ازويرات : خياطة الخيام مهنة تستقطب العديد من النساء في الولاية

مع بدء موجة التنقيب التقليدي عن الذهب في عدة انحاء من ولاية تيرس زمور ظهر سوق خياطة الخيم وبيعها للمنقبين الذين يتوافدون على مدينة ازويرات من حين لآخر.

وكل ما زاد إقبال المنقبين على المدينة يزداد الطلب على الكثير من الحاجيات واللوازم الضرورية للمنقبين وفي مقدمتها الخيم التي هي بمثابة بيت متنقل يوفر لصاحبه الحماية من أشعة الشمس الحارقة والبرد الغارس في تلك المناطق المعروفة بشدة بردها في فصل الشتاء وحرها في فصل الصيف.

ونظرا لأهمية الطلب على الخيام وضرورة خلق فرص شغل للنساء في هذه المدينة العمالية اقبلت عشرات النساء على ممارسة مهنة خياطة وإنتاج الخيم وبيعها بأسعار توفر لهن دخلا يساعدهن في تدبير حياتهن اليومية.

وتعاني هذه المهنة العديد من الصعوبات أبرزها عدم وجود مكان مناسب لعرض هذا المنتج المحلي الذي يتعرض للترحيل من مكان إلى مكان من طرف ملاك الأراضي التي يستخدمونها من أجل عرض بضاعتهن حسب السيدة تكيبر بنت لفرك، التي تعمل في مجال خياطة وبيع الخيم.

وأضافت أن ارتفاع اسعار القماش أو “الخنط” كما تسميه الذي يشكل المادة الأولية لصناعة الخيم في ظل الركود الذي يشهده سوقهن يزيد من معاناة العاملات في المجال حيث اصبحن بين خيارين إما الاحتفاظ بالبضاعة أو بيعها بالخسارة، لأن صافي الربح بعد جمع التكاليف لا يتجاوز 800أوقية جديدة.

وأوضحت أنهن في زمن رواج الخيم يبعن ما يقارب 20 خيمة في اليوم الواحد لكنها منذ شهر تقريبا لم تبع خيمة واحدة مما جعلها تتوقف عن الإنتاج حسب ما تقول.في انتظار واقع جديد.

وبدورها قالت السيدة فاطمة بنت النّبي، إنها تعمل منذ ثلاث سنوات في مجال خياطة الخيام وأن مردوديته المادية مع بطئها مقبولة تعيل منها على اسرتها التي هي المعيل الوحيد لها.

وأوضحت أن سعر الخيم يتراوح ما بين 100ألف و30ألف أوقية ويتحدد ذلك حسب نوعية وحجم الخيمة.

وبدورها أردفت السيدة فاطمة بنت بوبه، أن عدم ملكية الأرض يشكل الهاجس الوحيد الذي تعاني منه العاملات في مجال خياطة الخيم خوفا من التشرد وعدم إيجاد مكان يأويهن لعرض بضاعتهن.

وأكدت أنهن قدمن طلبا للجهات المعنية بتخصيص مكان لهن لكنهن لم يجدن ردا حتى الآن.

ويقول محمد عبد الودو، الذي قدم حديثا إلى ازويرات إن سعر الخيم غال جدا مقارنة مع ما كان يتصور، لكنه يتفهم ذلك لأن ارتفاع الاسعار هو ما أدى إلى هذا الارتفاع مع مطالبته بتدخل الجهات المعنية من أجل ضبط الاسعار وحماية هذا المنتج المحلي.

ورغم ما يستقطبه سوق الخيام من الناس، معيلات الاسر وغيرهن إلا أن خوف الترحيل يبقى المشكل الوحيد الذي قد يقضي على ممارسة مهنتهن التي يعلن منها على أسرهن منذ سنوات.

تقرير: محمد الأمين باب