة أظافري ، فعلا عدت إلى لعيون بنفس السنة عملت بوصفي صحفي متدرب ، أعد وأذيع التقارير الإخبارية والبرامج الحوارية ، مقدمة لي بذلك تكوينا ميدانيا كان له الأثر الواضح على مسيرتي في مجال الاعلام رغم إنني لم ألتحق بعدها بأية مؤسسة إعلامية لمعرفتي المسبقة بالظروف الصعبة لأصحاب هذه المهنة المتعاونين منهم بصورة أخص .

خلال تجربتي القصيرة كصحفي متدرب مع الرئيسة لاحظت جملة من النقاط الايجابية التي تستحق عليها الصحفية فاطم محمد فال تولي أعرق المؤسسات الإعلامية الوطنية نذكرها على النحو التالي :
●المعرفة والخبرة
●الإدارة
●الحضور
●الكاريزما والصرامة
●الأداء المتميز
●العمل بمهنية
●البحث عن مصالح العمال
●الابتعاد عن الزبونية والمحسوبية

ولعل هذه النقاط هي ما جعلت محطة لعيون الأولى على المستوى الوطني في الانتاج المحلي وكرمت على أساسه رئيسة المحطة وطاقمها المتميز .

الآن وبعد كل ما سبق ذكره نطرح جملة تساؤلات لعلها تصل إلى من يهمه الأمر حتى وإن لم نجد لها جوابا :

هل يعقل أن تجلس سيدة بحجم الصحفية فاطم محمد فال على دكة البدلاء ويتم تهميشها بدون وجه حق ، كيف لمن يريد اعلاما وطنيا متميزا أن يهمش الكفاءات ويغيب الخبرات؟
كيف يعاد تدوير من فشل في كل مهمة كلِف بها أو مسؤولية أوكلت إليه ، وتشوبه شبه فساد إداري أو مالي ويترك أصحاب الكفاءات على قارعة الطريق ؟
إن إقصاء وتهمش الكفاءات يجعلنا ندور داخل حلقة من سوء التسيير ، وتكريس المحسوبية والزبونية ، وفساد المال العام وانتشار تجار المصالح الشخصية (والكوكاسة) وهو ما نسعى للفت الانتباه له بأسلوب لا تشهير فيه ولا غِلظة .

أنا مدرك مثلكم تماما أن أمثال فاطم محمد فال كثر وفي جميع القطاعات .
ولكن ….
عندما تغيب الكفاءات ويهمش أصحاب العقول
هكــذا تكون النتيجة !!!!!

نتمنى في ظل التوجه الجديد أن يجد أصحاب الكفاءات الوطنية مكانتهم اللائقة ، ليخدموا وطنهم بكل جدية واخلاص ويضعوا بصماتهم في تطبيق مختلف البرامج الوطنية في جميع القطاعات .

بقلم: أحمد بوب ولد الداه (الداودي)