2 مايو 2024 , 13:04

الإسلاميون والسلطة..!

aziz - jemilشكلت الأحداث الأخيرة التي كادت تجرف بالشارع إلى صدام بين بعض القوى الإسلامية والنظام الحاكم إشارة ملفتة في تعاطي الإسلاميين مع  تلك الأحداث.. فقد كشفت الأيام التالية أن المجازفة بركوب موجة التخريب و الفوضى في وقت حقق فيه حزب “تواصل” الواجهة السياسية للإسلاميين في ظل غياب بديل آخر، نتائج مقبولة في الإنتخابات البرلمانية والبلدية الأخيرة، نوعا من الإنتحار السياسي.

لهذا فضل الإسلاميون مراجعة موقفهم الغاضب من النظام الذي وجدوا فيه منافسا لهم في الساحة ومناورا سياسيا يجيد لعبة استغلال عواطف الناس حين كان يخرج الرئيس ولد عبد العزيز ليدغدغ أسماع الجماهير بأن موريتانيا ليست دولة علمانية ..وغير ذلك من الشعارات التي كانت تحدث فعلها في شارع يسهل اختراقه بالعواطف الدينية.

ومع أن الأمر خلط الأوراق على الإسلاميين، ودفعوا ثمنه غاليا في شارع اعتقدوا زمنا طويلا أن احتكار شعار الدين  فيه كفيل بترويضه، إلا انهم وفي ظل المتغيرات الدولية والإقليمية اختاروا  هذه المرة التراجع خطوة للوراء ليتبخر خلافهم مع النظام.. كما لو ان شيئا لم يحدث.

هدنة أم مصالحة؟

يعتقد البعض أن تقاربا ما حصل مؤخرا بين الإسلاميين والنظام، وأن هذا التقارب في طريقه إلى تسوية الخلافات الناشئة بينهما، ولا يستبعد البعض أيضا أن يكون ذلك لدواعي مصلحة الطرفين في المرحلة المقبلة التي قد تشهد تطورات في المشهد السياسي، حيث يحاول الإسلاميون إمساك العصا من النصف لأنهم لا يثقون في زملائهم في المعارضة..  وبالتالي يغازلون النظام انطلاقا من مبدء “عدو عدوك صديقي”.

ويرى آخرون أن السبب في التقارب مرده تكتيكي، حيث يخشى الإسلاميون عموما و”تواصل” خصوصا من ضياع المكاسب التي حققوها في الإنتخابات الأخيرة.

ولأن الوضع حساس إجمالا .. بالنظر إلى انحسار حضور تنظيم الإخوان المسلمين في مصر وانكفاء تجارب  ما يسمى بالربيع العربي في ظل تراجع الدور القطري، إلى جانب التغييرات التي حصلت في منطقة الساحل والصحراء من انهيار لقوة الجماعات الإسلامية المسلحة، كل هذه المتغيرات فرضت على الإسلاميين في موريتانيا تغليب صوت القبول بالأمر الواقع وتحيين فرصة المواجهة إلى وقتها المناسب.. وبالتالي فما نراه ليس هدنة ولا مصالحة وإنما هو واقع أملته ظروف معقدة ومتطلبات ناخب سياسي بدا في الإنتخابات البرلمانية والبلدية متعاطفا مع الإسلاميين رغم انه ليس منسجما بالضرورة مع أجندة وإيديولوجيا الإخوان المسلمين.

شاهد أيضاً

البنك المركزي الموريتاني يحصل علي منحة مساعدة فنية من البنك الإسلامي للتنمية ( بيان) 

في إطار مواصلة تطوير ودعم التعاون المثمر بين البنك المركزي الموريتاني والبنك الإسلامي للتنمية وقع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *