من الواضح أن الحزب الحاكم سوف يحصل على أغلبية مريحة من النواب تتجاوز 60%رغم عملية فك الارتباط بالصيغ القديمة خاصة محاولة الهيمنة على كل الدوائر وبكل خشونة وتسيير الرؤساء السابقين مباشرة للحملة كما أن العمل مجددا بالنسبية إلى حدود 50% من المقاعد من أجل إشراك أحزاب المعارضة العتيقة التي أنهكها صراع الأنظمة وأصحاب الطموح من الشباب والشخصيات التي لان تعتمد على رافعة انتخابية قوية ، وعدم فهم واستيعاب خلفية ترشيحات حزب الإنصاف التي استهدفت توسيع هامش إشراك الأقليات التي انتفض ضدها الكثير من الناس لم تنل أي درجة من التعاطي الإيجابي ولم يتم تسليط الضوء عليه .الحزب الحاكم فشل سياسيا وإعلاميا لدرجة أنه من الواجب تغيير هيكلته وأشخاصه فهو دخل هذه الحملة من دون خطاب من دون شعارات من دون شخصيات مركزية وازنة من دون أفكار حاشدة ومحركة للجماهير من دون سياسة إعلامية ولا دعائية ناجحة ،فقط استفاد من الاصطفاف القبلي في الداخل .الحكومة فشلت فشلا ذريعا في تسويق انجازاتها في خلق خطاب سياسي ودعائي ناجح وفشلت واتجهت نحو الوعيد الذي تم تفسيره خارج نطاقه المتعلق “بالانصافيين”.”وكان محل النفع منه إضرار “وهي بالتالي لم تستطع لعب أي دور لمصلحة الحزب باستثناء انتداب بعض الوزراء ومستشاري الرئيس الذين ألغوا بثقلهم الشخصي لقيادة الحملة تحت ألوان الحزب ،وهي بالتالي حكومة غير صالحة للمرحلة وقد أثبتت فشلها . كما ستحصد الأغلبية مجتمعة قرابة 85% من عدد مقاعد البرلمان لكن كل ذلك على خلفية دعم الرئيس والتمسك به .الحزب والحكومة لم يستطيعا شرح الخلفية لهذه التوجهات الجديدة والقرارات الجديدة التي تستهدف توسيع وتهذيب المسار .
لحد الآن وفي سابقة من نوعها يتقدم الحزب الحاكم في نواكشوط وهذا له دلالته التي تعني تراجع خطاب المعارضة وبريقها السياسي وتراجع دور ووزن الشخصيات المرجعية فيها وذبول أحزابها حيث تعرض تواصل لهزات كبيرة بسبب الإنقسام الداخلي حول الخط السياسي وتعدد المقاربات وكذلك الانسحابات المتتالية منه وتغيير القيادة في وقت حرج على أعتاب الانتخابات وتجميد شخصيات مرجعية كانت وراء الديناميكية الإعلامية والسياسية للحزب ، وتعني من جهة ثانية توسيع مجال بعض الخدمات العمومية وحل بعض الملفات الشائكة أو أن خطة الحملة كانت قوية رغم شكوى الكثيرين من انعدام الوسائل .
يتجه الوضع لدحر الحزب الحاكم في نواذيبو وستكون أسوأ عنوان للفشل في هذه الانتخابات وذلك لأن الحزب ألغى بثقله هناك ضد رجل “أعزل ” لكنه شعوبي ويستخدم الشحن العاطفي .
من جهة أخرى أخذ الرئيس مسافة واحدة من الجميع في سابقة من نوعها ترمز للسمو الفكري والأخلاقي وكان خطابه الموجه للمواطنين وللأحزاب بمناسبة انطلاق الحملة يستهدف السكينة والوطنية والهدوء ويحث الناخبين على اختيار الأفضل في التعبير عن التمسك بمصالحهم .
كان غياب النخبة الواعية وغياب والمفاهيم السياسية الراقية واحد من صور الفشل السياسي .كانت أعتى صور الفشل تلك التي كشف عنها الأداء السياسي للأحزاب السياسية من حيث المخرجات والخطابات والترشيحات والأسوأ من ذلك عملية بيع الترشيحات .
كان هناك اندفاع كبير من الشباب ومن الشخصيات التي ظلت مستقلة عن الأحزاب بسبب ثقتها في المسار وفي العملية وفي جو التهدئة وغياب مؤشرات الغطرسة التي شابت الانتخابات السابقة .كان هناك غياب في التربية السياسية وفي الإنضباط الحزبي وفي التنافس حول البرامج والرؤى والمشاريع الحضرية .كان كل شيء يرمز للتخلف وانعدام الوعي وضعف الدروس المستخلصة من التجربة الديمقراطية بصفة عامة .
النتائج تفيد تراجع الجميع من شخصيات وازنة وطنيا مثل بيرام الدّاه إعبيدي ومن أحزاب تقليدية مثل تواصل والإتحاد من أجل التقدم واتحاد قوى التقدم والتحالف الشعبي وحزب الإنصاف وستشهد تقدم أحزاب غير معروفة وبلا برامج استفادت من انفجار الحزب الحاكم وخروج أعداد غفيرة من المغاضبين .ومع ذلك سيأخذ تواصل وبأقل من السابق مكانه لزعامة المعارضة وستخرج الأحزاب العريقة من اللعبة نهائيا وستدخل بعض أحزاب الأغلبية المشهد بقوة شكلية .
الرسائل في هذه الحملة لم تفهم على أي مستوى رغم أن كل شيء توافقي وأن العملية في حقلها المهني تركت للمنافسة الحرة .
اللجنة المستقلة للانتخابات لم تستطع أن تحقق الجاهزية المطلوبة بغياب عنصر التراكم والخبرة وكأنها بدأت من جديد كل شيء بدأ من اللحظة الأخيرة .
لقد تميزت هذه الانتخابات ب :
أول مرة وصل عدد الناخبين 17885036 ناخب
أول مرة تفوق نسبة النساء الناخبات نسبة الرجال حيث بلغت 52%
موزعين على 4728 مكتب تصويت في عموم موريتانيا.