2 مايو 2024 , 12:26

خواطر يعقوبية (3) / بقلم: الغالية بنت سعدن ولد جدان

unnamedبسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة والسلام على اشرف المرسلين و إمام النبيين الرحمة المهداة للعالمين محمد بن عبد الله و على آله و صحبه و من اهتدى بهديه إلى يوم الدين.

في شهر سبتمبر من السنة الماضية كتبت خاطرة تتعلق بقبيلة “اديقب” ، حينها اعتبرها البعض مجرد خط سير الى الوراء باعتبار التشبث بالقبيلة أو الجهة لا يفيد تقدم البلاد بشيئ بل إنه نوع من التخلف الفكري ، و مجرد أفكار رجعية لا تمت للحداثة بصلة .

كل هذا النقد تقبلته بروح رياضية و لكنه ذكرني بالمثل الحساني القائل ( لحم الرقبة موكول و مذموم) ،  فالكل في موريتانيا متمسك بالقبيلة و الجهة رغم كل هذا و أنا من جنس النساء و في الحديث الشريف أننا خلقنا من ضلع أعوج ، لذا ستظل هذه القضية محور اهتمامي و سأظل غيورة عليها دائما فالمتتبع للأحداث السياسية الأخيرة يلاحظ بكل وضوح مدى التهميش و الاقصاء الذي تعرضت له بني يعقوبة من طرف الحكومة و كذالك من طرف الحزب الحاكم ، فأولا عند الترشيحات للانتخابات الماضية لم  يرشح الحزب سوى شخص واحد على عموم التراب الوطني دون ما أي دعم أو اهتمام .

و عند تشكيل الحكومة الجديدة ظل التهميش مستمرا رغم الكفاءات المهنية الموجودة داخل صفوف القبيلة ، و قد يرجع ذالك الى عدة اسباب من اهمها أنهم قوم ذوى اعتدال لا يستميلون عواطف القائمين على الشأن العام من اجل الحصول على امتيازات وظيفية و لا يتغنون بأمجاد الحكومات من أجل ذلك .

و عند التعديل  الدبلوماسي الأخير كذلك كان نصيبهم التهميش فلماذا التهميش دائما  ، عندما طرحت قرية العقبة 32 كلم على طريق بوتلميت مشكل العطش لم تجد لها من منصت بل تجاهلت الجهات المعنية الموضوع ولم يكن منهم إلا الصمود و اللجوء الى مجهودات شخصية من أـجل جلب الماء الصالح للشرب من هنا اتساءل كيف لكم ان تنسوهم يا اولو الامر منا ؟

و هم اول من استثمر امواله في موريتانيا حين كانت بلد يتيم في أحضان الرمال غامروا بأموالهم و أقاموا صرحا اقتصاديا عملاقا “اسمنت موريتانيا” لتقف العاصمة انواكشوط على ارجلها و تزهو بالمباني الجميلة و تكون في ركب المدن المتحضرة ، كيف لهم ان ينسوا و هم من حملوا مشعل التعليم و القضاء في موريتانيا ، أساتذة و معلمين و قضاة أناروا الطريق لأجيال تلو الاجيال تعليما و تثقيفا و استمد منهم سلك التعليم قوته فى فترات حرجة من تاريخ البلاد ، كيف لهم ان ينسوا و هم من شيدوا أطول خيمة شامخة في سماء نواكشوط عانقت الغيوم لتحوي داخلها أهم المراكز التجارية و الاقتصادية في البلاد و ساعدت في تخفيف البطالة فى صفوف الشباب و دفعت عجلة الاقتصاد و السياحة الى الأمام .

قد يري البعض انني رجعية و لازلت متمسكة بأفكار الزمن القديم و قد يري الآخرون بأن خواطري يطبعها الفخر و الحماس و استعراض أمجاد و خصال “اديقب” و لكنني أذكر الجميع اننا مهما تطورنا و تقدمت أفكارنا و واكبت العصر لا يمكننا أن ننسى قوله جل في علاه (وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ) هنا يحضرني سؤال أيها الناقدون لي لماذا توافقون على فكرة الشعوب و ترفضون فكرة القبيلة  (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ )؟؟

شاهد أيضاً

البنك المركزي الموريتاني يحصل علي منحة مساعدة فنية من البنك الإسلامي للتنمية ( بيان) 

في إطار مواصلة تطوير ودعم التعاون المثمر بين البنك المركزي الموريتاني والبنك الإسلامي للتنمية وقع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *