24 أبريل 2024 , 4:23

المؤتمر الطارئ للحزب الحاكم : تغييرات جوهرية نقلت “الاتحاد” إلي “الإنصاف” ضمن رؤية جديدة / إعداد “المرابع”

خصصت صحيفة “المرابع” ملف التحليلي لعددها ال97 الذي صدر اليوم الثلاثاء، للتغييرات التي شهدها الحزب الحاكم خلال مؤتمره الطاري الذي عقد الأحد الماضي.

وكتبت على صدر صحفتها الأولى بالبند العريض:

المؤتمر الطارئ للحزب الحاكم: تغييرات جوهرية نقلت “الاتحاد” إلى “الانصاف” ضمن رؤية جديدة

“المرابع” تستطلع الآفاق وتتبع الأبعاد ودلالات التوقيت والظرفية

وجاء في الملف:

دورة استثنائية لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم – الذي غير أسمه إلى حزب “الانصاف”- قرر خلالها المؤتمرون تحويل هذه الدورة إلى مؤتمر طارئ للحزب، لإحداث تغييرات كان من أهمها تغيير أسم الحزب، فيما كانت التغيير الأهم الذي أراد الحزب الحاكم إحداثه محاولة وضع هذه التحولات في سياق رؤية سياسية جديدة تستند إلى برنامج رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني وتجعل من سياساته ومنهجه السياسية والاجتماعي والاقتصادي التوجه الحصري الذي ينطلق منه الحزب كقاعدة ومشروع سياسي وفلسفة للحكم وإدارة شؤون البلد.

حملت التسمية “الانصاف” دلالات سياسية مهمة برأي مراقبين فهي المبدأ أو النقطة التي انطلق بها المشروع السياسي للرئيس محمد ولد الغزواني غداه انطلاقته الأولى في الأول مارس 2019 عندما أعلن ترشحه للرئاسيات وعبر عن كل مدلولاتها خطاب ذلك الترشح بما حمله من طمأنة وتعهد بالإنصاف وإعطاء كل ذي حق حقه والاعتراف لكل شخص بجميل ما قدمه للوطن.

نعم أراد الحزب بهذه التسمية الجديدة تأكيد مرجعية برنامج الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني بكامل شحنتها وعنفوانها وما حملته الخطابات والتوجهات التي اعلن عنها الرئيس في مناسبات عدة من تأكيد لهذا التوجه خصوصا ما جسدته الإنجازات في الميدان الاجتماعي من خطوات على الأرض عبر الآليات التنموية وما حثته عليه خطابات من جبر معنوي لأصحاب المظالم التاريخية من مغبونين ومهمشين بالإضافة إلى التسويات التي حصلت عليها أصحاب الحقوق المادية ممن كانت لديهم مطالب على الدولة.

التغيير المطلوب

ولأن كان “الإنصاف” هو أراد مؤتمرو الحزب الحاكم تجسيده اعتماد على هذه التوجهات ورؤية الرئيس تلك، فإن التغييرات التي يراد لها أن تتبلور كمشروع جديد للحزب الحاكم ونظرته إلى الممارسة السياسية تفرض الاهتمام بتغييرات جوهرية أخرى، بل يرى البعض أن التغيير يجب أن يطال الوجوه التي تتصدر المشهد حتى تكون الأرضية مهيئة لتطبيق الرؤية السياسية الجديدة للحزب، على اعتبار أن رجال المراحل السابقة لا يمكن أن يكونوا جزءا من عملية إصلاح جديدة، وهم الذي تلطخت أيديهم بالممارسات السياسية العتيدة التي يراد لها أن تختفي من المشهد.

ورأى البعض أن التغيير المطلوب يجب أن يترافق مع تغييرات أخرى حتي يستجيب لمتطلبات المرحلة السياسية التي يراد لها أن تتبلور.

فهذه التغييرات الثلاث التي شهدها الحزب الحاكم وهو تغيير الاسم والرئيس والشعار، لها دلالاتها، ولكن ستتوقف أهميتها على ما سيحدث بعدها من تغيير، فإن شكلت هذه التغييرات بداية لتغييرات أخرى في النهج وفي واجهة الحزب فسنكون أمام تغيير جدي في الواجهة السياسية للنظام، وإن اقتصر الأمر على هذه التغييرات الثلاث مع الحفاظ على النهج والرجال فإن هذه التغييرات التي تمت اليوم لن يكون لها أي أثر، ولن يختلف الحزب الحاكم بنسخته الجديدة عن النسخ السابقة من الأحزاب الحاكمة، يقول البعض.

إدراك للخطوة

ويبدو أن رسالة المؤتمر الطارئ للحزب الحاكم وصلت إلى قيادة الحزب الجديدة، بصفة مباشرة، بل يمكن أن يكون اختيار الرئيس الجديد للحزب جزء من الرسالة ذاتها التي ترنو إلى التغيير في النهج العام والممارسة السياسية والدور الذي يجب أن يلعبه الحزب الحاكم في المشهد الوطني.

وهكذا قال رئيس حزب الإنصاف (الاتحاد من أجل الجمهورية سابقا) محمد ماء العينين ولد أييه رسالة المؤتمر الاستثنائي للحزب، عبرت عن إرادة المؤتمرين بأن ما سيقع من تغيير ورفع لأداء الحزب يجب أن يكون عميقا.

ورأى ولد أييه أن مما يدل على ذلك اختيار اسم جديد للحزب هو “حزب الإنصاف”، بما يحمله الإنصاف من معان، واختيار شعار جديد هو الميزان، بما يحمل هو الآخر من معان.

وتعهد ولد أييه خلال كلمته بعيد إعلان اختياره رئيسا للحزب بأنه سيعمل على إعادة النظر في رؤية الحزب، وفي تنظيمه، وفي أدائه.

وقال ولد أييه إنه يعرف كل المعرفة أن مخرجات هذه المؤتمر كلها على أهميتها لا تلبي كل ما تنتظره الجماهير بصفة تامة، مردفا أنه يعلم أن تطلعات الجماهير أكثر من هذه الإجراءات التي اتخذت اليوم على عمقها وعمق دلالتها.

وأضاف ولد أييه أنه يدرك أن هذا المؤتمر اليوم كان فرصة لإجراء تغييرات أكثر، وأن تشمل أكثر مما شملته اليوم، وأن نصوص الحزب تسمح بذلك، ولكنه شخصيا يعتقد أن عمق الإصلاح الذي يتطلبه الحزب، يستدعي الكثير من الرؤية، حتى يتم ما سيتم بتأن وروية، وباستماع للجميع.

ووعد ولد أييه بالاستماع لكل مناضلي الحزب، وخصوصا الشباب، والنساء، وسكان الريف، وسكان الأحياء الهامشية في المدن الكبير.

أعلن الحزب الحاكم، خلال مؤتمره الاستثنائي تسمية وزير التهذيب محمد ماء العينين ولد أييه رئيسا جديدا له، بعد تغيير اسمه إلى “إنصاف”.

جاء ذلك بناء على المقترح الذي تقدمت به اللجنة التي اللجنة التي يترأسها الوزير الأول محمد ولد بلال، وتضم في عضويتها كلا من با أمادو أبو، فاضيلي سيداتي، وأم الفضلي الصادق وآاسان كامرا.

واعتمد الحزب الميزان شعارا جديدا له، ضمن قراراته في دورة استثنائية لمجلسه الوطني، اليوم الأحد.

دورة استثنائية فمؤتمر طارئ

وكان الحزب قد نظم يوم الأحد بقصر المؤتمرات في نواكشوط دورة استثنائية لمجلسه الوطني.

وأوضح الرئيس السابق للحزب سيدي محمد ولد الطالب أعمر، في كلمة بالمناسبة أن بلادنا قطعت أشواطا كبيرة على درب التغيير نحو مستقبل أكثر أمنا ورفاها لشعبنا وذلك منذ تسلم فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني مقاليد الأمور في البلد، حيث وقف بحزم وعزم ثابتين أمام كل الاخطار والتحديات الماثلة والمحتملة جراء وباء كوفيد- وتلك الموروثة منذ سنوات خلت من تسيير البلاد بطريقة لا تتناسب وطموحات الشعب ومصالح الدولة.

وقال” إن دورة مجلسنا الوطني التي نفتتحها موسومة بالاستثنائية، وهي فعلا كذلك، سواء في توقيتها، أو في محوريتها الحزبية أو في الظرف الوطني التي تنعقد فيه”، مشيرا إلى أن هذه الدورة تنعقد في توقيت أخذ فيه قطار تعهدات فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني سكة الإنجازات باقتدار وثقة، بعد أن جابه بكل حزم وعزم عواصف الاكراهات داخليا وخارجيا، والتي عصفت بدول وأنظمة وهزت اقتصادات قوية وادخلت بلدانا كبرى في أزمات عميقة.

وأكد ان الحزب عمل منذ مؤتمره الأخير على توطيد وترسيخ العمل الحزبي المؤسسي، رغم العراقيل البنيوية الماثلة، وذلك لخلق مؤسسة سياسية كفيلة باحتضان برنامج (تعهداتي) الذي هو صمام أمان الموريتانيين جميعا في هذه الفترة من تاريخهم.

من هو رئيس حزب “الإنصاف”؟

خبير استشاري متخصّص في هندسة التكوين، درّس في التعليم الفني كما أدار إحدى أبرز مؤسسات التعليم الفني لسنوات طويلة قبل أن يلتحق بالبنك الدولي منسقا لبرنامج سويد في منطقة الساحل. لا يعرف له نشاط سياسي.

ماء العينين ولد أييه من مواليد 1968 لم يكن اسمه متداولا قبل تعيينه وزيرا للتعليم الثانوي والفني في أغسطس 2019. حقيبة حافظ عليها وأضاف لها قطاعات أخرى خلال التعديلات الحكومية المتتالية ليصبح أحد الوزراء القلائل المستمرين منذ بداية مأمورية الرئيس الحالي.

وزيرا للتعليم الثانوي والفني في البداية ثم وزيرا للتعليم بأسره قبل أن تضاف له مهمة النطق باسم الحكومة في آخر تعديل وزاري.

يخلف ولد أييه زميله في الحكومة سيدي محمد ولد الطالب اعمر الذي أمضى سنتين ونيّف على رأس الحزب الذي لم يغيّر قيادته فحسب بل غيّر اسمه وشعاره. وذلك في أفق استحقاقات انتخابية على بعد سنة من الآن.

شاهد أيضاً

الطاقة المتجددة في موريتانيا تشهد مشروعًا جديدًا.. بالتعاون مع ألمانيا

من المقرر أن تنتعش مشروعات الطاقة المتجددة في موريتانيا، من خلال إقامة مشروع طاقي تنموي …