هل يمكن أن يكون فخامة الرئيس وسيادة رئيس وزرائه و وزرائه ومستشاريهم جميعا يعتقدون أن البلد بعقلياته السائدة غير القابلة للمساواة بين المواطنين ، وسياساته الحالية التي يطبعها الفساد وسوء التسيير وبحث الجميع عن تكديس الممكن من المال من أي وجه أمكن!! أيمكن في نظركم أن يستطيع البلد ضمن هذه الظروف وفي ظل هذه السياسات الاستمرار مستقرا ومتماسكا وآمنا؟ وهل ترون يا نواب الأكثرية ويرى زملاؤكم أعضاء “حزب الإنصاف” وجميع أطرهم أن البلد في أمان، ويمكن استمرار استقراره دون الحاجة لإشاعة المساواة والاخوة والعدالة الكاملة حيث لانبيل ولاوضيع ولاشريف أوهجين ؟
هل يعتقد هؤلاء ومنهم آلاف المتعلمين تعليما جيدا أن البلد غير مهدد بوضعه في فقر مدقع مع نقص الوحدة الداخلية نتيجة العقلية التراتبية مع استمرار سوء التسيير وسوء التدبير وتبديد الثروات وهدر الطاقات ؟!
وهل يعتقد شركاء النظام من الأحزاب التي تدعي الموالاة ومن تلك التي تتبجح بالمخالفة والمعارضة وهي في الحقيقة الوجه الآخر لنفس العملة، عقلا وسلوكا وتمسكا بثوابت المجتمع الفاسد ،المتمسك بالتراتبية واخواتها من أنانية وفردية ونرجسية وعنصرية ووحشية!! ،هل يرى هؤلاء جميعا أن وضع البلد قابل للأستمرار بحالته السائدة حيث الفئات متنافرة لاتشعر بالمساواة الفعلية فكرا وسلوكا، فلا تستطيع إنهاء عدم التزاوج والتعامل بشكل طبيعي ينهي كل شعور للبعض بالدونية وكل شعور للبعض الآخر بالأفضلية والتميز.
فقبل أن تمارس الفئات المختلفة نفس النشاطات دون تمييز أوترفع، ولا تبقى أقلية تمتلك كل الوسائل والفرص وتتصرف في المال العام كما لو كان ملكها ،تختلس وتستولي على ماتشاء بكل الصيغ دون رادع ،وتتوفر لها الفرص كل الفرص للتوسع في التملك وتجميع الثروات في البر والبحر ؛ في الوقت الذي تعيش الأكثرية الساحقة في الفقر المدقع ،تنتظر مايسمح به من يملك كل شيء بما يرشح من تآزر ومفوضة الأمن الغذائي ومنح هبات الرئيس التي لا تُزيل فقرا ولاتغير وضعا!!
هل يعتقد سكان هذا البلد كلهم ساسة وأتباعا أن هذا الوضع العقلي والسلوكي السائد عندنا قابل للاستمرار ؟! أم أنه ينذر بأخطر العواقب ويتطلب وعيا وجهدا جهيدا وصبرا ومعاناة حقيقية حتى التصحيح الكامل ، والتغيير الفعلي تغييرا كاملا حتى نبقى نشعر بالأمل في حاضر مقبول ومستقبل زاهر تسود فيه الأخوة والسعادة للجميع !!
التراد سيدي