17 مايو 2024 , 4:59

رموز الإخوان.. ملاحظات وتساؤلات / بقلم: الدكتور محمد إسحاق الكنتي

indexفي تدوينات سابقة أوردت بعض الملاحظات المتعلقة ببعض رموز الإخوان. ملاحظات، وتساؤلات تدخل ضمن إطار مناقشة الفكر والسياسة والدين مع حزب سياسي يطرح رؤية أيديولوجية، وصاحب خلفية إسلامية. دأب المعلقون من نشطاء الحزب على الإسهاب في تعليقات لا صلة لها بالأسئلة والملاحظات.

لم أحذف تعليقا واحدا، ولم أعلق على أحد، ولم أحذف أحدا، ولم أرد طلب صداقة مهما كان شعاره، والإسم الذي يتخفى خلفه، لسبب بسيط هو أنني ما دمت أعبر عن رأيي بكل حرية، فلا ينبغي أن أحرم “أصدقائي” من تلك الحرية.

وما دمت أعرض رأيي على القراء فينبغي أن يتسع صدري، وتتسع صفحتي لتعليقاتهم، مهما بدت أحيانا لاذعة، وبعيدة عن الموضوع غالبا… لكن ما لم أستطع فهمه هو وسيلة القمع التي يرفعها البعض في وجه كل من ينتقد رأيا، أو يتساءل عن صحة قول ينسب إلى عالم! والواجب شرعا هو التدقيق في أقوال العلماء، وتمحيص آرائهم حتى يتبين المولعون بالتقليد مآخذها.

فحين يجتهد العالم ينبغي أن يؤصل اجتهاده، وحين يروي ينبغي أن يستوثق من روايته. والواجب على من لا يقاسمه الاجتهاد، ويطعن في روايته أن يبين ذلك، لينفي العالم شبهاته، أو يرجع إلى الحق إن تبين خطأ اجتهاده وتهافت روايته. أما أخذ كل ما يقوله العالم على أنه القول الفصل، خاصة إذا كان العالم منتسبا لمنظمة سياسية يدعو لها وينافح عنها، فهو شبيه بمن قال الله فيهم.. (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله…). والأحبار هم العلماء.

وفي حديث عدي بن حاتم..”…قلت يا رسول الله إنا لسنا نعبدهم! فقال أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه، ويحلون ما حرم الله فتحلونه؟ قال: قلت بلى. قال: فتلك عبادتهم.” تقليد العامة الأعمى للعلماء، واستغلالهم من طرف السياسيين هو الذي أجج فتنة الربيع التي أتت على الأخضر واليابس، وحمل لواءها علماء، جعلوا قتلى المظاهرات شهداء، وأحلوا دماء المسلمين وأموالهم دون أي دليل، ويتنصل بعضهم اليوم من كل ذلك!

باختصار.. أريد من علماء الإخوان أن يخرجوا حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه، الذي يقول فيه الشيخ..” سئل علي بم بعثك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فرفع يده (ورفع الشيخ رمز رابعة) فقال بعثت بأربع…” الحديث بهذه الرواية لا أصل له، والشيخ يعلم أن لا أصل له. وأتحدى من يخرجه بهذه الرواية الموجودة على اليوتيوب في تصريح للجزيرة يوم النحر بمنى!

قال الشيخ إن عمر أوصى بأن لا يبقى الولاة أكثر من أربع سنوات. أين وردت الوصية؟ ولماذا لم يعمل بها الخلفاء من بعده؟ ولماذا لم يذكرها أي من مؤرخي الإسلام؟ قال الشيخ “في العمق” إنه كان معارضا لغزو النيتو لليبيا، لماذا لم يصرح بذلك في حينه؟

ثم زعم في نفس المقابلة أن جمعيته أبلغت وزارة الداخلية بزيادة “الدعوة”، وأعطتهم وصلا بذلك. أين الوصل؟ ولماذا لم يبرزه في المقابلة؟ ليجب أحد من الإخوان، أو من غيرهم، على هذه الأسئلة الواضحة.. فإن لم تفعلوا، ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة…

ما أستغربه كذلك من الإٌخوان هو إصرارهم على أن أسكت. لم يطالبني أحد بدليل على ما أقول، ولم يقل أحد كذب الكنتي. عجيب أمر هؤلاء ينهون عن الصدق سترا على الكذب…

*مستشار رئيس الجمهورية

شاهد أيضاً

ولد الطيب : الحكمة والمسؤولية سمات لازمت قيادة حزب التكتل

بسم الله الرحمن الرحيم.لم أتفاجأ بالقرار الصائب الذي اتخذه حزب التكتل بدعم المرشح فخامة الرئيس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *