13 مايو 2024 , 21:27

احذروها /الحسين ولد مدو(رأي حر)

3218396-4605560-2-d2030الأمن بالنسبة الاوطان كالصحة بالنسبة للافراد امور لا نقدرها الا حينما نفقدها،عايشت عن قرب سنوات الجمر بالجزائر ذبحا وتقتيلاو ارهابا وتدميرا حينها ما عاد للحياة معنى في ظل الة الموت، ما عاد مقتل مائة برئ خبرا وما عادت الاغتيالات والسيارات الملغومة وجثث الضحايا المفخخة تثير احدا.

باتت يوميات يبلد تواترها شعور المعايشين مئات يفقدون ارواحهم بتفجير باص اطفال يفقدون السند وامهات يفقدن العضد وصحفيون يغتالون بكل برودة دم.

في نشرات الاخبار التلفزيون كان الاطباء يجهدون انفسهم في الصاق الرؤوس المقطوعة باجساد العشرات من اصحابها ومقدمة التلفزيون الوقورة تبدا نشرتها بمناشدة المشاهدين الابتعاد عن التلفزيون.

تسارعت الاحداث وتعددت فتولد الارهاب وتراجع المخاطب الاول وتم تفريخ حركات دموية جديدة عرفت بداياتها وتعذر تلمس نهاياتها او تحديد اطرافها.

و بعد عقدين طويلين تمكنت الجزائر الجريحة من تجاوز محنتها وحيدة ولكن باي ثمن ايتاما وارامل وهدرا للنفس والنفيس، كل ذلك كان نتاجا لسوء تدبير وتسيير لعملية سياسية اعقبته الفتنة.

وفي مصر اليوم يتفرج الجميع بحماس على صراع الثيران الهائجة الكوريدا لكنهم يكتفون بالتجييش يتسلون ويصفقون للمنتصر.

لقد تحولت قضية وطن كبير الى مشهد تلفزيوني يفرض الاستعراضية كغاية حتي يصبح قابلا للتشويق والتسويق.

ويساورني خوف رهيب ان لم تتملك الاطراف روح التضحية والتجاوز اننا نعيد استنساخ التجارب القاتلة فلن تتحمل ارض الكنانة اسقاط الرئيس المنتخب من غير رضاه، ولن تقبل الحشود المعارضة تحت النقل التلفزيوني المباشر بغير الاطاحة به بعدما جاء بيان الجيش المصري مغازلا لها ومضيقا لخيارات امام الرئيس.

وبكل تاكيد فلن يتحمل الجيش مطلقا نتائج الفتنة التي بدات بسوء تدبير للشان السياسي وسوء توقع وتدبير للعواقب الوخيمة انها الفتنة اهلنا بمصر فاحذروها.

من صفحة د. الحسين ولد مدو

شاهد أيضاً

لماذا غزواني ثانية؟ / محمد محمود أبو المعالي

لا جَرم أنه ما جانف الصواب من طرح اليوم السؤال عما ينتظره الموريتانيون من ترشح …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *