24 أبريل 2024 , 2:41

قمة العشرين G20.. تجمع الخصوم! / الكاتب الصحفي السلطان البان

تُعقد هذه القمة خصيصى لتدارس الوضع الاقتصادي من لدن وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية للدول من أجل وضع سياسات اقتصادية مؤثرة في السوق العالمية، تعنى بدرجة كبيرة بمحاربة التضخم والركود العالميين مثل؛ حماية الاقتصاد ووضع إجراءات أكثر نجاعة لخفض الأسعار وفقًا للتطورات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في كل مرحلة.

في السنوات الماضية تغيّرت قواعد القمة وأصبح يحضرها زعماء العالم، وتصدرت الملفات السياسية أعمالها بدلًا من الاقتصاد خصوصًا في الآونة الحالية نظرًا إلى حجم الأزمات التي نعيشها والصّراع الجيوسياسي الذي تتسم به مناطق متفرقة من العالم رغم أن الاقتصاد أيضًا عامل أساسي يتحكم في مصير الشعوب ويقوض حركة الدول.

وتذكيرًا بمجموعة قمة العشرين التي تأسست عام 1999م، والتي تضم خمس مجموعات مقسمة على حدة؛ القسم الأول يضم أستراليا وكندا والسعودية والولايات المتحدة الأمريكية. أما القسم الثاني فيضم: الهند وروسيا وجنوب إفريقيا وتركيا، في حين يضم القسم الثاث: الأرجنتين والبرازيل والمكسيك. كما أن القسم الرابع يشمل: فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا، والقسم الخامس يضم: الصين واليابان وإندونيسيا وكوريا الجنوبية.

اجتمع رؤساء الدول العشرين الذي يشكلون 80% من الناتج الاقتصادي العالمي وثلثي سكان العالم و75% من التجارة العالمية اليوم الثلاثاء في إندونيسيا مثقل كاهلهم بالعديد من الملفات المطروحة في الساحة السياسية الدولية، كما يُعد اجتماعهم فرصة كبيرة للقاء زعماء فرقت بينهم المصالح الخاصة والتحالفات الإقليمية والدولية. ومن أبرز الملفات التي تصدرت أجندة الأعمال في قمة العشرين بإندونيسيا الحرب الأوكرانية الروسية، لأنها السبب الرئيس في تضخم وركود الاقتصاد العالمي بعد ارتفاع أسعار الطاقة ومنع الطاقة الروسية عن أوروبا. في حين أن الملف الثاني يتعلق بالقلق الذي يدب في قلب العالم خوفًا من اندلاع حرب أمريكية صينية بسبب الخلاف على جزيرة تايوان. أما الملف الثالث والأخير ؛ فهو التهديد الإيراني المتسارع ي السعودية ودول منطقة الشرق الأوسط.

شاهدنا عبر الصور القادمة من جزيرة بالي بإندونيسيا اليوم الثلاثاء في أثناء قمّة العشرين الرئيس الأمريكي چو بايدن وهو يسير باتجاه الرئيس الصيني شي جين بينغ من أجل المصافحة، وهذه واحدة من أندر المشاهد التي لم تحدث منذ ثلاث سنوات تقريبًا، وكانت هذه اللقطة هي الأكثر تداولًا في الصحف والمواقع الرسمية الصينية وغيرها، والتي عنونتها رويترز “بالخطوط الحمراء للصين”، واللافت للانتباه في تصريح بايدن أن الخلاف بين الصين والولايات يجب أن يكون تنافسيًا وليس صراعًا، وهذا طبعًا خطاب سلمي إيجابي، ويطمئن العالم الذي يخشى تطور الخلاف بينهما إلى أبعد من ذلك بعد أشهر عشناها في رعب مناورات عسكرية في مضيق بجزيرة تايوان.

هناك أيضًا صورة أخرى أظهرت ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في جلسة هادئة جمعته بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في واحدة من بوادر السلام وعودة المياه إلى مجاريها بين البلدين بعد مدة من خلاف وتوتر في العلاقات غذّته الإساءة التركية لسياسة المملكة العربية السعودية بسبب التقارب التركي الإيراني، الذي يعيش الآن مرحلة رخاء وازدهار لا مثيل لهما من حيث التنسيق الأمني و العسكري، نتج عنه تجاوزات إيرانية في حق سيادة العراق أدانته الدول العربية دون غيرها.

في أثناء القمة أيضًا هناك تصريح من الولايات المتحدة الأمريكية أكدت من خلاله أنه في يوم 8 نوفمبر اعتراضت سفينة إيرانية كانت متجهة لليمن لدعم الحوثيين من أجل تنفيذ اعتداءات ضد السعودية، وحسب ذات التصريح فإن الكمية المحمولة تكفي لصنع مجموعة واسعة من الصواريخ الباليستية ، وهذا يؤكد فرضية سعي إيران لإحداث تهديد أمني في دول ومناطق في الشرق الأوسط، طبعًا سبق أن أشارت السعودية عبر مواقع إعلامية رسمية في وقت سابق أنها قد تتعرض لهجوم إيراني، واضح جدًا أن التصريح السعودي كان مبنيًّا على معلومات استخباراتية واضحة المعالم.
الكاتب الصحفي
السلطان البان

شاهد أيضاً

بين الطوباوية والبرغماتية / الولي ولد سيدي هيبة

اثبتت دراسات قيمة أن أكثر ساكنة المعمورة جنوحا إلى السلم هم ساكنة ضفاف الأنهار، التي …