15 مايو 2024 , 1:38

النص الكامل لـ: خطاب ولد داداه في افتتاح أعمال منتدى الديمقراطية والوحدة

daddahلأهمية الكلمة وللجدل الذي أحدثته في الساحة السياسية، تنشر “المرابع ميديا” في ما يلي النص الكامل لخطاب زعيم المعارضة السيد أحمد ولد داداه

أثناء افتتاح أعمال منتدى الديمقراطية والوحدة أمس بقصر المؤتمرات:

……………………….

أيها المواطـــنون الاعزاء،

أصدقاء موريتانيا الأعزاء،

أيها الضيوف الكرام،

الســـــيدات والسادة،

يسرنا أن نرحب بكم أحر ترحيب، وأن نشكركم جزيل الشكر على حضوركم لهذا الحفل المخصص لانطلاق أشغال منتدى الديمقراطية والوحدة الذي يسعى إلى تقديم ودفع خيار أفضل، لبلدنا موريتانيا. 

“إن منتدي الديمقراطية والوحدة، الذي نفتتحه، يسعى الى تقديم ودفع خيار أفضل لموريتانيا، وهو بغض النظر عن كل الانتماءات السياسية المنحازة، مبادرة تحمل معها مشروعا جماعيا كبيرا وطموحا موحدا لكل الطاقات والجهود وأملا مشروعا للسير بموريتانيا والموريتانيين نحو غد افضل.

ان بلدنا مهدد في الكينونة السياسية لمؤسساته الجمهورية العليا وفي سير وانتظام الوظائف الكبري للدولة وحتى ان وجودنا على خارطة الأمم أصبح هو الاخر في خطر.

اننا نعيش في واقع الأمر وضعا محفوفا بالمخاطر يطبعه الانسداد السياسي وافلاس الاقتصاد الوطني الذي لوثته عقلية التربع وأفسدته الزبونية بجميع اصنافها وتصاعد النزعات الطائفية بفعل استقالة الدولة فضلا عن الأزمة الأمنية المزمنة مع تصدع التوازنات الجيوسياسية والاستراتيجية في شبه المنطقة.

ان بلادنا تعاني من مخلفات ازمة سياسية خطيرة ناجمة عن غياب قاعدة اجماع واضحة حول  قواعد اللعبة الديمقراطية وعن شلل المؤسسات مع انعدام الفصل الحقيقي بين السلطات وتتفاعل انعكاسات هذه الازمة مع المشاكل الوطنية الكبري علي جميع مستويات الحياة الوطنية: التعليم اصحة والتشغيل وفقدان القيم وانتشار الفقر والهشاشة الي أن آل الامر الي مآل اليه ومن اخطره التطاول علي رسول الله صلي الله عليه وسلم.

وهكذا يهتز التماسك الاجتماعي لبلدنا بفعل بذور الانشقاقات بين المجموعات وثقل الارث الانساني واستمرار مخلفات العبودية، مما يخلق انقسامات بين مكنات الشعب الموريتاني بسبب غياب الحلول المناسبة للمطالب المحددة.

يسعي منتدي الديمقراطية والوحدة الي تحديد الأهداف التالية:

ـ تجميع وتوحيد جميع وجهات القوي الوطنية الحية المتعلقة بضرورة الدعوة الى تحول ديمقراطي حقيقي في بلادنا،

ـ تشجيع الجهود وتضافرها لإطلاق هبة جماعية تتناغم مع اهتمامات جميع المواطنين المخلصين وتطلعاتهم الي موريتانيا ديمقراطية متحررة من قبضة الانظمة الاستبدادية ومتوحدة في تنوعها مزدهرة وذات سيادة وقادرة علي رفع التحديات في هذا العصر،

ـ وضع اطار تشاركي للتشاور والعمل يستشرف المستقبل ويكافح على المديين المتوسط والطويل لوضع أسس دولة ديمقراطية يسود فيها القانون وتنعم بمؤسسات جمهورية قوية تكرس تحقيق التوازن والفصل الحقيقي بين السلطات.

وأخيرا وفي المستوي القريب سيسعى المنتدى الى مواجهة تحديات الساعة والمخاوف التي تخيم على الساحة السياسية الوطنية عير استراتيجية توافقية وخطة تكتيكية في وجه الانتخابات الرئاسية القبلة وذلك للتاكد من ان هذه الانتخابات ستجري في ظروف من الشفافية والمساواة والمصداقية تضمن سلامتها ومن ثم سلامة نتائجها وألا فلانتخابات ولا مشاركة .

وسيتواصل هذا النقاش الذي سيكتسي أهمية حيوية من أجل التوصل الي اجماع وطني حول القضايا الاساسية التي ستحدد مستقبل موريتانيا حديثة قابلة للبقاء موريتانيا متآخية ومتوازنة في تنوعها ومنفتحة علي المستقبل والتقدم.

وسيقدم عرضا يتعلق بالقضايا الوطنية الكبري في الجلسة العامة الافتتاحية للمنتدى على أن تتبعه مناقشات مفتوحة سواء في الجلسات العامة أو في ورشة عمل تنظم خصيصا بشان هذه القضايا، طبعا لا يمكننا بالتأكيد تقديم حلول سحرية لهذه القضايا ضمن الوقت المخصص للمنتدى ولكن هدفنا هو البدء في نقاش مفتوح وبناء للوصول الي توافقات وطنية تكون مفيدة للمساعدة على الخروج من الأزمة.

تأتي الانتخابات الرئاسة المقبلة في سياق وطني متدهور الي حد كبير على المستويات الاقتصادية والاجتماعية وبالذات الاخلاقية لذلك ولكي تتحقق آمالنا فإننا بحاجة الي رؤية سياسية لانجاز تغيير ديمقراطي حقيقي في موريتانيا.

اننا نأمل ان تتجسد هذه الرؤية الجديدة خلال التجمع الحالي في اطار هذا المنتدى ونشعر بالفعل أن جميع الموريتانيين يتطلعون بلهفة الي نتائجه ونحن فخورون بان هذا التجمع قد يمنح فرصة أخيرة لإنقاذ بلدنا.

  من الواضح اليوم ان ضوابط انتخابات حرة ونزيهة وشفافة تمنح فرصا متساوية لجميع الفاعلين في الحياة السياسية في بلادنا، هذه الانتخابات ليست متوفرة بحال من الاحوال ولكي تتوفر نعتقد أن هناك متطلبات اساسية ضرورية لامناص من توفرها ويتعلق الامر ب:

1 ـ اشراف سياسي ذي مصداقية يضمن حياد الدولة ومشمولات السلطة العمومية،

2 ـ مؤسسات انتخابية يوثق بها،

3 ، اعداد تقني كاف.

ولاشك ان العرض الذي سيقدم حول الانتخابات الرئاسية وتدخلات المشاركين حوله هذا الموضوع، الذى ستفرد له ورشة خاصة به تمكن من تطوير هذه المطالب واثرائها.

أيها المواطنون الأعزاء اننا نحن الموريتانيين بحاجة الي مناقشة مشاكلنا معا لإيجاد حلول لها وبحاجة الي ان نتسامح ونتصافح من اجل استعادة ذلك الوئام لاجتماعي ومن اجل التعايش الاسطوري و للإلتزام الذي لا يتزعزع من اجل الحرية والمثل الديمقراطية والتضامن الشعبي الموروث عن الاجداد تلك القيم التي جعلت منا دائما شعبا مميزا ومن بلدنا واحة للسلام بفضل تمسكنا للمثل العليا المتمثلة في الايمان والتسامح والعمل.

أيها المواطنون الأعزاء ان المشروع الطموح المتمثل في بناء موريتانيا ديمقراطية حقا، تدار من طرف دولة قانون حقيقية، تخدم جميع مواطنيها موريتانيا متآخية ومتضامنة موريتانيا منفتحة بحزم علي المستقبل، إن هذا المشروع يتطلب تعبئة كل الوطنيين في البلاد والتزامهم ومن هذا المنطلق تم تنظيم هذا المنتدي، الذي ليس غاية في حد ذاته والذي ستبقي نتائجه حبرا على ورق، إذا لم يضع الادوات المناسبة لضمان استمرار التزاماتكم وتجسيد عملكم وفي طليعة تلك الادوات خلق اطار مؤسسي مناسب لطبيعة التزام كل مكونة من المكونات المشاركة في هذا المنتدى (الأحزاب السياسية، المجتمع المدني، النقابات، الشخصيات المستقلة والتنظيمات الشبابية الي آخره…).

ونأمل ان تشكل  المساهمة التمهيدية التي ستكملها المناقشات العامة وفي ورشة العمل المخصصة لهذا الموضوع، إنارة حقيقية لنا جميعا من اجل تبني الخيارات الإستراتيجية والتنظيمية المناسبة لواقعنا ولخصوصية بلادنا.

أيها المواطنون الأعزاء، من اجل تحقيق اهداف هذا اللقاء نحتاج الي انخراط جميع الموريتانيين وجميع القوي الحية في البلاد لزيادة فرص نجاح عملنا وسواء كان ذلك من خلال الخطب والمداخلات العلنية او المناقشات داخل ورشات العمل الكبري الثلاثة المبرمجة، فإن مساهماتكم وآراءكم وتعليقاتكم ستكون موضوع ترحيب لإثراء مقارباتنا وتعميق رؤانا وتوضيح طرق تفكيرنا وعملنا وإعداد توقعاتنا وخطط عملنا المستقبلية من اجل وضع قاعدة لشفافية الانتخابية في وجه الانتخابات الرئاسية المقبلة.

إن عزمنا علي العمل معا لإحداث تغيير ديمقراطي حقيقي في بلادنا لا يعادله إلا انفتاحنا واستعدادنا لكل حوار مسؤول ومتوازن ويعني ذلك ان اللحظة الراهنة حاسمة في مستقبل بلدنا وانه اصبح من الاهمية بمكان بالنسبة لكم ومن اجل مستقبل اطفالكم البحث عن مسار آخر لموريتانيا يكون افضل وأكثر امانا وهذا هو المسار الذي نقترحه عليكم اليوم باسم منتدى الديمقراطية والوحدة.

ايها المواطنون الأعزاء أصدقاء موريتانيا الأعزاء أيها الضيوف الكرام نرحب بكم مرة أخرى ونتمنى كل النجاح لأعمال منتدى الديمقراطية والوحدة“.

شاهد أيضاً

“لتشخيص الوضع بصفة جدية” وزير التجارة يجتمع بممثلي شركات الأسمنت.

ترأس وزير التجارة والصناعة والصناعة التقليدية والسياحة لمرابط ولد بناهي اليوم الثلاثاء جتماعا مع رئيس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *