16 أبريل 2024 , 7:47

إذا قال أحد أن بلدنا بلد العجائب فصدقوه !

من أعجب العجب وما أكثر ما نرى من عجب هذا الحماس العجيب والتأييد والدعم المبالغ فيه لكل من يصل للسلطة بأية وسيلة وأي شكل  !! فترى نفس الأشخاص متعلقين بالرئيس يفدونه بالنفس والأهل والمال !! وتقف عاجزا عن تفسير حالة أهل هذا البلد !! ولايمكنك أن تعرف هل المختار بن داداه هو رئيسهم المفضل ومنشؤ وطنهم ، وأب أمتهم؟ أم أن  ولد هيدالة هو رجلهم للدين والدنيا وشبيه عمر الفاروق رضي الله عنه في الحزم والعزم والعدل والأستقامة  ؟ أم أن معاوية هو سيدهم الباحث عن مصالحهم ومحقق سيادة بلدهم، ومحارب الأمية فيهم ومنشؤ المكتبات في جميع مدنهم ؟ أم أن محمد بن عبدالعزيز سيدهم  وقائدهم ، طارد سفارة الكيان عنهم ، ومحارب الفساد وباني المطارات وعشرات الإنجازات ؟ أم أن الزعيم الأوحد ومحقق الأنجازات الأعظم من انشأ تآزر ،وتبنى برنامج تعهداتي، وجعل الأتحاد من أجل الجمهورية إنصاف ،وجمع إسلاميين ومدونين في كتيبة حرسه الرئاسي، فهو الرئيس المفدى محمد بن محمد أحمد بن غزواني ، سيد السادة وقائد القادة الذي لم يوجد مثله ويتقدم على من سبقه له منجزات حققت وآمال معلقة عليه أوسع قادمة ستتحقق ؟!
إن الغرابة ليست في مواقف أي أشخاص مهما كانت ، فلكل أحد الحق في تبني الرأي الذي يراه وبعض فقهائنا توسعوا كما توسعوا في أمور أخرى في تفسير لا إكراه في الدين، ولا نستغرب أو نعترض على اختيار شخص ما توجهً أو سياسة لبعض الرؤساء فهذا طبيعي ولايمكن الأعتراض عليه!!
إن الذي لايفهم ويعتبر من العجائب هو اجتماع آلاف المثقفين والعلماء والادباء والشعراء والكثير من المتعلمين اجتماعهم على مواقف متناقضة لايجمع بينها إلا الطمع في الأستفادة من قرب الرئيس أي رئيس وإظهار التعلق به والإشادة به شخصيا والبحث في كل ما يمكن مدحه به من عمل ولو كان بسيطا أو كاذبا، لأننا- حقيقة- في تاريخنا الطويل لم نحقق من الإنجازات ما يستحق الذكر  فإنجازات الكبيرة التي يشيد بها المصفقون لا تناسب أو تقترب من حجم  ماضاع من ثرواتنا وبدد من إمكانياتنا وفات علينا  من  فرص  لاتعوض  لقطع  خطوات  تقدم  ولو كانت قليلة وحاجتنا إليها ماسة، إن جمهور المتعلقين بالرئيساء لا يهمهم حقيقة السياسات ولا الإنجازات ، فلم تكن سياسة المختار تشبه سياسة ولد هيدالة ولم تكن سياسة ولد هيدالة هي سياسة معاوية وكان محمد بن عبد العزيز مختلفا عن الآخرين ،وبغض النظر عن اختلاف سياسات ابن عبد العزيز وغزواني فإن الذي يهم المصفقين شخص الرئيس وليس سياساته إذا شاء الصمت وعدم الكلام  فهم يؤيدوه وإذا شاء قول مايشاء وإعلان مايشاء فهم معه بلا قيد ولاشرط لاينتظرون منجزا ،ولايهمهم منعا أو عطاء فما دام هو الرئيس فهم جمهور إظهار دعم الرئيس مهما كان إسمه أو عمله أو فكره!!
أما الذي يستحق الأستغراب أكثر من أي شيء آخر ويصعب إيجاد تفسير مقبول له، فهو قبول الرؤساء جميعهم تصديق المواقف المنافقة والمزيفة والتي لايحتاج أحد الاتصاف بالذكاء المفرط ليعلم فجاجة ونفاق وسذاجة المدعين مناصرتهم اذا نظر رؤساؤنا  إلى المحيطين بهم ،فسيدركون من خلال فساد  تسييرهم وسوء تدبيرهم و انعدام إخلاصهم في مهماتهم أنهم لايريدون مصلحة عامة ولايخدمون إلاأنفسهم ، وكل ما يظهرون ادعاء وتلبيسا وتقية، فبقليل من التأمل في سلوكيات المتملقين  سيعرف الرؤساء عدم صدقهم،..
كما أن المتأخرين من الرؤساء يعلمون ولايمكن أن يجهلون أن جمهورهم الذي يبالغ في آظهار دهمهم ومآزرتهم هو جمهور من سبقهم بالتمام والكمال، وكل كلمة مدح أو إشادة بفعل أو قول تسمع منهم اليوم ، قد سبق وقالها نفس الأشخاص وزادوا عليها في الرؤساء  الذين سبقوا؛ فكيف نفهم الثقة التي يعطيها الرؤساء المتأخرون للمصفقين لهم اليوم والذين سبق واحمرت أكفهم تصفيقا لمن سبقهم ؟!
إن عجائبنا لاتنقضي وغرائبنا لاتنتهي غير أن قبول رؤسائنا تبني جمهور وأنصار من سبقهم واطمئنانهم لأقوالهم وآشاداتهم وإظهار دعمهم ونصرتهم يوضح كم نحن فاقدون للبوصلة وتائهون ، وذاهبون بعيدا بعيدا نحو المجهول سلم الله هذا البلد وسدد خطى قادته وأهل العقل من أهله!!!

التراد بن سيدى

شاهد أيضاً

تساؤلات من مراقب !!!/ التراد ولد سيدي

في ظروف توالد وتكاثر المبادرات التي يتنافس فيها الآخيرون مع الاولين في إظهار ولائهم الحقيقي …