29 أبريل 2024 , 0:06

في ذكرى خطاب الترشح فاتح مارس 2019

لم يتعهد محمد ولد الشيخ الغزواني في خطاب ترشحه لرئاسيات 2019 بالقطيعة مع الماضي ولم يتوعد من سبقوه بمقاضاتهم على أخطاء محتملة إن كانوا قد ارتكبوها.. كما أنه لم يلتزم بخلق فردوس لمن طلب منهم أن ينتخبوه…
إلتزم المرشح فقط بتسخير كفاءته وتجربته وطاقاته وكل كيانه لخدمة موريتانيا وشعبها لإضافة لبنة إلى البناء الوطني بإصلاح ما يتأنى إصلاحه… دون لغط…
شكل يوم الفاتح من مارس 2019 يوما لضخ دم جديد وشكل مستجدا من الالتزام الشخصي أمام جماهير ملت الوعود والكلام الناعم عند من يطلب منهم التزكية…
اختار المترشح خلق جو حميمي مع الشعب وإبراز سريرته الطيبة التي تكرس “الاجتماعية” ومثل ذلك خطوة طيبة تقربه للنفوس ليظهر على حقيقته الإنسانية المحببة. لكون هذه الاجتماعية هي البرهان على التواضع و التٱزر عند الحاجة و القرب من المواطن…
و “أنا” المتكلم بضمير المفرد يتحدث عن قيم الإنصاف والعدل والتسامح والحلم -بكسر الحاء. تلك هي القيم التي التزم المترشح بجعلها أساس لحكمه وعمادا لحكامته وهو الذي قال حينها : “إن للعهد عندي معنا”… عبارة تحيي علاقة الثقة المفترضة بين القائد و الشعب…
هكذا تمكن من إصلاح ما أفسدته يد الدهر وطغيان الإنسان على العديد من المستويات. بدأت التهدئة السياسية والاجتماعية وما صاحبهما من إجراءات كفيلة بإضفاء صبغة أخلاقية على عموم مسلكيات القائد…
من مظاهر قوة الرجل جعل هذه السلوك تشع براقة على الحالة العامة التي تظاهر في البعد الروحي للرجل والبعد المهني للقائد مما يقتضي الرحمة مع الصرامة وهما شيمتان تحصنانه من أن يتملكه الغير…
ونحن على يقين من إن المشروع الذي تعهد به شخصيا سنة 2019 وحوله إلى ملموس هو الأساس للمشروع الوطني ذي البعد التشاركي و الاندماجي والذي يخدم البلد ليشكل صمام أمان امام الانجرافات المحتملة التي تهدد منطقتنا إن على المستوى الإقليمي أو القومي…
الطريق مازال طويلا…
في ستينات القرن الماضي كان التحدي القائم هو فرض الوجود.. كدولة مستقلة ذات سيادة.. و في السبعينات والثمانينات كان تحدي الهوية والاستقلالية قائما أمام تهديدات الجفاف و الحرب و تردي الوضعية الاقتصادية… وفي مطلع القرن الواحد والعشرين كان الأمن والاستقرار يشكلان الخطر الأكبر… أما اليوم فالتحدي يكمن في تقوية الجبهة الداخلية وبلورة استراتيجية اقتصادية واجتماعية تخرجنا من دائرة الدول الفقيرة إلى مستوى الدول الناهضة… ولذلك يجب البنيان على ما أسس في مأمورية “العافية” والتعافي بعد أن صمدنا سنين أربع أمام أزمات منها السياسي (ملف العشرية وما صاحبه من لغط) والصحي (كورونا) والاقتصادي (تأثيرات الحروب في العالم) بفضل حكامة تميزت بالرشد والنعومة.

الأستاذ محمد فال ولد عمير

المدير العام السابق للوكالة الموريتانية للأنباء 

شاهد أيضاً

الْمَقْصُورَةُ فِي الْمَسْجِد.. / القاضي أحمد ولد المصطفى

المقصورة في المسجد : باستغلال، وجمع مختصر للغاية بين كلام اللغويين والفقهاء هي مكان يُتَّخَذُ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *