28 أبريل 2024 , 4:51

النص الكامل لمقابلة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني مع صحيفة لوفيغارو الفرنسية

يرى رئيس مجموعة دول الساحل الخمس أن الوضع أصبح «أسوأ” أكثر من أي وقت مضى في هذه المنطقة من القارة.

لقد أصبحت موريتانيا اليوم، بعد عهد طويل من الانقلابات منذ الاستقلال في سنة 1960، نموذجا للاستقرار في منطقة الساحل، في الوقت الذي يتنامى فيه الرفض لفرنسا في هذه المنطقة الأفريقية المعرضة بشكل متزايد لنشاط الجهاديين والجماعات المسلحة بجميع أنواعها، والتي تعبرها أمواج كبيرة من المهاجرين.

وقد استقبل محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي انتخب رئيسا للجمهورية الإسلامية الموريتانية سنة 2019 والذي من المنتظر أن يترشح في سنة 2024، لوفيغارو الفرنسية في القصر الرئاسي في انواكشوط، عاصمة البلاد.

نص المقابلة:

– لوفيغارو: استدعت فرنسا سفيرها في النيجر فيما تستعد لإجلاء جنودها الموجودين هناك. هل يعني هذا الانسحاب فشلا للوجود الفرنسي في منطقة الساحل؟

– محمد ولد الشيخ الغزواني: لن أقول إن ذلك يمثل فشلا أو إهانة لفرنسا كما سمعت، لكن انسحابها كان قرارا صائبا.

أما فيما يعني موريتانيا، فقد دانت الانقلاب في النيجر، كما دانت كل الانقلابات التي سبقته في منطقة الساحل.

– لوفيغارو: هل يمكنكم استقبال 1500 جندي فرنسي الذين سيغادرون النيجر من هنا إلى نهاية العام على أراضيكم؟

– محمد ولد  الشيخ الغزواني: لا أرى أن موريتانيا، تمثل استراتيجيا أو جغرافيا البلد الأفضل لاستضافة قوات خصصت لمحاربة الإرهاب في منطقة الساحل.

إن عمل قوات مخصصة في جهاز كهذا يهدف لمكافحة الإرهاب، يكون منطقيا أكثر من بلد يقع أكثر في المركز أو بالقرب من ميدان التدخل. ثم إن موريتانيا لم تشهد أي هجوم إرهابي على أراضيها منذ سنة 2011، ولا شك أن حاجتها إلى مساعدة قوة متعددة الجنسيات أصبحت أقل.

– لوفيغارو: هل تتفقدون أخبار الرئيس النيجيري المخلوع محمد بازوم، المحتجز في مقر الرئاسة في نيامي؟

– محمد ولد  الشيخ الغزواني: أتحدث معه عبر الهاتف من وقت لآخر. إنه محتجز بالفعل مع زوجته وابنه سالم. وهو في صحة جيدة ويقول لي إنه بصحة جيدة، حتى لو  – لم يغب عن أحدً – أن ظروفه المعيشية ليست جيدة. إلا أنه يحافظ بالرغم من ذلك على معنوياته مرتفعة.

– لوفيغارو: لقد شهدت مؤخرا، باستثناء موريتانيا، أربع من دول الساحل الخمس (تشاد والنيجر وبوركينا فاسو ومالي) انقلابات أو تغييرا على رأس البلاد. هل ماتت في هذا السياق الجديد، مجموعة دول الساحل الخمس، التي أنشئت في سنة 2014 لمكافحة الإرهاب و التخلفالتنموي، ثم دعمتها فرنسا؟

– محمد ولد  الشيخ الغزواني: لا. أؤكدها لكم جزما. مجموعة دول الساحل الخمس لم تمت. بل ماتزال هذه المنظمة، التي أترأسها حاليا، على قيد الحياة. ولم يخرج منها حتى الآن سوى دولة مالي. إن الأسباب وراء إنشاء هذه المنظمة – مكافحة الإرهاب والجهود المشتركة من أجل التنمية – ما تزال قائمة. ولا تزال تحدياتنا المشتركة قائمة.

إن لدينا فيما يتعلق بالجانب الإنساني، مساعدات جديرة بالثناء، ولكنها غير كافية، من وكالات الأمم المتحدة. إن ظاهرة الهجرة التي من المحتمل أن تؤدي إلى زعزعة الاستقرار تقلقني كثيرًا..

– لوفيغارو: إن علاقات فرنسا مع كل من المغرب والجزائر صعبة، و تزداد تعقيدا بسبب قضية الصحراء الغربية. ما هو موقفكم من هذا الموضوع؟

– محمد ولد  لشيخ الغزواني: لقد ظلت موريتانيا تقليديا، متمسكة دائما بموقف الحياد فيما يتعلق بهذه القضية. وقد حافظنا منذ   2019،  على هذا الحياد -دون أن يعني ذلك عدم الاكتراث- مع جعله إيجابيًا. أما بالنسبة للعلاقات بين فرنسا والمغرب، فلم يطلب منا أحد أي شيء، علاوة على ذلك، كما أنه لا علم لنا بوجود خلاف بين هذين البلدين.

بل نعتقد أن ما يربطهما أقوى مما يمكن أن يفرقهما. كما أننا على استعداد دائمًا للعب دورنا كأصدقاء، لكنني أعتقد أن لا فرنسا و لا المغرب بحاجة إلينا للتحدث بعضهم لبعض. إنه بالرغم من وجود خلافات بين الدول الصديقة، فإن حكمة القادة قادرة بشكل دائم على حلها. وفيما يتعلق بموريتانيا فهي حلقة وصل بين العالم العربي وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. إنها تبذل قصارى جهدها للجمع بين الإثنين.

– لوفيغارو: هل لا يزال لفرنسا مستقبل في أفريقيا؟

– محمد ولد  الشيخ الغزواني: إنها الدولة الغربية التي تعرف أفريقيا أفضل من غيرها، والتي تربطها بها علاقة استثنائية. إن فرنسا لديها تاريخ مشترك مع أفريقيا، وبالتالي لها مستقبل. إن لدينا مع أوروبا بشكل عام وفرنسا بشكل خاص، ماضٍ مرتبط ليس فحسب، بل أن جغرافية وثقافة وحضارات عوالم البحر الأبيض المتوسط تجبرنا على مواجهة تحديات اليوم والغد معًا.

ومع ذلك، إذا كان لفرنسا مستقبل واضح في أفريقيا، فيجب أن يكون لأفريقيا مستقبل أيضًا في فرنسا وأوروبا والغرب. وهذا المستقبل مشترك ولا يجوز تصوره على حساب الآخرين، لا في هذا الاتجاه ولا في الآخر. ويتعين علينا أن نعيد بناء هذه العلاقة على أساس ما هو موجود بالفعل وإيجابي، وليس فقط على المستوى العسكري، حتى تكون النتيجة مربحة للجانبين. إن علينا معًا أن نتصدى للتحديات المرتبطة بتصاعد تيارات الكراهية في أوروبا وإفريقيا، والقضايا الأساسية مثل الهجرة والتعاون بين الشمال والجنوب، من أجل هيكلة استجابات مشتركة تتسم بالاحترام المتبادل والعدالة و”الإنصاف”.

لوفيغارو: هل ستترشحون لإعادة انتخابكم في 2024؟

– محمد ولد الشيخ الغزواني: سأستجيب لإرادة الأغلبية والشعب.

– لوفيغارو: بمعنى أنكم ستترشحون ؟

– محمد ولد الشيخ الغزواني: الأمر متروك لك لتأويله

شاهد أيضاً

رسميًا.. اكتمال عقد أندية قارة أفريقيا في كأس العالم للأندية 2025

اكتمل عقد المتأهلين، وتعرفت القارة الأفريقية على فرسانها الأربعة المشاركين في كأس العالم للأندية 2025، بعد …