في كل تجارب الشعوب هناك لحظة فارقة تجسد إرادتها نحو التغيير، وفي بلدنا تكمن هذه الإرادة في اقتناع النخبة السياسية العريضة بأن عجلة التاريخ تتحرك مما يستدعي التحلي بقدر من العقلانية والحكمة لمعالجة الأمور.
فالحفاظ على الموجود أولى من تضييع الفرص التي قد لا تتكرر كثيرا.. ومهما بلغت الخلافات السياسية يظل الحوار السبيل الوحيد لحل مشاكلنا أيا كانت تلك المشاكل.
إن أزمتنا الراهنة التي يحاول البعض إعطاءها صفة “الأزمة العميقة” و من ثم يحاول الهروب من استحقاق الحوار لحلها، هي أزمة فرضتها بيئة سياسية مسكونة بالصراع السلبي، وقد حان الوقت لأن يمتلك السياسيون سلطان إرادتهم لمراجعة هذا النهج التقليدي وهذه الرؤية المتطرفة من الآخر (الوطني) لكي نستعيد ثقتنا بأنفسنا ونبدأ صفحة جديدة ملؤها الإستعداد للتصالح والمشاركة في بناء الوطن.
لا خيار أمام النخبة السياسية اليوم سوى الحوار، وكل ما سواه سيعيدنا إلى المريع الأول.
و إن أي تنازل لا يتعارض مع روح الدستور والمصلحة الوطنية يظل موقفا يحسب لهذا الطرف أو ذاك، ووسام شرف ستذكره الأجيال للذين ساهموا فيه وسيذكره لهم العالم.
فالرجاء.. كل الرجاء من السياسيين المشاركين في الحوار استعادة لحظة امتلاك إرادتهم ليصنعوا التاريخ.
المرابع ميديا – al-maraabimedias موقع "المرابع ميديا" التابع لوكالة المرابع ميديا للإعلام والإتصال