13 مايو 2024 , 11:20

رسالة/ إلى السيد: الرئيس محمد ولد عبد العزيز قبل الساعة صفر / بقلم: المهندس الحضرمي ولد محمد ولد انداه

mohandissو أنا أتابع الأخبار السياسية لبلدي ،أحسست بشئ ما يشدني لأخاطب أكبر شخصية فيه ،ألا وهو رئيس الجمهورية ،رئيس الإتحاد الإفريقي السيد: محمد ولد عبد العزيز ،لقناعتي الراسخة بوجود رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ـ خدمة لهذا الوطن ـ ،بسعيهم الدؤوب لوضع قاطرة موريتانيا على السكة الصحيحة بعيدا عن الإنتماءات السياسية الضيقة.
دعوة من القلب ،و أرجوا أن تصل إليه ،سيدي الرئيس: إنَّ الحوار المتعثر ،و الذي ينتظر رصاصة الرحمة لا قدر الله ،في حال ما إذا قررتم إغلاق باب الترشح ،موصدين الباب أمام مرشح جادٍّ ،به يُؤزر نصرُ الفائز ،وتدخل البلاد انتخابات رئاسية توافقية ،تُخرجها من أزمة سياسية ،الخروج منها هو مفتاح دخولنا المحافل الدولية من أوسع أبوابها ،فبدون مشاركة المعارضة ممثلة في “المنتدى” تظل الانتخابات “التي حُدد يوم السادس من يونيو” موعدا لانطلاق حملتها تفتقد لأهم المقومات التي بدونها لا نجاح لأي تجربة ديمقراطية ،فالتوافق السياسي يُصلح ،ولا يُفسد ،خصوصا إذا ما “خَلُصتِ النياتُ”.
صحيح أنكم دعوتم للحوار أكثر.. من مرة ،وتكررت الدعوة إليه قبل يوم الأمس على لسان الوزير الأول الدكتور مولاي ولد محمد لقظف أثناء تقديمه لبرنامج الحكومة أمام” برلمان يعيد إلى الأذهان تجربة عدم التوافق السياسي” ،بالرغم من الإختلاف ،والبون الشاسع بين الانتخابات البلدية ،و البرلمانية ،والانتخابات الرئاسية ،التي تعتبر محددا أساسيا من محددات النمو في البلد وجلب المستثمرين إليه،يضاف إلى ذلك ما سيحدثه التوافق في نفوس المواطنين البسطاء الذين يتفرجون على هُـوَّةِ الخلاف وهي تتسع.. يوما بعد يوم بين من أوكل إليهم مهمة التحدث عنه ،وخولهم اتخاذ القرار بإسمه ،فما أجمل “العفو عند المقدرة” ،و إقامة الحجة على من لا يريد الخير لهذا البلد ،بحرصه على خرق سفينة الوطن التي تُـقلنا جميعا،فلتتخذ القرار يا سيادة الرئيس ،”و أنت الذي عودتنا على اتخاذ القرارات الشجاعة ” بأن تدعوَّ إلى استئناف الحوار مجددا ،وتمديد فترة إيداع الملفات ليتمكن خصومكم السياسيين من المشاركة في انتخابات الشعب الموريتاني من سيحدد الأجدر لكسبها.
و لتعلم يا سيادة الرئيس أنَّ من يسابقون الزمن اليوم لتنظيم المبادرات التي ـ تدعوكم للترشح لمأمورية ثانيةـ ضاربين صفحا عن دعوتكم إلى الحوار الصريح ،والجاد خدمة لموريتانيا الحبيبة ،لا يريدون لكم ،ولا لهذا الوطن الأمن ،والإستقرار بقدر ما يسيرون سيرهم المُنبتُّ ممتطيين الوشاية للتفرقة بين الأشقاء ،كي يوقعوكم في فخ أنتخابات “الداعم بإخلاص” لكم هو المتضرر الأول منها، فمن يقود ـ قارة بأكملهاـ من الأفضل أن يتريث كي يقود التوافق السياسي في بلد تتربص به أياد خفية أماطت اللثام عن نفسها يوم هددت السلم الأهلي للمواطن الموريتاني في عقر داره ،فمزقت المصحف الشريف بالتزامن مع إشرافكم الشخصي على تدشين قناة المحضرة !.
فل تتريثوا يا سيادة الرئيس حتى تخرجوا البلد من الأزمة السياسية التي يعيشها اليوم ،لا أن تدخلوا في انتخابات وصل الترشيح الذي سيحمل “الرقم الثالث” فيها بات من شبه المؤكد أنَّ الأوفر حظا لتسلمه شخص له ” سوابق عدلية قبل أن تكون له لواحق” تخدش كيان المجتمع ،وتهدد تماسكه ،وسلمه،فل تتريثوا يا سيادة الرئيس حتى لا تكونوا كالأظل الموطوء،و العَجب الموجوء.
بقلم المهندس الحضرمي ولد محمد ولد انداه
الجزائــــر بــــــتاريخ 07 مايـــو 2014

شاهد أيضاً

لماذا غزواني ثانية؟ / محمد محمود أبو المعالي

لا جَرم أنه ما جانف الصواب من طرح اليوم السؤال عما ينتظره الموريتانيون من ترشح …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *