17 مايو 2024 , 6:16

زيارة الملك للداخلة.. استفتاء شعبي على مغربية الصحراء

داخلةقبل أيام معدودة من الاجتماع السنوي لمجلس الأمن الخاص بتمديد مهام بعثة المينرسو، يحل الملك محمد السادس بمدينة الداخلة؛ عاصمة إقليم جهة وادي الذهب الكويرة، في زيارة استجمام ونقاهة، غير أنها تحمل الكثير من الرسائل السياسية

نظرا لتزامنها مع تقرير الأمين العام للأمم المتحدة، بان غي مون، والذي كان موضوع الاتصال الهاتفي الأخير للملك محمد السادس به، وتحذيره من «المقاربات المنحازة» في ملف الصحراء المغربية

الزيارة الملكية ستكون بمثابة استفتاء شعبي على مغربية الصحراء، حيث يتوقع المراقبون أن يعبر مئات الآلاف من ساكنة الأقاليم الجنوبية عن تعلقهم بالعرش العلوي وبالوحدة الترابية للمملكة من خلال مظاهر الاستقبال ومضامين الأحاديث التي سيدلون بها أمام الملك وللصحافة الوطنية والدولية؛ وحتى في تعابير الفرح والسرور بالزيارة الملكية التي سيجد فيها المواطن الصحراوي المغربي نفسه مطالبا برد الجميل والاهتمام السامي للملك بهموم الشعب اليومية

وتعتبر زيارة العاهل المغربي لمدينة الداخلة الساحلية في هذا الظرف بالذات، بمثابة رسالة ضمنية موجهة للرأي العام الدولي، تؤكد الاهتمام الملكي بمتابعة ظروف حياة مواطنيه في الأقاليم الجنوبية، وحرصه الشخصي على الانتقال إلى حيث يتفحص تفاصيل المشهد دونما وسيط ليتسنى له وضع الحلول العاجلة والمناسبة، وبناء تصور حقيقي يفضي إلى الرفع من مستوى معيشة وظروف المواطن المغربي في الجنوب

كما أن الرسالة الثانية المستوحاة من الزيارة الملكية تتلخص في أن حديث جلالته الهاتفي مع الأمين العام للأمم المتحدة بان غي مون انطلق من قناعة راسخة لدى رأس الدولة المغربية، ومن خلفه الشعب المغربي بمختلف مشاربه السياسية والاجتماعية والجهوية، لن يساوم في وحدته الترابية التي يعتبر المساس بها خطا أحمر لا يمكن التعدي عليه أو الانتقاص منه، مهما كانت مكانة أو عظمة المعتدي

فالقانون الدولي يكفل للمغرب، ولغيره من الدول ذات السيادة، وضع حد لمهام أية بعثة أممية أو قارية تحاول التطاول على سيادته المحمية بدستور البلاد وبالقانون الدولي، خاصة أن العرش العلوي لم يتهاون يوما في صيانة الوحدة الترابية للمملكة

إن القصر الملكي يسعى من خلال زيارة العاهل المغربي لمدينة الداخلة إلى التأكيد على أنه يشرف على شؤون الصحراء المغربية عن قرب، وأن الملك الشاب لن يترك جزءا من شعبه عرضة لتضليل انفصاليين تدعمهم ثلة من عسكريي الجزائر وحفنة من المتاجرين بمعاناة آلاف المحتجزين في مخيمات تيندوف منذ نحو أربعة عقود

فهل سيستوعب المرجفون في المجتمع الدولي الدرس الذي تلقوه على مدى سنوات؟.. أم أنهم بحاجة لدرس جديد يحمل عنوان “قرار روتيني جديد يتعلق بتجديد مهمة بعثة المينيرسو”، دون أن يتطرق للتعديل الذي يسعى البعض له في ظل  فشل المساعي التي تصطدم بصخرة الثقة الدولية الكبيرة في احترام المملكة المغربية لحقوق الإنسان في الدولة برمتها، وتحديدا في أقاليمها الجنوبية، وتقديمها لحل الحكم الذاتي الذي لاقى قبولا منقطع النظير نظرا لجديته وواقعيته وإنصافه

إسماعيل الرباني

عن الوئام

شاهد أيضاً

ولد الطيب : الحكمة والمسؤولية سمات لازمت قيادة حزب التكتل

بسم الله الرحمن الرحيم.لم أتفاجأ بالقرار الصائب الذي اتخذه حزب التكتل بدعم المرشح فخامة الرئيس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *