الشراكات بين لندن والرباط تنتظر الاعتراف الصريح بمغربية الصحراء

أعادت الدعوة التي وجهها النائب البريطاني ليام فوكس، وزير الدفاع الأسبق، إلى حكومة بلاده لاتخاذ موقف أكثر فاعلية وتقدما بخصوص ملف الصحراء المغربية على أساس مقترح الحكم الذاتي، إلى الواجهة مسألة اعتراف لندن الصريح بمغربية الصحراء، على غرار ما فعلته حليفتها الاستراتيجية واشنطن، خاصة مع تنامي دعوات مجموعة من النخب السياسية والبرلمانية البريطانية في هذا الصدد، وتكريس قضاء هذا البلد الأوروبي سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية.

وتربط المغرب وبريطانيا علاقات متميزة تعززت بشكل كبير منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وتوقيعها اتفاقية شراكة شاملة مع الرباط أثمرت تحقيق المبادلات التجارية بين البلدين أرقاما قياسية، إذ بلغ التبادل التجاري بينهما عند متم النصف الأول من العام الماضي أكثر من 4 مليارات دولار، كما عينت لندن مؤخرا مبعوثا تجاريا خاصا إلى المغرب، إضافة إلى المشاريع المشتركة التي انخرط فيها البلدان في قطاعات عدة، أبرزها قطاع الطاقة النظيفة.

ويرى متتبعون أن تشبيك البلدين علاقاتهما ومصالحهما وحرصهما المستمر على تعزيز هذه العلاقات ثم وعيهما بطبيعة التحولات الكبرى التي يشهدها العالم، وخاصة وعي بريطانيا بانتظارات المغرب ومعرفتها الجيدة بطبيعة المحددات التي وضعتها الرباط في إطار تدبير علاقاتها الخارجية، كلها مؤشرات، إلى جانب أخرى، تنطوي في مجملها على قرب اعتراف الحكومة البريطانية بسيادة المغرب على صحرائه، مع ما قد يعني ذلك من تحول جذري في دينامية هذا النزاع المفتعل.

هسبريس