29 أبريل 2024 , 13:57

في إطار اهتمام أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس بالقضية الفلسطينية ودعم جلالته لصمود القدس الشريف.. المملكة المغربية تستضيف ندوة دولية حول موضوع (الإعلام في دعم الهوية الحضارية للقدس الشريف)

نظمت وزارة الثقافة المغربية ووكالة “بيت مال القدس” التي ترعاها المملكة اليوم الثلاثاء بالرباط ندوة دولية حول موضوع دور الإعلام في دعم الهوية الحضارية للقدس الشريف.

ويتجسد انعقاد هذه الندوة الدولية لصالح القضية الفلسطينية في الإعلام، المكانة التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في خدمة القضية الفلسطينية من خلال رئاسة جلالته للجنة القدس الشريف، ورعايته ودعمه لوكالة بيت مال القدس الشريف.

ويأتي تنظيم هذه الندوة الدولية على هامش الدورة ال17 العادية للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب، الذي انطلقت أعماله اليوم الثلاثاء بالعاصمة المغربية الرباط.

وبحسب الوثيقة الإطارية للندوة التي حصلت “المرابع ميديا” على نسخة منها فإن

الأرضية والإطار العام للندوة تتمثل في كون  مقاربة دور الإعلام في دعم الهوية الحضارية للقدس الشريف تنطوي على صعوبات جمة تفرضها طبيعة الصراع الذي نشهده منذ ما يزيد عن فرن من الزمن للسيطرة على مداخل المدينة ومفاصلها الحيوية، لاعتبارات تحركها في الغالب عقلية الاستفراد والتملك، وهو ما وسم باستمرار المواقف إزاءها بالتجاذب والتقاطب.

وحيث إن حوافز الهيمنة تقوم على نوازع الإيديولوجيا والنظريات المستحدثة، فإن تطوير الإعلام لأدواته وأساليبه، يصطدم، والحالة هذه، برغبة أصحابه في تحصين وظائفه الشويرية من جهة، وبين من يسعى لتوجيهه لخدمة أجندات بعينها، من جهة أخرى. ليتسع بذلك. مجال التحكم. وتضيع الحقيقة الثابتة بأن القدس مدينة جامعة وموحدة لأصحاب الديانات السماوية الثلاث.

وتضيف الوثيقة “لذلك، يحسن المتبع أن استدراج وسائل الإعلام لصراع فوجه وغير متكافئ بين الفلسطينيين والإسرائيليين بدأ مع المحاولات المتكررة لصناعة واقع جديد على المقاس في مدينة القدس. امتدت آثاره للنيل من خصوصية المدينة ومركزها الديني والحضاري. من خلال تطويع مصطلحات مضللة حول القضية الفلسطينية عموما، وقضية القدس. على وجه الخصوص.

من الطبيعي أن يمتد هذا الصراع إلى خارج غرف التحرير والأخبار ليغذي المواجهات المؤسفة، التي تميل فيها الكفة للطرف الأقوى، فتتخذ وسائل الإعلام الدولية القرار الأسهل بالتزام الحياد السلبي في تغطيتها الإعلامية لما يحدث على الأرض متساوي بين الجاني والضحية، ولا تفرق بين من بيده القوة المفرطة. ومن يُصارع الحماية حقوقه. التي كفلتها له نظريا، كل المواثيق والمعاهدات الدولية”.

إن سهولة الولوج إلى الصفحات الشخصية وإنشاء المدونات على وسائل التواصل الاجتماعي. بتأثيرها الواسع بانت تساعد على بلورة مضامين جديدة للتواصل مع الآخرين. يجب الانتباه إليها في سياق تصحيح التصورات الجاهزة وتدقيقها وتسييرها في الاتجاهات التي تنصف قضية الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والشعوب المسلمة وأحرار العالم.

ويقوم هذا التوجه على اعتماد نوع من التوازن المعرفي للحد من حبوب المقاومة» التي قد تظهر في طريق معالجتنا المتبصرة لدينامية العداء المستبد لكل ما هو عربي ومسلم، والعمل على تطويق الأخبار والمعلومات الكاذبة وسرعة إتاحتها للعموم مع ما يتطلبه ذلك من مسؤوليات توفير الحماية الضرورية للفئات الأكثر عرضة لمخاطر هذا التدفق الإعلامي الظالم وفق التصنيفات الموضوعية والمعايير المعتمدة.

ومع ذلك، فإنه يصعب تمثل التفاعلات الارتدادية للإعلام الموجه لأن الأمر يتعلق بسيكولوجية مركبة لجماعات ومصالح. تحكمهما نوازع فردية أو سلوكية تحاول تبرير اتجاهها إلى معاداة الفلسطينيين. لذلك على وسائل إعلامنا أن تستدعي القيم القائمة على معاني إنسانية ومفاهيم أخلاقية قد يفهمها المجتمع الغربي، أو جزء منه. حتى تحقق أهدافها وتعزز التفاف المجتمع الدولي حول الحق الفلسطيني والدفاع عنه. وكمثال بارز على ذلك، نحن في حاجة لاستحضار معاني «نداء القدس التاريخي الذي وقعه أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس. وقداسة البابا فرانسيس في الرباط يوم 30 مارس 2019، الذي يروم المحافظة والنهوض بالطابع الخاص للقدس لتبقى مدينة متعددة الأديان، وبالبعد الروحي والهوية الفريدة للمدينة المقدسة.. باعتبارها ترانا مشتركا للإنسانية، وبوصفها قبل كل شيء، أرضا للقاء ورمزًا للتعايش السلمي بالنسبة لأتباع الديانات التوحيدية الثلاث، ومركزا لقيم الاحترام المتبادل والحوار.

ثم تأتي مثل هذه الندوات واللقاءات لإثارة الانتباه إلى خطورة الترويج لصور ومفاهيم ومصطلحات مضللة ساهمت في تشكيل القناعات الجماعية لفئات واسعة من الرأي العام الدولي. وجعلتها تصنف قطاعا كبيرا من العرب والمسلمين مجتمعات «مارقة». لابد من تطويعها. وتشديد الخناق عليها من داخلها، لاسيما في مرحلة ما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر بالولايات المتحدة الأمريكية.

لذلك على الباحثين المهتمين بالحقيقة وبالإنصاف، هيئات رسمية ومؤسسات وأفراد. التوقف مليا عند المفاهيم والمصطلحات التي يتم الترويج لها إعلاميا في لجة انشغال العالم بقضاياه الداخلية وبأولوياته الوطنية والقومية لخدمة طموح الهيمنة، وذلك لطرح الأسئلة التي من شأنها إثارة الانتباه إلى واقع الشعب الفلسطيني، الذي ما يزال يُصارع من أجل البقاء، في محيط صعب ومتحرك.

من موفد “المرابع ميديا” إلى الرباط – المصطفى محمد محمود

شاهد أيضاً

رئيس حزب “الإنصاف” يدعو لدورة استثنائية تتعلق بـ”الترشح للانتخابات الرئاسية”

استدعى رئيس حزب الإنصاف محمد ماء العينين ولد أييه، مساء الأحد،  المجلس الوطني للحزب لدورة …